بعد الإطلاع على محضر إتصال هاتفي بين الرئيس ساركوزي والديكتاتور المقتول شعرنا بما يشبه “الغثيان”! كيف يمكن لرئيس الجمهورية الفرنسية أن يكيل “المدائح” لديكتاتور مجنون حكم شعبه بالحديد والنار طوال ٤٠ سنة!
الآن تأتي مذكرات السيدة ساركوزي (السابقة) لتزيد شعور “الغثيان” والإشمئزاز إزاء سياسيين أوروبيين ينزلون بمرتبة بلادهم إلى مستوى.. قذافي!
القذافي، في آخر عهده، سعى لتعيين قائدة حرسه، أي “قوّادته”، كما كان الليبيون يعرفون، “سفيرة له” لدى قصر الإليزيه! حسناً، ولكن من “شجّع” القذافي على مثل ذلك السلوك المستهتر؟
كيف انحدر بلد الثورة الفرنسية، وشارل ديغول، إلى هذا المستوى الساركو-قذافي؟
الشفاف
*
تنشر سيسيليا أتياس، الزوجة السابقة لنيكولا ساركوزي، كتابا تروي فيه أيامها “الصعبة” بقصر الإليزيه. كما تسرد أيضا وقائع لقائها بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بطرابلس وكيف أقنعته بإطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني المحكومين بالإعدام في قضية نشر مرض الإيدز.
بعد صمت دام خمس سنوات، تستعد سيسيليا أتياس، الزوجة السابقة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، إصدار كتاب تروي فيه قصة حياتها مع نيكولا ساركوزي والدوافع التي جعلتها تترك الحياة الفخمة التي كانت تعيش فيها بقصر الإليزيه لتستقر في مدينة نيويورك الأمريكية رفقة عشيقها في ذلك الوقت والذي تزوجته بعدها ريشار أتياس الذي يعمل رجل أعمال.
ومن المتوقع أن يطرح هذا الكتاب، “الرغبة في قول الحقيقة” الذي تسربت مقتطفات منه للصحافة الفرنسية، في الأسواق في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وكتبت سيدة فرنسا الأولى السابقة: “غادرت فرنسا منذ ست سنوات. حاليا أعيش في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة. لا أريد أن أثير الجدل أو أن أجرح أي شخص، خاصة زوجي السابق نيكولا ساركوزي الذي أحطته علما بكل مشاريعي. اليوم لا أريد الإساءة إليه”.
وعن السنوات التي قضتها في قصر الإليزيه، قالت سيسيليا أتياس: ” لقد وضعوني في خانة وروجوا لصور لا تناسبني ولا تعبر عن حياتي الحقيقية. لقد شعرت بجروح عميقة”. وأضافت: “خلافا للاعتقاد السائد لدى العديد من المسؤولين السياسيين الفرنسيين، لم أتدخل ولو مرة واحدة في الشؤون السياسية لفرنسا ولم أحاول أن أؤثر على نيكولا ساركوزي في قراراته”.
وحاولت سيسيليا أتياس من خلال هذا الكتاب محو صورة المرأة الطموحة التي تتلاعب بالآخرين كما أشيع عنها بالقول “لم يكن بيني وبين ساركوزي أية إستراتيجية أو تفاهم سري من أجل الوصول إلى هرم السلطة”.
سيسيليا أتياس للقذافي:” أرجوك لا تقترب مني”
وبخصوص الدور الذي لعبته في إطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين كانوا معتقلين في سجن بطرابلس، روت سيسيليا أتياس وقائع لقائها مع الزعيم الليبي المقتول معمر القذافي: “لقد ذهبت بمفردي على متن سيارة كان يقودها سائق ليبي لا يفهم أية لغة أخرى، عدا العربية. دخلت بعد ذلك الملجأ الذي كان يعيش فيه القذافي بطرابلس والحارس الذي رافقني أغلق الباب ورائي بالمفتاح. لكن بعد لحظة قصيرة، سمعت صوت باب آخر وهو ينفتح أمامي ثم رأيت معمر القذافي وعلامات التعب تظهر على وجهه”.
قلت له:” أرجوك لا تقترب مني لأن إذا أصبت بأذى فاعلم أنك ستحاسب من طرف المجتمع الدولي بكامله”. وأجاب القذافي:” أريد أن استضيف زوجك إلى طرابلس فأجبته: “تدرك جيدا بأنه لن يأتي إذا رفضت إطلاق سراح الممرضات والطبيب الفلسطيني”.لكن القذافي أجاب:” أنا أريد أن أعطيك الممرضات. سأعطيك الممرضات. هل أنت الآن سعيدة
هكذا انتهى الحوار بين معمر القذافي و سيسيليا ساركوزي التي طالبت على التو حراسها بالذهاب إلى السجن لأخذ السجناء من أمر القذافي. “لقد فكرت في الذهاب معهم إلى السجن لكن كلود غيون الذي كان يعمل مستشارا لزوجي رفض ذلك خوفا على أمني”، واصلت سيسيليا.
سيسيليا تدير مؤسسة خيرية تساعد نساء العالم الثالث
وبشأن وجبة العشاء التي تناولها نيكولا ساركوزي مع بعض المقربين منه يوم فوزه بالانتخابات الرئاسية في السادس من مايو/أيار 2007 في مطعم “لوفكيتس” العريق على جادة الشانزليزيه، قالت سيسيليا إن الاختيار وقع على هذا المطعم كونه يتواجد في أرقى شوارع العاصمة باريس التي تعد القلب النابض لفرنسا من جهة وكون أنها تربطها صداقة حميمة مع زوجة مالك هذا المطعم الراقي من جهة أخرى. وأبدت استغرابها من الانتقادات التي رافقت هذا العشاء طيلة عهدة ساركوزي الرئاسية.
كما تطرقت سيسيليا إلى جوانب أخرى من حياتها، مثل السنوات التي قضتها مع زوجها الأول المتوفى النجم التلفزيوني جاك مارتان، وخطيبها الثالث ريشار أتياس التي تزوجت منه في مارس/آذار 2008 .
وتعيش سيسيليا أتياس في مدينة نيويورك منذ عام 2011 في الولايات المتحدة وهي تدير مؤسسة خيرية تمول أنشطة ومشاريع مخصصة للنساء في دول العالم الثالث..
فرانس ٢٤
سيسيليا ساركوزي: قلت للقذافي “أرجوك لا تقترب مني”!
Preuve de la bonne pâte dont est faite cette personne(C.Attias): Son amitié avec une certaine Bouchra Shawkat-Assad, soeur du psycopathe sanguinaire que l’on sait. Comme quoi…