تجلس أمام التلفاز أو تشغل الكومبيوتر لتكتب مذكرة أو خاطرة أو مقالة،أو تعمل في مشروع هندسي أو فني.. أو تقرأ الصحف على الانترنيت.. تشغل المكيف للتخفيف من حرارة الطقس المرتفعة، وأنت على هذه الحال تفاجأ بانقطاع التيار الكهربائي دون سابق إنذار، وتصاب بالحرج عندما ينقطع التيار الكهربائي وأنت مستلقي على سرير الفحص في عيادة الطبيب، أوفي مركز لتصوير الأشعة، فتضطر إما إلى تأجيل المعاينة الطبية والتصوير الشعاعي لساعتين أو أكثر، أو تذهب إلى طبيب أو مركز تصوير شعاعي في منطقة أخرى يتوفر الكهرباء.
إلا أن الموقف يتأزم أكثر عندما تكون في البيت ساعة انقطاع التيار الكهربائي، فتكفهر الوجوه ويبلغ التوتر أقصاه من كثرة “النق والتساؤلات” التي تنهال عليك من أولادك، لماذا يقطعون الكهرباء؟ هل سيطول انقطاعها؟ ومتى تعود ثانية؟ ملينا شو بدنا نعمل؟ لا تسمع غير كلمات الـتأفف والانزعاج التي تزيدك ملل على ملل.. فتقف حائراً متردداً في الإجابة، تذهب إلى غرفة النوم محاولاً الهروب مؤقتاً من هذا الموقف اليومي المحرج، وبعد جهد جهيد تستسلم للنوم قليلاً، وقبل أن تغرق في الأحلام..تسمع صراخاً وتصفيقاً وضجيجاً وضحكات وهتافات تعلو فجأة من حولك معلنة أن التيار الكهربائي قد عاد من جديد. وحتى إذا كانت الأنوار مطفأة في منزلك، فإنك تعلم بعودة التيار الكهربائي فوراً من خلال صيحات الأولاد الذين يلعبون في الحارة أو أولاد الجيران الذين يعبرون عن فرحتهم بعودة التيار بالقفز في الهواء هاتفين بأعلى صوتهم: (إجيت الكهربا هي.. هي إجيت الكهربا هي.. ) هذا الموقف يحصل يومياً عند انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ وكذلك عقب عودته المفاجئة أيضاً.
وهكذا يقطعون التيار الكهربائي في أي وقت يريده القيمون على إدارة هذا المرفق الهام والحيوي، ويعيدونه في أي وقت يشاؤون أيضاً، دون أي احترام لمشاعر الناس وكراماتهم، ودون أي حساب لما يسببه انقطاع وعودة التيار المفاجئة من أضرار بمصالح الناس وممتلكاتهم، فعندما يعود التيار الكهربائي بشكل مفاجئ ، تكون عودته قوية أحياناً، مما يتسبب في إعطاب الأدوات الكهربائية كالبراد والكومبيوتر والتلفاز..الخ.
فإذا كان المسؤولين عن الكهرباء غير قادرين في المدى المنظور على حل أزمة الكهرباء، فإنهم بلا أدنى شك قادرون _إن هم أرادوا فعلاً _على تحديد مدة انقطاع التيار الكهربائي من خلال وضع برنامج تفصيلي، يُحدد فيه بدقة في أي ساعة يتم قطع التيار وفي أي ساعة يعود، وذلك في مختلف أحياء المحافظات والمدن والقرى، على أن يبلغ المواطن مسبقا بذلك البرنامج عبر وسائل الإعلام المحلية المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى موقع وزارة الكهرباء على شبكة الانترنيت، لكي يرتب أموره على أساس هذا البرنامج.
فمتى نتعلم كيف نحترم بعضنا؟ ومتى نشعر أن الآخرين لهم ما لنا من مشاعر وكرامات يجب احترامها؟ إن أؤلئك المسؤولين الذين يديرون هذا المرفق، ما كانوا ليصبحوا مسؤولين لولا وجود هؤلاء المواطنين الذين أشادوا ذلك المرفق بجهودهم وأموالهم وما زالوا كذالك يؤمنون استمرار العمل به.
أن تجربة الدورات التي جرت وما تزال تجري لضباط الشرطة من أجل تدريبهم وتعليمهم على كيفية احترام حقوق الإنسان وكيفية التعامل معه كانسان، يجب أن تعمم أيضاً على العاملين في وزارة الكهرباء والمؤسسات والشركات التابعة لها وفي مقدمتهم المسؤولين منهم لتدريبهم وتعليمهم على كيفية التعامل مع الآخر كانسان له مشاعر وأحاسيس، يجب أن تُحترم وتُصان وتُحصن من أي اعتداء. ربما عندها لا تبقى خطوط الطوارئ مشغولة، بل تجد دائماً من يرد على شكواك بكل تهذيب واحترام، ويضعك في صورة الموقف بكل شفافية وصراحة، وبعد أن يعتذر منك ويطلب عفوك لما حدث، فإنه يسرع إلى معالجة شكواك وإعادة الحال إلى ماكانت عليه في أقل وقت ممكن، شاكراً لك تعاونك وتحملك وصبرك على كل ما جرى.!!
ويبدو أننا جميعاً نحتاج لمثل تلك الدورات حتى نتعلم كيف نحترم بعضنا البعض، وأن نغرس في نفوسنا روح احترام مشاعر وكرامة الأخر ورأيه، ونجعل هذه الروح حية في قلوبنا على الدوام، ولا بد أن يترافق ذلك مع تطوير مناهج التربية والتعليم في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، عبر تقديم مواد تتدرج في أفق التربية الوطنية على احترام القانون وحقوق الإنسان، بما يمكننا من تكوين وعي حقوقي وأخلاقي ذو محتوى إنساني يترسخ في أذهان الناس وعقولهم منذ الصغر.
vik9op@gmail.com
دمشق
سوريا: الوجه الآخر لأزمة الكهرباء
we lost our mind sir, 5 generation still dreaming abt electricity , do you think y’ll get any result from yr subject , we’r not use for this life ,i dont belive in any syrian , any syrian is usefull for this life , syria name desapear from the life we are old expired , ask any one abt us he will tell you syria belong to rome , sorry but it is the true