من فهد المصري ـ باريس
للمرة الأولى ومنذ بدء الثورة السورية تجرأ عدد من شبان سوريين وعددهم تسعة بينهم إمرأة بالاعتداء بالشتائم والضرب المبرح على تجمع لمتظاهرين سوريين في ساحة شاتليه في قلب العاصمة الفرنسية باريس مما دفع المتظاهرين السوريين والعرب إلى اللجوء للدفاع عنهم مما أسفر عن موجة من الذعر والهلع في أوساط الفرنسيين المارين في مكان وقوع الحدث مما استدعى التدخل السريع لقوى الأمن الفرنسي التي وصلت لفك الاشتباك بين الجانبين وأسفرت عن جرح عدد من المتظاهرين وحتى المعتدين بإصابات خفيفة ولكن ذلك لم يمنع وصول عربات الإسعاف التي قامت بالاسعافات الأولية ونقل متضامنة عربية ليبية أصيبت برضوض في ساقيها.
الأمن الفرنسي قام بتوقيف المعتدين التسعة وثلاثة من المتظاهرين وتم ترحيلهم للتحقيق معهم للوقوف عن أسباب وخلفيات الاعتداء.
مصادر أفادت أن مسؤول أمن السفارة السورية في باريس الذي كان يرصد منذ أسابيع الاعتصام اليومي للسوريين في ساحة شاتليه أصدر أوامرا لبعض السوريين الموالين للنظام السوري بالاعتداء على التظاهرة السلمية.
الاعتداء تم في حدود الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة التي أطلق عليها الثوار السوريون جمعة الصبر والثبات حيث قام المعتدون الشبيحة برفع صورة لبشار الأسد وترديد شعار الله سورية بشار وبس ورفع الأصابع الوسطى بعد أن فصلت قوات الأمن الفرنسي بينهم في حين رد المتظاهرون الشعار المناوئ الله سورية وحرية وبس وشعارات باللغة الفرنسية تدين النظام السوري ورئيسه تطالب بإغاثة الشعب السوري من المجازر التي ترتكب يوميا في أرجاء البلاد.
الملفت للانتباه أن الأمن الفرنسي اضطر لإطلاق ستة من المعتدين لأنهم يحملون يحملون جوازات سفر ديبلوماسية سورية والمسألة لم تتوقف عند هذا الحد والانتهاك للقانون والأمن الفرنسي فبعد أن تم التحقيق مع المتظاهرين الموقوفين الثلاثة وإطلاق سراحهم لاحقتهم سيارتان تابعتان للسفارة السورية حتى تم الاستفراد بهم في طريق فرعي على مقربة من قسم الشرطة وتم الإعتداء عليهم من قبل قرابة 20.
من شبيحة السفارة مما أسفر عن جروح خطيرة طالت المعارض والناشط الكردي السوري سالم حسن والناشط السوري محمد طه مما استدعى نقلهما إلى أقرب مشفى وتدخل الأمن الفرنسي من جديد وتعرض الناشطة جورجيت علم إلى رضوض طفيفة.
ظاهرة الاعتداء على المتظاهرين السوريين في باريس أعادت للذاكرة ماقامت به السفارة السورية مدعومة بعشرات من شبيحة سرايا الدفاع بالاعتداء على مظاهرة كبيرة في الثمانينات في شارع سان جيرمان في باريس للاحتجاج حينها على مجزرة حماة وأسفر ذلك الاعتداء عن مئات الجرحى لاستخدام المعتدين للأسلحة النارية والأسلحة البيضاء والعصي والجنازير.
ومن الجدير بالذكر أن مصطلح الشبيحة يستخدمه السوريون للتعريف بعصابات ظهرت منذ النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي ترعاها شخصيات من أسرة الرئيس السوري وتتمتع بحصانة من المساءلة وتحمل السلاح الحربي وتعتدي على الأملاك الخاصة وتتحرش بالسكان وتمارس السرقة و تجارة التهريب بين سورية ولبنان وبعض الممنوعات الأخرى.
لكن الظاهرة انتشرت وتوسعت مع بدء الثورة السورية لتضم في صفوفها مجموعات من المرتزقة وتطور أنشطتها للمشاركة في قمع المظاهرات السلمية في أرجاء البلاد وتمارس القتل والتهريب المباشر بحق المتظاهرين المدنيين العزل.
شاهد الفيديو: