بعد اعتقال 20 سيدة كنّ تجمّعن في حديقة “لاله” في طهران للحداد على أبنائهن الذين قتلوا في الإحتجاجات، في مطلع الأسبوع، فقد تحدّثت تقارير عن بيان موقّع من “أمهات في الحِداد” أشار إلى أن الأمهات تنوين تنظيم تجمّعات حداد كل يوم سبت بين الساعة 7 و8 مساءً في حدائق العاصمة.
وجاء في بيان “أمهات في حِداد”، الذي نشره موقع “روز”: “لسوء الحظ، فإن الحداد السلمي والصامت للأمهات الذي جرى في يوم 27 يونيو قد قوبل بالإهانات، والضرب، وباعتقال عدد من الأمهات ومن الشابات على أيدى عناصر حفظ الأمن والقوى العسكرية. ورغم جهود الشرطة لمنع النساء من دخول حديقة “لاله” ولتفريقهن، فقد نجحت أكثر من 500 إمرأة في التجمع في مختلف زوايا الحديقة لندب أبنائهن الذين استشهدوا أثناء مشاركتهم في إحتجاجات سلمية أعقبت الإنتخابات الرئاسية العاشرة التي جرت في 12 يونيو. وفي أعقاب النداء الأولى للإمهات في حداد، فإننا نعلن أننا سوف نتجمع كل يوم سبت بين الساعة 7 والساعة 8 مساءً في حديقة “لاله” وأماكن أخرى من أجل ممارسة حِدادنا وإلى أن يتوقف العنف. ويتم إطلاق سراح كل السجناء الذين اعتقلوا بسبب إحتجاجهم على تزوير الإنتخابات وخصوصاً النساء اللواتي اعتقلن في حديقة “لاله”، وإلى أن يُعاقب قَتَلة أبنائنا”.
وتوجّه البيان إلى قوى الأمن مباشرة، وجاء فيه: “إلى إخوتنا وأبنائنا في قوى حفظ الأمن والأجهزة العسكرية! نحن، مثل أمهاتكم، نتعامل معكم باحترام وبأمومة، ونطالبكم باحترامنا وبعدم التورّط بالعنف ضد أمهاتكم حتى حتى لا تعلنكم أمهاتكم”.
وعلّقت “أزاده حاجي زاده” في مدوّنة “التغيير من أجل المساواة” على ما جرى على النحو التالي: “بعد الدعوة، ذهبت النساء النادبات من أجل مسيرة سلمية قرب بركة الحديقة، يوم السبت في الساعة 7 مساء. وجاءت بعض النساء ومعهن أشرطة سوداء وشموع سوداء. ولكن الشرطة بدأت بمنع النساء من الجلوس في الحديقة قرب البركة إبتداء من الساعة 5 بعد الظهر، وأمرتهن بمغادرة الحديقة. .. وحينما قالت إمرأة ترتدي حجاباً أسود لعناصر الأمن “قولوا لي أن هنالك حالة طوارئ، وسأغادر الحديقة، فإن اللغة القذرة التي استخدمها رجال الأمن للردّ عليها أصابت الجميع بالصدمة.
“وفي حين كانت الدعوة للتجمع في لاساعة 7 مساء، فإن النساء، ومعظمهن متوسطات العمر، بدأن بالوصول في الساعة 5 وملأن المقاعد كل المقاعد حول الحديقة، وخاصة مقاعد الصف الثاني. ومع استمرار توافقد النساء، فقد منعتهن قوى الأمن من دخول الحديقة، وخصوصاً النساء المتشحات بالسواد. ثم أدخلوا سيارات الشرطة إلى الحديقة العامة. وبدأ عنصر أمن بتصوير وجوه النساء بكاميرا فيديو، مما أثار إحتجاج النساء. عندها عمدت الشرطة إلى اقتياد النسوة إلى شارع جانبي، وهناك انهالوا عليهن بالضرب. وفي النهاية، اعتقلوا بعضهن وفرّقوا التجمّع”.