“الشفاف”- خاص- بيروت
سرت في لبنان مؤخرا نغمة من أطلقت قوى الثامن من آذار عليهم تسمية “شهود الزور” بحيث بات هذا الملف الشغل الشاغل للّبنانيين، لينسوا شهداءهم الاحياء من بينهم والاموات: من الوزير السابق النائب مروان حماده وصولا الى الرائد وسام عيد مرورا بالرئيس الشهيد رفيق الحريري والوزير بيار الجميل والنواب باسل فليحان وجبران تويني ووليد عيدو وانطوان غانم ورئيس اركان الجيش فرنسوا الحاج والوزير الياس المر والإعلامية مي شدياق والصحافي سمير قصير والامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي.
وتتركز الحملة على “شهود الزور” من خلال ما تعلن عنه قيادات قوى الثامن من آذار من ضرورة محاكمة هؤلاء لتستقيم محاكمة قَتَلة الرئيس الحريري. وكأن سائر الشهداء هم من غير اللبنانيين. وفي تعليل الاسباب ان شهادة هؤلاء أدت الى سجن الضباط الاربعة اربع سنوات من دون توجيه اتهامات اليهم.
ومؤخرا كان لافتاً ظهور شاهد الزور في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري السوري هسام هسام على شاشة قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله”، متحدثا عن أن “المتهم بالعمالة” غسان الجد كان موجوداً في تاريخ الجريمة في 14 فبراير 2005، قرب مصرف “HSBC” الذي يبعد عن مكان الانفجار عشرات الأمتار.
والسؤال الذي يتبادر للذهن بداهةً هو: كيف يعرف “هسام هسام” غسان الجد، ومن اين؟ وكيف تذكّر بعد خمس سنوات ان الجد كان موجودا في مكان الانفجار؟ وماذا كان يفعل السيد هسام في مكان الانفجار، وهو حسب الروايات المتناقلة عنه يعمل في مجال الحلاقة النسائية ؟!!!!!
أم ان علينا ان نصدق هنا رواية خطيبته ثروت الحجيري التي كشفت عن تلقي هسام اتصالا على هاتفه الخليوي قبيل الانفجار الذي اودي بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وطلب المتصل منه مغادرة المنطقة فوراً لأن “الانفجار الزلزال” سيقع على مقربة منه حيث كانا في نزهة بعين مريسة. فامسك هسام بيدها وركضا مبتعدين باتجاه الحمراء وعند وصولهما الى منطقة كليمنصو، سمع دوي الانفجار. بعد ذلك اخبرها ان من انقذ حياتهما هو العميد جامع جامع الذي اتصل به.
فالسيد هسام هسام ظهر لأول مرة في دمشق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 في مؤتمر صحافي، وقال إنه هرب من لبنان بعد أن تورّط في شهادة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري على حد قوله.
والسيد “هسام هسام”، كما اكدت عائلة الشهيد جورج حاوي، كان متواجدا في ساحة الجريمة، كما اظهرت الصور وقوفه الى جانب عائلة الشهيد حاوي في اكثر من مكان. واكدت العائلة في حينه انها ستطالب القضاء اللبناني باستجواب العميد رستم غزالي والقيادات الامنية السورية واللبنانية المسؤولة. وسألت عما كان يفعل هسام هسام في مسرح الجريمة.
وقال رافي مادايان متحدثا باسم العائلة في حينه :”فوجئنا وفوجئ الرأي العام اللبناني والخارجي بوجود المدعو هسام طاهر هسام العامل في المخابرات السورية في مكان اغتيال الشهيد جورج حاوي في وطى المصيطبة يوم وقوع الجريمة في 21 حزيران 2005. وتشير الصور الفوتوغرافية التي يظهر فيها هسام الى انه كان يواكب افراد العائلة بعد ظهر يوم 21 حزيران قرابة الساعة السادسة الى مكان التفجير.
نتساءل: ماذا كان يفعل عضو المخابرات السورية في مكان الجريمة وامام منزل الشهيد؟ ولماذا يظهر في اكثر من مسرح للجريمة؟ فهو كان قرب مكان تفجير موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بحسب رواية خطيبته، وفي موقع اغتيال جورج حاوي.
ومن جهة اخرى، نستغرب عودة المدعو هسام الى المنطقة نفسها، وطى المصيطبة، في تاريخ 20/9/2005، اي بعد الادلاء بإفاداته “شاهدا مقنعا” امام لجنة التحقيق الدولية، وزيارته لعيادة الدكتورة سوسي مادايان ارملة الشهيد حاوي برفقة شخص آخر وكانا يحملان اسلحة فردية. وقال هسام للطبيبة انه يشكو ضعف النظر مقدما نفسه باسم عبد الوهاب محمد حسن مواليد 1985، باعتبار انه لم يكن معروفا حينها من اللبنانيين ولم يكن قد ظهر بعد في وسائل الاعلام. وصودف ايضا عودة هسام الى وطى المصيطبة، الى مبنى تلفزيون الـ “نيو.تي.في” في 21/11/2005، بعدما جرى فتح سيارة نارا جورج حاوي ليل 7/11/2005 من مجهول. وهنا نتساءل ايضا: لماذا جاء هسام الى عيادة زوجة الشهيد حاوي؟ ولماذا كان مسلحا؟ ولماذا انتحل اسما غير اسمه؟ هل كان ينوي شرا مع مرافقه؟ أو هي رسالة لارهاب العائلة وثنيها عن المتابعة في طلب معرفة الحقيقة؟ ومن هي الجهة الامنية التي كانت تحمي سلاح هسام هسام ورفيقه؟”.
هذا طبعا قبل ان ينتقل ماديان الى الضفة المقابلة التي تتهم إسرائيل بكل ما يجري في لبنان. ومن هنا، وانطلاقا مما سبق، يحق لنا كلبنانيين ان نسأل من منطلق أسئلة قوى الثامن من آذار: من هو الشاهد هسام هسام وماذا كان يفعل في ساحات الجرائم؟
ويحق لنا ان نطالب باسترداده من السلطات السورية لنعرف من املى عليه التوجّه الى لجنة التحقيق الدولية للإدلاء بشهادته، ومن حرّضه ومن ساعده على فبركة رواياته البوليسية امام شاشات التلفزة.
كما اننا، كلبنانيين، نطالب القضاء اللبنانيي بتحريك الدعوى التي اقامته عائلة الشهيد جورج حاوي على المسؤولين السوريين واللبنانيين الامنيين، وعلى هسام هسام هسام، لتبيان الخيط الابيض من الخيط الاسود في جريمة إغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي.
“شاهد الزور” هسام هسام: لماذا لا تسلّمه سوريا للعدالة؟ سيكولوجية الطغاة ولكن لماذا يحب أحدنا أن يحاط بالمتملقين الذين يركعون له ويسجدون ويسعون له ويحفدون؟ ولماذا كل هذا العناء لشق هذا الطريق بين صراع (التراتبية) وكسب العداوات بدون توقف؟ وما هو الشيء المغري الذي يدعو إلى اعتلاء القمة؟ ما هي هذه الحلاوة التي لا يقاوم إغراؤها. للإجابة على هذا السؤال دخل على الخط علماء البيولوجيا ليخلصوا بنتيجة سيئة عن طبيعة الإنسان: ( إنه يولد ليس بعطش إلى القوة بل بميل إلى سوء استخدام السلطة) أي أن السلطة تفسد الإنسان مهما كان ودان. وهذا يعطي الإشارة الحمراء لمن يتفاءل بالقدرة الأخلاقية… قراءة المزيد ..
“شاهد الزور” هسام هسام: لماذا لا تسلّمه سوريا للعدالة؟ سيكولوجية الطغاة تقدم وفد من أعيان البلدة لمقابلة زعيم عربي وهم متذمرون للتقدم بشكوى ضد بعض المظالم. سمع حسني الزعيم بخبر مقدمهم فجهَّز نفسه بمسرحية!! وعندما دخلوا مكتبه كان يتحدث بالهاتف. يبدو أن الزعيم لم يكن في أفضل حال؛ فبدأ يرتفع صوته ثم نطق بجملة مخيفة: أنا آمرك أن تأخذه فورا إلى ساحة الإعدام ولا ترجع بدون تنفيذ ذلك. نظر الرهط القادم في وجه بعضهم بعضا وقد امتقعت سحناتهم رعباً. التفت إليهم (الزعيم) مبتسماً وقال تفضلوا خيرا إن شاء الله. ما الذي أستطيع أن أقدمه لكم؟ صاح الوفد بصوت رجل واحد:… قراءة المزيد ..