تشير المعلومات الواردة من العاصمة اللبنانية بيروت الى ان ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار العوني انتهت مفاعيلها وان العماد عون وتياره تـُركا لمواجهة مصيرهما على الساحة المسيحية والوطنية بعد ان رفع حزب الله وحركة امل الغطاء عن عون.
وتضيف المعلومات ان العماد عون وفي تصريحاته الاخيرة بشأن الانتخابات البلدية والاختيارية في العاصمة أشار الى انه يواجه حلفا رباعيا جديدا في إشارة الى “التحالف الرباعي” الذي نشأ في انتخابات العام 2004 بين حركة امل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل.
ويتحدث عون بمرارة وخيبة عن تركه لوحده في معركة بيروت البلدية بعد ان تم دفعه لحمل مطالب المعارضة السنية في بيروت والتخلي عن المشاركة في لائحة الائتلاف البلدي التي يدعمها رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار المستقبل، لينضم اليها لاحقا حركة امل وحزب الطاشناق في حين اعلن حزب الله انسحابه من المعركة الانتخابية البلدية ترشيحا واقتراعا مجاملةً للعماد المستوحِد.
ويشير المراقبون الى جملة مؤشرات تشير الى تباعد حزب الله والشيعة عموما عن تيار عون ابرزها التالي:
جبيل
– التصويت الشيعي في جبيل الذي إنقسم الى نوعين، الاول في المدينة التي صوت فيها الشيعة باكثرية مرجحة وإن كانت ليست حاسمة لصالح اللائحة المنافسة للتيار العوني. فنالت لائحة زياد الحواط 190 صوتا من اقلام الشيعة التي صوت فيها 325 ناخبا. اما التصويت الشيعي الثاني فجاء ايضا محرجا للعماد وتياره في القرى المختلطة الشيعية والمسيحية. وحيث يمثل الشيعة ارجحية عددية، فقد عمدوا الى إقصاء المسيحيين عن لوائحهم، ما دفع بالمسيحيين الى مقاطعة الانتخابات ففازت لوائح شيعية صافية ما يجعل من ورقة التفاهم في مهب الريح.
بيروت
– المؤشر الثاني هو تخلي الشيعة عن عون في معركة بيروت الانتخابية حيث أحرجوه فأخرجوه من المعادلة البلدية لتنضم اليها حركة امل ويقاطع حزب الله البلدية ويعلن دعمه لعون في معركة المخاتير التي اعلنها في الدوائر المسيحية. ولكن العارفين ببواطن الامور الانتخابية في لبنان يدركون تماما ان ارض المعركة الانتخابية التي ارادها وحددها العماد عون لا تضم شيعة بل هي تضم مسيحيين من موارنة رورم كاثوليك وروم ارثوذكس وارمن في دوائر الاشرفية والصيفي والرميل إضافة الى المدوّر حيث الارمن يشكلون ارجحية، ما يعني ان دعم الحزب لعون لفظي ولا يجد له ترجمة ميدانية.
زحلة
– وبالانتقال الى مدينة زحلة حيث ايضا تم إحراج العماد عون وتياره وأُخرج من المعركة البلدية، حيث تشير المعلومات الى ان المجنَّسين في المدينة إضافة الى الشيعة تم تجييرهم لصالح لائحة الوزير السابق ايلي سكاف، ربما بتأثير سوري كما يقال. وهؤلاء يقدرون بـ 8 ألآف ناخب، ما سهل للوزير سكاف التخلص من عبء التيار العوني والانطلاق في لائحة مكتملة في وجه لائحة تدعمها قوى 14 آذار ما استدعى هروب العونيين الى لعبة مبتذلة تقضي بترشيخ “انطوان بو يونس” وطالبوا الناخبين بالاستفتاءعلى اسمه بعد ان طبعوا اوراق باسمه منفردا وتركوا للناخبين من كل الاتجاهات حرية اختيار المرشحين الباقين في بدعة انتخابية لم يشهد لبنان مثيلا لها من قبل.
جزّين أيضاً…
– وما ينتظر العماد في زحلة ينتظره ايضا في جزين حيث باتت لائحة النائب السابق سمير عازار المقرب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري مكتملة وتضم في صفوفها عناصر من حزب “القوات اللبنانية:، ما يؤشر الى اتجاه التصويت الشيعي في هذه الدائرة.
عون استشعر انتهاء الدور الذي اوكل اليه لجهة تغطية الممارسات التي قام بها حزب الله منذ توقيع “ورقة التفاهم” مروروا بجميع المحطات التي مر بها لبنان من حرب تموز 2006 الى احداث 7 ايار، وصولا الى قتل الضابط الطيار “سامر حنا” في “سجد” (وهو القائد السابق للجيش) والى موقفه من سلاح حزب الله.
ويشير المراقبون الى ان عون يعيش مرارة الايام المقبلة حيث يترقب ايضا نتيجة الاتفاق المزمع توقيعه بين النائب سليمان فرنجية وميشال معوض بشأن تحييد زغرتا عن معركة انتخابية بلدية، ما سيعني حكما إقصاء العونيين عن المجلس البلدي في زغرتا وسائر قرى القضاء التي يتقاسم السيطرة عليها عائلات زغرتا والقوات اللبنانية، وصولا الى ترقب كيفية تصويت انصار النائب فرنجية في أقضية البترون والكورة، أي لصالح لوائح عون او ضدها.
وتضيف المعلومات الى ان حزب الله الناظم لايقاع حركة احزاب وقوى 8 آذار ليس ببعيد عن هذه التحولات الدرامية على مصير التيار العوني. والايام المقبلة كفيلة بتظهير هذه الصورة التي اقل ما يقال فيها انها اعادت التيار العوني الى الحجم الطبيعي بعد ان تم إشباعه توريما مفتعلا.