سعود الفيصل: تدخّل عربي-دولي يحول دون استيلاء الإيرانيين على لبنان!

واشنطن (ا ف ب) – بث موقع ويكيليكس الثلاثاء وثيقة دبلوماسية اميركية جاء فيها ان المملكة العربية السعودية اقترحت تشكيل قوة تكون مهمتها محاربة مقاتلي حزب الله في لبنان بمساعدة الولايات المتحدة والامم المتحدة والحلف الاطلسي.
واوضحت الوثيقة انه خلال اجتماع في ايار/مايو 2008 مع السفير الاميركي في العراق ديفيد ساترفيلد، قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ان “ردا امنيا على التحدي العسكري” في بيروت الذي يمثله المقاتلون المدعومون من ايران امر ضروري.

واعرب الامير السعودي عن خشيته من لا يؤدي انتصار حزب الله على الحكومة اللبنانية التي كان يترأسها في ذلك الوقت الرئيس فؤاد السنيورة، الى وضع ايران يدها على البلاد.

واوضحت الوثيقة ان الفيصل اوضح ان “قوة عربية” بامكانها ان تفرض الامن حول بيروت كون الجيش اللبناني “ضعيف جدا ولا يمكنه تحمل المزيد من الضغوط”.

واشارت الوثيقة الى ان القوة المشار اليها يجب ان تكون مدعومة من قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفل) وعلى ان تقدم الولايات المتحدة والحلف الاطلسي دعما لوجستيا وكذلك دعما بحريا وجويا لها.

وقال لساترفيلد ان فؤاد السنيورة يدعم بقوة المشروع وان الاردن ومصر والجامعة العربية فقط هم على علم به.

ما يلي ترجمة “الشفّاف” لبرقية السفارة الأميركية في بغداد التي نشرتها جريدة “الغارديان” البريطانية (النص الأصلى على صفحة”الشفاف” الإنكيزية). مع ملاحظة أنه يدعو للدهشة أن لا يتطرق سعود الفيصل ودافيد ساترفيلد بصورة مباشرة إلى “غزوة 7 أيار” التي قام بها الحزب الإيراني في بيروت قبل 3 أيام من الإجتماع الذي تورد البرقية الأميركية أنه جرى في 10 أيار/مايو!

برقية السفارة الأميركية في الرياض: سعود الفيصل شدّد على ضرورة “رد أمني” على التهديد الذي يمثّله حزب الله في لبنان (ترجمة “الشفّاف”)

*

الأربعاء في 14 مايو 2008

سري: لبنان: وزير خارجية السعودية يقول أن هنالك حاجة الآن إلى قوة سلام دولية

1- ملخّص: اجتمع السفير دافيد ساترفيلد وفريق من موظفي السفارة في بغداد مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية، الأمير سعود الفيصل، في 10 مايو. ومع أن العراق كان الموضوع الرئيسي للنقاشات، فقد تناول سعود الأحداث الجارية في بيروت وشدّد على ضرورة “ردّ أمني” على “التحدي العسكري لحكومة لبنان” الذي يمثّله حزب الله. وبصورة محددة، دعا سعود إلى تشكيل “قوة عربية” لفرض الأمن في بيروت وجوارها، على تؤازَر هذه القوة وتكون تحت “غطاء” نشر قوات من “اليونيفيل” إنطلاقاً من جنوب لبنان. وأضاف أنه سيكون مطلوباً من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي توفير دعم بوسائل التحرك ودعم لوجستي، علاوة على “غطاء بحري وجوي”. وقال سعود أن انتصار حزب الله في بيروت سيعني نهاية حكومة السنيورة “واستيلاء الإيرانيين” على لبنان.

لبنان: مشكلة “عسكرية” في الحل العسكري

2- في مطلع نقاش مع السفير ساترفيلد دار معظمه حول العراق، تطرّق سعود أولاً إلى لبنان وقال أن جهود “حزب الله وإيران” للإستيلاء على بيروت كان خطوة أولى في مسار سيؤدي إلى الإطاحة بحكومة السنيورة و”استيلاء الإيرانيين على كل لبنان”. إن مثل هذا الإنتصار، متضافراً مع الأعمال الإيرانية في العراق وعلى الجبهة الفلسطينية، سيكون كارثة للولايات المتحدة وللمنطقة كلها. وعرض سعود أن الوضع الراهن في بيروت كان “عسكرياً كلياً” وأن الحلّ ينبغي، بدوره، أن يكون عسكرياً. إن القوات المسلحة اللبنانية باتت هشّة إلى درجة أنها لم تعد تحتمل مزيداً من الضغط. وهي بحاجة إلى مساعدة عاجلة لحماية بيروت من هجوم حزب الله. وقال أن المطلوب هو “قوة عربية” يأتي جنودها من دول “غير مجاورة للبنان” وتنتشر في بيروت تحت “غطاء الأمم المتحدة” تترافق مع حضور كبير لقوات مستقاة من قوات “اليونيفيل” الموجودة في جنوب لبنان، “حيث لا تفعل شيئاً”. وستُطالب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بتوفير المعدات لهذه القوة، علاوة على الدعم اللوجستي، والإسناد الحركي، و”غطاء بحري وجوي”.

3- سأل السفير ساترفيلد عن مدى تأييد السنيورة ودول عربية أخرى للفكرة. وأجاب سعود أن السنيورة “يدعمها بقوة”، ولكن الوحيدين الذين تم إطلاعهم على الإقتراح هم الأردن ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، خوفاً من أن يؤدي الكشف عنه قبل الأوان إلى فشله. وأضاف سعود أنه لم يتم الإتصال مع سوريا حول التطورات الممكنة في بيروت، مضيفاً “ماذا ستكون الفائدة” من ذلك؟

“معركة الإنتصار فيها أسهل”

4- قال سعود أنه بين كل الجبهات الإقليمية التي تحرز فيها إيران تقدماً الآن، فإن معركة تأمين السلام في لبنان ستكون “معركة الإنتصار فيها أسهل” (بالمقارنة مع العراق والجبهة الفلسطينية). وقال ساترفيلد أن “الإمكانية السياسية والعسكرية” للمشروع الذي عرضه سعود تبدو غير مؤكدة على الإطلاق. وبصورة خاصة، فإن محاولة وضع تفويض جديد لـ”اليونيفيل” سيكون أمراً صعباً جداً. وقال ساترفيلد أن الولايات المتحدة ستدرس بعناية أن قرار عربي يتم اتخاذه لاحقاً. وخلص سعود إلى أن قوة دولية/عربية لحفظ السلام مؤازرة بدعم جوي وبحري أميركي ستكون قادرة على “إخراج حزب الله إلى الأبد” من لبنان.