تستدعي روسيا بشار الأسد مع عائلته إلى اللاذقية حيث يتم وضعهم في طائرة متجهة إلى روسيا البيضاء. يقطع التلفزيون السوري بثه، ليَظهر ضابط ببزته العسكرية معلناً رحيل بشار الأسد والمقربين منه، وعن تشكيل لجنة عسكرية تحكم سورية في شكل موقت، ويعلن عن حل البرلمان والحكومة الحالية. القوات الروسية وفي شكل ظاهر تحمي كل المواقع الاستراتيجية في الساحل وفي دمشق، بينما يلاحظ وجود كثيف للطيران الروسي في السماء مع غياب أصوات القصف والانفجارات. لأول مرة منذ اندلاع الأزمة، تتاح الفرصة للناس لأن يناموا بهدوء ومن دون خوف من الموت ولكن يبدو أن لا أحد ينام، الجميع ينتظر ليرى ما يعنيه الوضع الجديد.
وكالات الأنباء الدولية تتحدث عن انقلاب قامت به مجموعة من الضباط العلويين في سورية، رغم أن اسم الضابط المتحدث يوحي بأنه مسيحي.
في اليوم التالي، يظهر الضابط نفسه على شاشة التلفاز ليعلن مجموعة قرارات اتخذها المجلس العسكري الموقت:
١- إقالة رؤساء الفروع الأمنية واستبدالهم.
٢- إيقاف كل العمليات العسكرية إلا في حالات الدفاع عن النفس.
٣- إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وكل من لم تتلوث يداه بالدماء.
٤- السماح بوصول الإمدادات الغذائية والدوائية للمناطق المحاصرة والسماح بحركة المدنيين من هذه المناطق وإليها.
٥- تشكيل لجان مصالحة تبدأ عملها فوراً لتسوية أوضاع داريا والمعضمية والزبداني وحي الوعر في حمص، على أن يتوسع عملها تدريجياً.
٦- البدء بضم ميليشيات الدفاع الوطني تدريجياً إلى الجيش النظامي.
يظهر في الشريط الإخباري خبر عاجل عن مقتل الجنرال قاسم سليماني في ظروف لم تتوضح بعد. يلاحظ السكان أن قوات حزب الله والميليشيات الشيعية تخلي مواقعها وبعضها يغادر عبر الحدود فعلياً إلى لبنان.
بعض المسؤولين الأوروبيين يتحدث عن مشاورات ستبدأ مع موسكو لمناقشة إمكانيات العمل المشترك لدعم التغيير. بان كي مون يعلن عن قلقه من عدم وضوح الصورة. الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية على لسان أحد متحدثيه يعلن عن استعداده للانخراط في عملية سياسية مع المجلس العسكري الموقت، مع أنه لم تتم دعوته لأي مفاوضات من قبل أي جهة.
في اليوم الثالث، يلاحظ الناس إزالة بعض الحواجز في داخل المدن وتسهيل عبور الناس على الحواجز الأخرى. بعض ورشات العمل تزيل صور بشار الأسد من الساحات العامة. يظهر ضابط أكبر سناً ورتبة على شاشة التلفاز ليعلن أنه تم اختياره رئيساً للمجلس العسكري الموقت المكون من ضباط يمثلون معظم الأطياف السورية ويدعو المعارضة السورية للقدوم إلى دمشق للتفاوض. اسم الضابط يوحي بأنه علوي ولكن لكنته دمشقية. وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا يجتمعون في بروكسل ويعلنون عن ترحيبهم بما يحصل واستعدادهم للتعاون مع قوى التغيير في سورية من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
فــي اليـــوم الرابــع، يتم الإعلان عن التوصل لاتفاق مع ثـــوار الزبدانـــي وداريا والمعضمية وحي الـــوعر فـــي حمص ورفع كل الحواجز المحيطة. أخبار عن وجود وفد من الجبهة الجنوبية في دمشق.
في اليوم الخامس، الإعلان عن التوصل لوقف لإطلاق النار مع الجبهة الجنوبية والسماح للجيش السوري (يلاحظ عدم استخدام «العربي» في التسمية) باستلام معبر نصيب الحدودي مع الأردن. الدولة الإسلامية تشن هجوماً واسعاً على مدينة السلمية، تقوم قوات الجيش السوري مع دعم جوي روسي مكثف بصده.
الرئيس الأميركي أوباما يعلن عن استعداد بلاده للتنسيق في مفاوضات سلام بين الحكومة في دمشق والمعارضة السورية في الخارج.
في اليوم السادس، يشاهد المواطنون معاذ الخطيب يمشي في أسواق دمشق القديمة برفقة جمال سليمان وهيثم مناع. أنباء عن وصول وفد تركي إلى دمشق. وزير الخارجية الأميركي جون كيري يؤكد في لقاء صحافي استعداد بلاده للتنسيق في أي مفاوضات بين الحكومة في دمشق والمعارضة السورية في الخارج. صور لرئيس المجلس العسكري في لقاء يجمعه مع أحمد الجربا وصالح مسلم في دمشق.
في اليوم السابع، تعلن جماعة «الإخوان المسلمين» بلسان مرشدها العام محمد رياض الشقفة عن تجميدها لمعارضتها النظام في دمشق وعن استعدادها للتفاوض مع المجلس العسكري الموقت من أجل التوصل لما فيه مصلحة الأمة. السيناتور جون ماكين في دمشق للقاء مع المجلس العسكري الموقت. الجيش السوري يحرر مدينة تدمر. تركيا والأردن تفتحان الحدود أمام حركة المدنيين والبضائع من سورية وإليها. آلاف اللاجئين يعودون إلى قراهم. تظاهرة نسائية في سراقب ضد «جبهة النصرة». وزير الخارجية الأميركي يؤكد مجدداً استعداد بلاده للعب دور إيجابي للتوصل إلى حل في سورية يلبي تطلعات الشعب السوري في العيش بحرية وكرامة.
هل هذا السيناريو ممكن؟ نظرياً هو ممكن وسيثبت النفوذ الروسي في سورية وينهي الصراع من دون إسقاط النظام أو الالتزام بتغيير ديموقراطي فعلي (يمكن القيام بخطوات رمزية فقط). لكن عملياً هذا لن يحصل لأن انتهاء الحرب في سورية سيسحب من روسيا ورقة مهمة تفاوض فيها الغرب والولايات المتحدة على نفوذها في أوكرانيا وعلى العقوبات الاقتصادية وقضايا أخرى تهم موسكو أكثر من إنهاء الحرب في سورية. وهكذا ستستمر الحرب الروسية العبثية في سورية في محاولة لتثبيت أقدام نظام منهار والحفاظ على نزاع يعتقد حكام موسكو بأنه سيزيد من قوة مواقفهم السياسية مع المجموعة الدولية.