المركزية_ وضع منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد في حديث الى صحيفة”الراي”الكويتية كلام النائب وليد جنبلاط الاخير في حق رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في “سياق الخيار الذي انتهجه رئيس اللقاء الديموقراطي منذ 2 آب 2009، لافتاً الى “ان هذا الكلام لا يقدم ولا يؤخر في علاقتنا مع النائب جنبلاط الذي نختلف معه اليوم جذرياً في القراءة السياسية، ولكن نحافظ على صداقتنا الشخصية معه”.
ورداً على سؤال، اكد سعيْد “ان الدكتور جعجع قدم نفسه كشخصية سياسية ناضجة، سواء في دعمه لاتفاق الطائف (العام 1989) الذي وضع برعاية عربية حداً للحرب في لبنان او في سلوكه في المرحلة التي تلت”، وقال: “العام 1989 انتقل الدكتور جعجع بدعمه «الطائف» من الخيارات الفئوية الى الخيارات الوطنية الكبرى، وواجه من خلال صموده في السجن (بين 1994 و2005) مرحلة الوصاية السورية، وخرج من الاعتقال منخرطاً في تحالف وطني عريض يضم مسلمين ومسيحيين. كما انتقل في الاحتفال الاخير الذي اقامته «القوات» في «البيال» الى مرحلة جديدة بتأكيده ان مفتاح الاستقرار في المنطقة يكمن في قيام دولة فلسطينية مستقلة». اضاف: «موقف الدكتور جعجع واضح، وبالتالي ما يقال عن ضغوط على رئيس الحكومة لفكّ التحالف مع «القوات اللبنانية» ومسيحيي “14 آذار” هو “مزحة” وأمر غير قابل للبحث”.
وعن خلفيات هجوم النائب جنبلاط على رئيس “القوات”، اكتفى بالقول: “قرر وليد جنبلاط ان يعطي سمير جعجع دفعاً اضافياً في الوسط المسيحي”.
وهل يمكن لهذا التطور ان يؤثر في مصالحة الجبل (المسيحية – الدرزية)؟ اجاب: “ابداً. ولا سيما ان النائب جنبلاط حافظ، حتى في كلامه الهجومي (امس) على مسيحيي 14آذار، على تقديره واحترامه للكنيسة المارونية. والقادة السياسيون في 14 مارس يدركون تماماً دقة اللحظة، ولن ننجرّ في اي شكل الى ردود فعل بعيدة عن العقلانية”. اضاف: “مصالحة الجبل مقدسة ووطنية وفوق سياسية، وكرستها زيارة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير للمختارة (العام 2001). وكنا في فترة رفاق درب مع النائب جنبلاط، ولا نزال نقدّر له تضحياته في “ثورة الارز”، واليوم نحن على خلاف جذري معه في القراءة السياسية ونعتبر ان ما قاله اليوم (امس) لا يقدم ولا يؤخر في نظرتنا الى المسائل السياسية والوطنية”.
وعن اعتبار النائب جنبلاط «ان مسلمي الامانة العامة لـ14 آذار يتحدثون كجعجع”، قال سعيد: “هذا الكلام يدل في مكان ما على ان التحالف العريض المسيحي – الاسلامي الذي تجسده الامانة العامة لا يزال قائماً وله حضور سياسي، وان لمكونات هذا التحالف قراءة سياسية واحدة، وان كان كل منها يعبّر عن مواقفه بلغته الخاصة ومن موقعه الخاص”، مضيفاً: “لن ننجر الى سجال مع النائب جنبلاط، وهذا رأيه وهذه قراءته، وهو صديقنا ولن ندخل في اي صدام كلامي معه”. وهل يؤشر كلام النائب جنبلاط الى مرحلة جديدة من الضغط على 14 آذار؟ اجاب: “لا احد يمكن ان يضغط على 14 مارس، ولا احد قادر على الضغط على شعب اراد الاستقلال والحرية ويناضل من اجل قيام دولة واحدة وجيش واحد وقرار واحد في لبنان”.