**
بيروت – من وسام أبو حرفوش |
اعلن النائب سمير فرنجية «ان احياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الرابع عشر من هذا الشهر تكتسب اهمية قصوى، فالرسالة التي نريد توجيــــههــــــا هي ان الـــــثـــــورة المضــــــادة التـــي اطلقها السوريون فور انسحابهم من لبنـــــان لن تمرّ وان امكان استــــعــــادة زمـــــام المبـــــادرة متـــــاح»، مشـــــيراً الى «ان اللبنــانيين ســـــيـــنزلـــون الى ساحة الشهداء مرة جديدة ليقولوا للسوريين والمتعاونين معهم في لبنان كفى، فبلدنا يستحق الحياة، خصـــوصاً بعدما شاهدوا التدمير المنهجي لأســــس الجــــمهورية ومؤسساتها».
وكشف فرنجية في حديث الى «الراي»، ان في اللقاء الاخير الذي كان جمعه بالرئيس الحريري في باريس قبل اسبوع من اغتياله، سأله عن «حزب الله» في معرض الكلام عن الانتخابات النيابية، فأجابه الحريري بكلام فاجأه، قائلاً «لن اترك حزب الله للسوريين، وانا أثق بما اقول… وابتسم». وأضاف فرنجية: «استذكرت هذا الكلام في اللقاءات التي عقدتُها بعد اغتيال الرئيس الحريري مع السيد حسن نصرالله، وكان واضحاً ان «حزب الله»، لم يكن في الموقع الذي هو فيه الآن».
وعما اذا كانت خيارات «14 مارس» وصلت الى طريق مسدود في ظل ما آل اليه الوضع في لبنان، قال: «الاصحّ هو ان خيارات المعارضة وصلت الى طريق مسدود، فقد حاولوا اسقاط الحكومة وفشلوا، وحاولوا اذكاء الفتنة الداخلية وفشلوا ايضاً، كما حاولوا منع قيام المحكمة الدولية وفشلوا. ولا شك في ان المعارضة تمتلك وسائل التعطيل لكن مشروعها لا يمكن ان ينجح، وكل ما في وسعها هو تأخير الحل، وهذا امر مكلف لكل اللبنانيين، ولكن ليس في مقدورها ان تفرض ما تريد وان تعيد البلاد الى ما كانت عليه قبل 14 مارس 2005».
ولفت الى «وجود قرار سوري واضح بعدم اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان للمقايضة مع المجتمع الدولي على قاعدة مستقبل لبنان مقابل المحكمة الدولية»، وقال: «المؤسف هو تحول اركان المعارضة مجرد ادوات في ايدي النظام السوري وان تكون مهمتهم الرئيسية ايجاد المبررات اللبنانية للتعطيل السوري».
وأشار الى «ان موقف المعارضة محكوم بموضوع المحكمة الدولية وليس بأي اعتبار آخر. فقيام المحكمة سيشكل زلزالاً يطول لبنان وسورية والعالم العربي. والمعارضة تتصرف وكأن كل يوم يمر يقربها من نهايتها، وهذا ما يفسر التصعيد اللافت في المواقف والتهديدات».
وفي ما يأتي نص الحديث كاملاً:
• على مسافة ثلاثة اعوام من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اصبح في الامكان السؤال عن معنى ما حدث في 14 فبراير، كاغتيال الحريري في ذاته وكحدَث سياسي برمزيته وتطور بتداعياته؟
– 14 فبراير 2005، تاريخ اغتيال الرئيس الشهيد الحريري هو تاريخ تأسيسي تماماً كما كان 22 نوفمبر 1943 التاريخ التأسيسي للجمهورية اللبنانية المستقلة. في 14 فبراير استعاد اللبنانيون استقلالهم وحريتهم ولم يكن هذا الامر ممكناً لولا استشهاد الرئيس الحريري والمصالحة العفوية بين اللبنانيين والتي رمز اليها ضريح الشهيد، وهي مصالحة طوت صفحة الحرب وأعادت الوصل بين اللبنانيين وكان هذا الشرط الاساسي لاستعادة الاستقلال الوطني.
14 فبراير هو ايضاً تاريخ تأسيسي على مستوى المنطقة العربية بأكملها لانه شكل حجر الاساس للتحولات التي نشهدها وهي تؤشر الى قيام نظام اقليمي عربي جديد كان الرئيس الحريري اول من عمل على بلورة معالمه، وهو نظام متصالح مع نفسه ومع العالم وخارج الثنائيات القاتلة التي حكمت حياة المنطقة منذ اكثر من نصف قرن. وبهذا المفهوم كان لبنان سباقاً في اتجاه نهضة عربية جديدة.
• تتجهون لاحياء ذكرى اغتيال الرئيس الحريري بعد ثلاثة اعوام من الصراع في مرحلة انتقالية عاصفة، ما الرسالة التي تعتزمون توجيهها في 14 فبراير 2008؟
– احياء هذه الذكرى اليوم يكتسب اهمية قصوى. فالرسالة التي نريد توجيهها هي ان الثورة المضادة التي اطلقها السوريون فور انسحابهم من لبنان لن تمرّ، وان امكان استعادة زمام المبادرة متاح. في 14 مارس 2005 حُسمت المعركة بقرار غير حزبي، بل بقرار الناس الذين اتوا بإرادة ذاتية الى ساحة الشهداء ليقولوا انهم يريدون انسحاب الجيش السوري من لبنان. واليوم سينزل اللبنانيون ليقولوا للسوريين وللمتعاونين معهم في لبنان «كفى»، وهذا البلد يستحق الحياة. ولا شك في ان تعبئة الناس كبيرة وكبيرة جداً خصوصاً بعد ما شاهدوه من تدمير منهجي لكل الاسس التي تقوم عليها جمهوريتهم، من الرئاسة، الى مجلس النواب، ومن الحكومة الى مؤسسة الجيش وقوى الامن وصولاً الى المرجعيات الدينية، اضافة الى ضرب المرتكزات الاقتصادية. فاحتلال وسط بيروت لا يهدف سوى الى تحويل رساميل الفورة النفطية من بيروت الى دمشق وكأن الغاية هي إفقار اللبنانيين واذلالهم ومعاقبتهم على رفضهم القبول بالتخلي عن حقهم في ان يكونوا اسياداً في بلادهم اسوة بالشعوب الاخرى في العالم وأسوة بالشعوب العربية ايضاً.
• رغم تواضعك المعتاد، لكنك كنت «مهندس» العلاقة بين البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والرئيس الحريري التي سمحت في الـعام 2004 بالتأسيس لتحوّل تاريخي في لبنان… هل يمكن العودة الى بعض «اسرار» تلك المرحلة في سياق إظهار طابعها المهم؟
– كان واضحاً في مرحلة التحضير لمعركة الاستقلال ان الشرط الاساسي لنجاحها هو اعادة الوصل بين اللبنانيين. وقد عملت السلطة السورية طوال فترة هيمنتها على لبنان على منع هذا الوصل وعلى التأكيد على الفصل بين المكونات اللبنانية المختلفة، شعوراً منها بان وحدة اللبنانيين لا يمكن ان تتم الا على حسابها.
في هذا السياق، بدأت الاتصالات بين البطريرك الماروني وبين الرئيس الحريري، وقد تولّيتُها بالاضافة الى الشهيد باسل فليحان والنائب غطاس خوري والنائب فارس سعيد، وتوصّلنا في بداية صيف الـ 2004 الى ورقة مشتركة بينهما. وقد جرت هذه الاتصالات بسرية تامة نظراً للضغط السوري المستمرّ لمنع ايّ تلاقٍ بين اللبنانيين. وفي موازاة هذه الاتصالات توطّدت ايضاً العلاقة بين المعارضة المسيحية ووليد جنبلاط وجرى اول لقاء ثلاثي في منزل النائب جنبلاط قبل تمديد ولاية الرئيس اميل لحود. ويجب التأكيد هنا ان الرئيس الحريري لعب دوراً اساسياً لجهة الاتصالات العربية والدولية التي تولاها لإنجاح عملية انتقال لبنان من حالة الى اخرى، وهو الذي اطلق في تصريح شهير له في بداية الـ 2004 المعركة الاستقلالية بكلامه عن ان لبنان لا يُحكم من سورية في ملاقاة لبيان بكركي الشهير في 20 سبتمبر العام 2000 الذي دعا الى خروج الجيش السوري من لبنان.
وتكثفت الاتصالات بعد التمديد للرئيس لحود. وفي بداية الـ 2005، اتخذ هذا التحالف الثلاثي طابعه المعلن، عبر حضور النائب الشهيد باسل فليحان والنائب غطاس خوري اجتماعات المعارضة، الامر الذي دفع السوريين الى اتخاذ قرار اغتيال الرئيس الحريري بعدما ثبت لهم ان المعركة الانتخابية النيابية ستؤدي الى هزيمة جماعتهم في لبنان.
وأذكر انه في آخر لقاء مع الرئيس الحريري في باريس قبل اسبوع من اغتياله سألني عن توقعاتي حول نسبة الاصوات التي ستنالها المعارضة (آنذاك) في الانتخابات فأجبته بين 60 و65 في المئة، فابتسم وقال لي «انتَ اكثر تفاؤلاً في العادة، لا سننال 70 في المئة من الاصوات».
• ما معنى ان يكون الرئيس الحريري في تلك المرحلة يمدّ يداً للبطريرك صفير ويداً اخرى لـ «حزب الله» عبر حوارات كشف عنها امينه العام السيد حسن نصرالله اكثر من مرة؟
– في تلك الجلسة في باريس سألتُه عن «حزب الله» في معرض الكلام عن الانتخابات النيابية، فأجابني بكلام مفاجئ، وقال لي «لن اترك «حزب الله» للسوريين، وانا واثق بما اقول» وابتسم. واستذكرت هذا الكلام في اللقاءات التي عقدتها بعد اغتيال الرئيس الحريري مع السيد حسن نصرالله وكان واضحاً آنذاك ان «حزب الله» لم يكن في الموقع الذي هو فيه اليوم.
• صحيح ان الجيش السوري انسحب من لبنان والجيش اللبناني انتشر في الجنوب والمحكمة الدولية على قاب قوسين، لكن الاصح ان لبنان بلا رئيس للجمهورية في ظل برلمان مقفل وحكومة مبتورة واقتصاد معطل وتوترات اهلية تشبه الحرب المكتومة… الا تشعرون ان خياراتكم تتجه نحو طريق مسدود؟
– الاصح ان خيارات المعارضة وصلت الى طريق مسدود. وقد حاولوا إسقاط الحكومة وفشلوا، وحاولوا اذكاء الفتنة الداخلية وفشلوا ايضاً، كما حاولوا منع قيام المحكمة الدولية وفشلوا. ولا شك في ان المعارضة تمتلك وسائل التعطيل لكن مشروعها لا يمكن ان ينجح، وكل ما في وسعها هو تأخير الحل، وهذا امر مكلف لكل اللبنانيين، ولكن ليس في مقدورها ان تفرض ما تريد وان تعيد البلاد الى ما كانت عليه قبل 14 مارس 2005.
وحاولنا ان نصل الى اتفاق مع المعارضة منذ اللحظة الاولى وقبل الخروج السوري. وقد مددنا اليد وتحاورنا وقبِلنا بتنازلات عدة شعوراً منا بأنه ينبغي طي صفحة الماضي والتأسيس مع المعارضة الحالية لمرحلة جديدة، ولكن اكتشفنا ان هذه المعارضة ليست طليقة اليد وهي محكومة في قراراتها بموقفيْ سورية وايران وانها عاجزة حتى عن تنفيذ ما تم التوصل اليه معها على طاولة الحوار، وأفضل مثل على ذلك هو تحول موقف المعارضة بعد نهاية حرب يوليو 2006. فبمجرد توجيه الاتهام من الرئيس السوري بشار الاسد الى الحكومة، انتقلت المعارضة في غضون ايام من وصْف حكومة الرئيس فؤاد السنيورة «حكومة المقاومة» بحسب ما جاء على لسان المعارضة، الى «حكومة اولمرت» كما وصفها الرئيس السوري.
ورغم كل ذلك، لستُ متشائماً بل انا متفائل بمستقبل لبنان لان ما شهدناه في الاعوام الثلاثة كان كافياً لإشعال الفتن وتجديد الصراع الاهلي وعودة الاقتتال بين اللبنانيين، لكن كل ذلك لم يتم رغم الدفع السوري في هذا الاتجاه، لان اللبنانيين استخلصوا دروس تجربتهم القاسية وهم على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية أنضج بكثير مما كانوا عليه عشية الحرب الاهلية (العام 1975)، كذلك فان تمسك اللبنانيين ببلدهم اليوم اقوى بكثير مما كانوا عليه بالامس لانهم اكتشفوا ان ميزة بلدهم هي في هذا النمط من العيش في بيئة متنوعة وغنية توفر التواصل مع الآخر المختلف. وهذا النمط من الصعب ايجاده في اي مكان آخر من العالم، وهذا النضج ليس فقط للبنانيين في بلدهم بل هو ايضاً نضج الفلسطينيين في لبنان الذين عبّروا في «اعلان فلسطين في لبنان» عن مراجعة لكل تجارب الماضي، كما انه نضج للسوريين الذين عايشوا التجربة اللبنانية ووضعوا في اعلان «دمشق بيروت وبيروت دمشق» اسس العلاقة المستقبلية بين البلدين، وهو ايضاً نضج العرب الذين أدركوا في «اعلان الرياض» اهمية التعدد والتنوع في تطوير المنطقة وفتحها على العالم. وهذا النضج هو الذي يشكل ضمانة لبنان في مواجهة الثورة المضادة التي أطلقها السوريون.
• تبنيتم مرشح المعارضة للرئاسة، اي قائد الجيش العماد ميشال سليمان ورفضت المعارضة حتى المثالثة في الحكومة بعدما كانت اشترطتها لتنفيذ المبادرة العربية ما احبط المهمة الاخيرة لعمرو موسى… ماذا يعني ذلك؟
– هناك قرار سوري واضح بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، وذلك للمقايضة مع المجتمع الدولي على قاعدة مستقبل لبنان في مقابل المحكمة الدولية. المؤسف هو تحوُّل أركان المعارضة مجرد ادوات في ايدي النظام السوري وان تكون مهمتهم الرئيسية ايجاد المبررات اللبنانية للتعطيل السوري. وعندما اختارت الاكثرية النيابية دعم ترشيح العماد سليمان كانت تتجاوب مع المبادرة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 31 اغسطس 2007. وبمجرد قبول الاكثرية بهذه المبادرة تبدّل مضمونها وأصبحت هناك شروط اضافية. وأعتقد ان القرار السوري بتعطيل هذه الانتخابات مستمر رغم كل الضغوط التي تمارَس على دمشق. وأوضح دليل على ذلك هو فشل المبادرة الفرنسية وتحميل الرئيس الفرنسي مسؤولية هذا الفشل الى الحكام السوريين.
• ألهذا السبب يشاع بأن اجندة المعارضة ترتبط ببند واحد اسمه المحكمة الدولية، وهل في سلوكها ما يؤشر الى ذلك؟
– هناك تصريح واضح لأحد اركان المعارضة يقول ان هناك قراراً في المعارضة بألا يذهب احد الى المحكمة الدولية حتى بصفة شاهد. ويضيف هذا الركن ان المحكمة بمثابة اعلان حرب اهلية في لبنان وهو يحمّل الامم المتحدة مسؤولية هذه الحرب ويطالبها بسحب قوة «اليونيفيل» الدولية من لبنان كي لا تتعرض الى متاعب اكيدة (…). موقف المعارضة محكوم بهذا الاعتبار وليس بأي اعتبار آخر. وقيام المحكمة سيشكل زلزالاً يطال لبنان وسورية والعالم العربي. والسؤال ماذا يبقى من المعارضة بعد البدء بأعمال المحكمة الدولية فهي تتصرف وكأن كل يوم يمر يقربها من نهايتها، وهذا ما يفسر التصعيد اللافت في المواقف والتهديدات.
• بعد حديثكم عن وجود قرار كبير بمنع الانتخابات الرئاسية في لبنان، هناك من يقول انكم اصبحتم تملكون براءة ذمة محلية وخارجية لانتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً… هل تملكون مثل هذه الرغبة وتالياً القدرة؟
– اذا فشلت الجامعة العربية في مساعيها لتأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فسيكون لقوى 14 مارس الحرية في اختيار الطريق الانسب لملء الفراغ، وهذا ليس فقط رأي الاكثرية، انما هو رأي كل الاطراف المعنية بحماية لبنان، وعلى رأسها البطريرك الماروني الذي اشار الى ضرورة تدخل الامم المتحدة لمساعدة لبنان على تجاوز هذه المرحلة. فلبنان لن يبقى من دون رئيس، هذا امر محسوم لدى قوى 14 مارس.
• هل تعتقد ان خيار المعارضة بالنزول الى الشارع للتعبير عن ارادتها السياسية ما زال خياراً واقعياً، خصوصاً بعد «الاحد الاسود» في الشياح مار مخايل؟
– المعارضة تهدد بالنزول الى الشارع وكأنه امر جديد. يجب ألا ننسى ان المعارضة موجودة في الشارع منذ اكثر من عام ونصف عام. وكل ما تمكنت من ان تفعله هو شل الحركة الاقتصادية في وسط بيروت. وقُدرتها اليوم أضعف مما كانت عليه بالامس، بدليل ان الدواليب التي تم اشعالها في يناير 2007 اشتعلت من الناقورة وحتى النهر الكبير، اما في يناير 2008 فلم تشتعل الدواليب الا امام كنيسة مار مخايل المتاخمة للضاحية الجنوبية. وتالياً الكلام عن التصعيد لا يهدف الى ارهاب الاكثرية بل يرمي فقط الى رفع معنويات أنصار المعارضة.
• رغم المآخذ في الشكل على الاطلالة المشتركة للعماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله، الا تعتقد ان البلاد تحتاج الى هذا النمط من الخطاب التهْدوي؟
– الاطلالة لم تكن لطمأنة اللبنانيين، بل كان هدفها الاول تعويم العماد عون، والهدف الثاني الردّ على اتهام «حزب الله» بانه وضع الطائفة الشيعية في مواجهة كل طوائف لبنان. ولم تحقق تلك المناظرة اهدافها، اذ تبين ان العماد عون غارق في تبنيه كل خيارات «حزب الله»، وهو أعاد قراءة تاريخه وكأنه منذ البداية كان حليفاً لـ «حزب الله» ولسورية. لقد انعكست هذه الاطلالة سلباً حتى على ما تبقى من الجمهور العوني في الاوساط المسيحية، اذ لم يتجرأ العماد عون على التمايز ولو بشيء عن الامين العام لـ «حزب الله». والحالة الاندماجية بين الشخصين لم تكن متوازنة، وهذا ما دفع بالكثيرين الى اعتبار هذه الاطلالة «مناظرة النهاية» في التحالف الذي اعلن قبل عامين.
• رغم إحساسكم بوطأة وجود طائفة مؤسسة كالطائفة الشيعية خارج ما تعتقدونه «الخيار الاستقلالي» فانكم أخفقتم حتى الآن في تبديد هواجسها حتى بلغ بها الامر الى حد ربط المستقبل السياسي للبنان مثلاً بنتائج التحقيق في حادثة الشياح مار مخايل… كيف يمكن الخروج من هذا المأزق؟
– هناك جريمة مزدوجة بحق الطائفة الشيعية، الأولى ارتكبتها قوى «14 مارس» بدافع الانفتاح على هذه الطائفة عندما اقرت بحصرية تمثيلها بحزبين هما «حزب الله» وحركة «امل»، وتمادتْ («14 مارس») في الخطأ عندما وافقت على حصرية التمثيل الشيعي بوزراء من «امل» و«حزب الله» في الحكومة. اما الجريمة الاخرى بحق الطائفة الشيعية فيرتكبها «حزب الله» بوضع هذه الطائفة في مواجهة كل الطوائف الاخرى وفي استخدامها مجرد اداة للدفاع عن النظام السوري وبالمساهمة في ايجاد (مسألة شيعية) على مستوى العالمين العربي والاسلامي.
وليس صحيحاً ان هذه الطائفة هي خارج السياق الوطني اللبناني، فهي اول طائفة من طوائف لبنان أقرّت العام 1977 بنهائية الكيان اللبناني، العبارة التي ادخلت في الدستور اللبناني عام 1989. وهناك فئات واسعة من هذه الطائفة تساهم مساهمة فاعلة في الحركة الاستقلالية عبر مثقفيها وفعالياتها المتعددة.
وفي رأيي ان لبنان لن يقوم الا بمشاركة كل ابنائه. وللطائفة الشيعية دور اكيد، رغم محاولات «حزب الله» وضعها خارج الأمن البناني خدمة لمصلحة ايران وسورية.
• قيل الكثير اخيراً عن أبعاد حملة التشهير ببكركي وسيدها البطريرك صفير… ماذا يراد، وفي العمق، من وراء هذه الحملة التي استُكملت اخيراً بـ «مضبطة اتهام» للبطريرك؟
– الكنيسة المارونية باعتبارها مؤسسة تأسيسية للكيان اللبناني هي دائماً هدف للنظام السوري، فالحملة التي تُشن عليها اليوم سوريّة وليست لبنانية، والذين يشنّون تلك الحملة هم أدوات سورية في لبنان، والغاية منها ضرب المناعة الوطنية واستكمال عملية هدم مؤسسات الجمهورية. وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها مقام بكركي لمثل هذه الهجمات. وسبق للعماد ميشال عون في نهاية الثمانينات ان نظّم هجوماً ضد بكركي ولكن في نهاية الامر، البطريركية المارونية دائمة الحضور والآخرون الى زوال. وافضل دليل على ذلك الموجة الشعبية التي عمّت كل لبنان دفاعاً عن هذا الصرح الوطني. فالحملة على بكركي اعطت مردوداً معاكساً، والبطريرك اليوم اقوى من اي وقت.
الرأي الكويتية
سمير فرنجية لـ «الراي»: المحكمة الدولية ستُحدث زلزالاً مصائر الأمم-خالص جلبي جاءني من خلدون السوري خبر اعتقال رياض سيف والعشرات ليقدموا إلى محاكم ثورية أمام قضاة من رجال المخابرات في ملابس سود مثل دراكولا الليلي بأحكام جاهزة من رجالات الحزب ومفتي الجمهورية وآيات من القرآن ونصوص من مختارات الحزب القائد. أرسل لي شاب في ظل هذا الإحباط واليأس المقيم يسأل عن وصفة الخلاص من الاختناق السياسي ويرى أنها اللاعنف. وكان جوابي عليه إنه مشروع ممتاز، ولكن من يغيب عن الوعي بعد حادث مريع، ويوضع ميبس الأطراف في العناية المشددة لمدة أسابيع قليلة، يصعب عليه تحريك مفاصله إلا بتأهيل طويل الأمد،… قراءة المزيد ..
سمير فرنجية لـ «الراي»: المحكمة الدولية ستُحدث زلزالاً
تسليح حزب طائفي فقط من قبل دول خارجية معناه حرب طائفية مستقبلية باسم المقاومة او الشعارات التي اكل عليها الدهر وهذا ضد اتفاقالطائف والمنطق والعقل والحكمة انه يعبر عن استعمار خارجي مكشوف وارهاب المواطن بحيلة المقاومة اي لماذا حزب الله الطائفي المليشي مسلح وغيرهم لا؟ ثم لماذا لا يتهم حزب الله حزب بدر والصدر والسيساني وغيرهم بالعمالة الواضحة لامريكا وايران؟ ولماذا لا يوجد مليشيا لتحرير الجولان؟ المهم لا سلاح الا سلاح الجيش هذا هو المنطق والعقل والدستور والطائف ونادوا باللاعنف والمحبة والديمقراطية
سمير فرنجية لـ «الراي»: المحكمة الدولية ستُحدث زلزالاً
إلى سعادة النائب الياس فرنجية:أتمنى عدم الخلط ولو بغير قصد بين النظام والشعب السوري،فأنت تقول سنقوم بثورة مضادة على تلك التي أطلقها السوريين.
بشار الأسد لا يمثل السوريين كما أن لحود لم يمثل اللبنانيين
أتمنى عدم الخلط لأن هذا سيولد ردة فعل عند الشارع السوري،وسيستغلها النظام
والحرية لسوريا ولبنان