مطالبة رعد باعادة العلاقات اعقبت زيارة مسؤول رفيع في حزب الله لدمشق
المركزية- أكثر من عامل تجمع في الافق السياسي الذي يحكم علاقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالدولة السورية منذ لحظة انتخابه، يوحي بأن الامور ليست على ما يرام او على الاقل كما يشتهي النظام.
فمع ان الرئيس بشار الاسد كان اول المبادرين الى ايفاد شخصية رفيعة المستوى الى قصر بعبدا لتقديم التهاني للرئيس المنتخب، وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام الذي اعتبر “ان وصول العماد عون الى الرئاسة هو انتصار لمحور الممانعة والمقاومة وللفريق الذي راهن على هذا المحور”، نقل بعض الزوار الذين تسنت لهم زيارة العاصمة السورية اخيرا، اجواء تفيد بأن المسؤولين السوريين ليسوا مرتاحين للمواقف الصادرة عن الرئيس عون منذ لحظة انتخابه، وحتى ما قبل وصوله الى بعبدا من خلال ما عبر عنه في خطاب القسم في المجلس النيابي، ثم ما تلاه من مضمون خطابه السياسي في اكثر من محطة، اذ وجدوا فيه انقلابا على سياسة ومواقف الرابية الداعمة للمحور الذي ينتمي اليه النظام السوري، معربين عن استغرابهم للمسار السياسي الذي بدأ ينتهجه والذي ينتج حالة جديدة عكست طلائعها سلسلة الزيارات السعودية والدعوة التي تلقاها لزيارة المملكة واعدا بتلبيتها، على ان تكون الاولى له رئاسيا خارج البلاد.
والانكى بحسب ما نقل هؤلاء لـ”المركزية”، واقعة ذكرى الاستقلال، وتصرف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في القصر الجمهوري مع السفير السوري علي عبد الكريم علي، حيث رفض مصافحته اثناء تقديم المعايدة، الامر الذي لم “يبلعه” النظام، خصوصاً انه استتبع بزيارة لوزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الى بيت الوسط مقدماً التهنئة بالمناسبة على رغم الخلاف السعودي- الايراني المستعر والمواقف الانتقادية العالية السقف التى وجهها اركان “المستقبل” والرئيس الحريري شخصياً لايران لتدخلها في الشؤون اللبنانية وتعطيل الانتخابات الرئاسية.
واذا كان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مهد لتحوّل مواقف الرئيس عون بقوله “عون كان حليفا لحزب الله حينما كان رئيساً لتكتل “التغيير والاصلاح” النيابي، لكنه بعدما أصبح رئيسا للبلاد صار حليفا لكل اللبنانيين”، فان اشارات التحول جاءت ربما أسرع من المتوقع، لدرجة احدثت صدمة لدى من راهن على انتصار محور المقاومة والممانعة، وحملته على اطلاق تحذيرات من عيار موقف العضو السابق في مجلس الشعب السوري احمد شلاّش الذي قال”…لاتنسى يا فخامة الرئيس عون أن سوريا عرين الأسود تحمي الحلفاء وتدمر الأعداء …احذر لأن اللعب مع الأسود خطير وانظر إلى مصير مرتكبي القرار 1559 وخذ العبر وقد اعذر من أنذر”، بعدما كان هاجم سابقا الوزير باسيل، معتبراً ان “لعب الكبار ليس للصغار”. وادرجت اوساط سياسية متابعة الامتعاض السوري الى خيبة امل كبرى اصابت النظام الذي اعتقد لبرهة ان الرئيس عون سيكون “أداة طيعّة” في يد المشرفين على المحور المقاوم، غير ان الوقائع خالفت التوقعات، وتبين ان الرئيس عون خرج لحظة انتخابه من بوتقة التموضعات السياسية للانطلاق في ورشة الاصلاح والتغيير التي يصبو اليها بعد الانتخابات النيابية، حتى انه لا يبذل بصفته الرئاسية او عبر التيار الوطني الحر الجهد المطلوب لادخال حلفاء سوريا في لبنان في الحكومة العتيدة لا بل يعرقل هذه المساعي، الامر الذي تتوقع الاوساط ان يرد عليه النظام السوري بتصعيد سياسي من خلال المطالبة باشراك ممثلين عن الحلفاء من احزاب القومي والديموقراطي اللبناني والمرده والمستقلين السنة، بعدما ردّ سابقا بالاستعراض العسكري لحزب الله في القصير ولحزب التوحيد في الجاهلية في “رسائل سورية الهوى” على المعني ان يقرأها جيدا.
وتكشف في السياق ان مسؤولا رفيعا من حزب الله زار دمشق منذ نحو عشرة ايام على رأس وفد حزبي وعقد اجتماعا مع الرئيس بشار الاسد خارج قصره، فحضر ملف لبنان الى جانب التطورات في حلب طبقا رئيسيا على مائدة المباحثات التي تكتم زوار دمشق عن مضمونها، الا ان مواقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الاخيرة عكست بين سطورها جزءا من هذا المضمون من خلال مطالبة العهد باعادة العلاقات مع سوريا، ما يعني اسقاط مبدأ النأي بالنفس والابتعاد عن الصراعات الاقليمية التي نص عليها خطاب القسم وتأييد موقف الحزب بالحرب الاستباقية.