إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
نحن نقسِم الأرغِفة الخمسة والسَمَكتين بطريقة أخوية مع نحوَ ١٧ مليون سوري
حل السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري ضيفا في اليوم الثالث لمؤتمر كاريتاس الأبرشي الذي نظم في غرادو في مقاطعة غوريزيا. وقال: “الكنيسة توزع المساعدات التي تصل على أفضل وجه ولكن لسوء الحظ، هذه المساعدات أصبحت أقل. نحن بحاجة إلى حل سياسي. نحن ممتنون للعديد من الأشخاص الذين يبذلون قصارى جهدهم للمساعدة، حتى من الديانات الأخرى”.
وقال عن الوضع في سوريا: “للأسف، وفقا للإحصاءات التي قدمتها الأمم المتحدة، الأمور سيئة ومقدر لها أن تزداد سوءا. فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، بنسبة ٩% مقارنة بالعام الماضي. نحن نتحدث عن ثلاثة أرباع السكان السوريين الذين يعيشون في هذه الحال من العوز، وتشير الأرقام إلى ١٦٫٧ مليون شخص. إنها أرقام مذهلة. وهناك مسألة عودة النازحين واللاجئين التي لا تزال مشكلة خطيرة ولم يتم حلها.
نعلم بأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل وجود هذا العدد الكبير منهم، لكن الظروف ليست مؤاتية بعد لكي يتم نقلهم إلى مكان آخر. علاوة على ذلك، أصبح 90% من السكان يعيشون تحت مستوى الفقر. هذا هو الوضع. أنا هنا للحديث عن سوريا، وإنما أيضا لكي أحصل على بعض المساعدة، ولكن الفقر في البلاد لا يمكن حله عن طريق الصدقات، هناك حاجة إلى حل سياسي، وهو للأسف، وفقا للمحللين، لا يزال بعيدا”.
في السياق، تلتزم الكنيسة تقديم مساهمتها وتنظِّم نفسها “لتقسيم الأرغِفة الخمسة والسَمَكتين بطريقة أخوية لنحو ١٧ مليون شخص”. وقال: “لا يمكننا أن نحل مشكلة الفقر وحدنا، ولكن يمكننا على الأقل أن نقسّم بأفضل شكل هذه المساعدات التي تصل ولسوء الحظ أصبحت قليلة جدا بسبب الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا. ولكن رغم الصعوبات العديدة، لم تغب أبدا أمثلة الرجاء: في خضم هذه الغيمة الرمادية وانعدام الثقة، لا تزال قصص الإيثار تظهر. هناك العديد من السامريين الصالحين، والعديد من النساء الطيبات اللواتي وعلى مثال فيرونيكا يجففن دموع هؤلاء الناس. ليس فقط مسيحيين، ولكن من جميع الأديان”.
وختم: “هناك العديد من الأشخاص الذين يبذلون قصارى جهدهم للمساعدة، وفقد المئات منهم حياتهم. يسألني الكثير من الناس كيف يمكننا أن نساعد سوريا.
أنا أعتقد أن الانتخابات الأوروبية المقبلة ستكون حدثا حاسما، من الضروري أن يتم اختيار الأشخاص الذين يمكنهم أن يحدثوا نقطة تحول لما يحدث في العالم”.
*
نحثُّ قرّاء “الشفاف” على الإطلاع على المقالات التالية التي تسلّط الضوء على مواقف الفاتيكان والبابا الحالي وسلفه من الثورة السورية:
القاصد الرسولي في دمشق: الحقيقة حول مزاعم إضطهاد المسيحيين في إنتفاضة سوريا
سفير البابا في سوريا أصبح “كاردينالا”: ماذا قال عن الإنتفاضة السورية؟
كاهن حلب أقام “البابا” من مقعده ولكن ما حقيقة موقف الفاتيكان من ثورة سوريا؟