ربما تشكل التطمينات الصادرة عن الأمير سعود الفيصل ردّاً على تحفّظات كويتية بصورة خاصة. فقبل أقل من أسبوعين، عبر أحمد السعدون، رئيس مجلس الأمة الكويتي، عن رفض الكويت الاتحاد مع دول تعج سجونها بالآلاف من مواطنيها ،تحت مظلة الاتحاد الخليجي.
وأكد ” إنه لا خيار للكويت ولا لدول الخليج إلا بأن يكون هناك مزيد من التقارب، الذي يصل بدول التعاون إلى الاتحاد. وأنه لا يمكن أن يكون هناك اتحاد بين دول طبيعة أنظمتها السياسية مختلفة، حيث لا يمكن أن تتحد الكويت – مثلاً – كدولة تتمتع بقدر من حرية التعبير والتمثيل الشعبي وقدر من حق الناس في إدارة شؤونهم، مع دول تعج سجونها بالآلاف من مواطنيها لأنهم عبروا عن آرائهم، بحسب تعبيره
*
وكالة الصحافة الفرنسية-
قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل خلال الاجتماع العادي للمجلس الوزراي في دول الخليج في الرياض الاحد ان الاتحاد بين هذه الدول لن يكون “مطية للتدخل” في شؤونها.
واضاف في الجلسة العلنية ان “الاتحاد لن يمس من بعيد او قريب سيادة الدول الاعضاء او ان يكون مطية للتدخل في شؤونها الداخلية فالمشروع الاتحادي لا يتعدى كونه وسيلة تتيح لدول المجلس امكانية العمل من خلال هيئات ومؤسسات فاعلة ومتفرغة”.
يذكر ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي رحبوا خلال قمتهم الاخيرة في كانون الاول/ديسمبر الماضي في الرياض باقتراح الملك عبدالله بن عبدالعزيز الانتقال من مرحلة التعاون الى الاتحاد.
واضاف الفيصل “اكتسب مجلس التعاون قدرا من التأثير والفعالية في تعاطيه مع الاحداث غير ان تطورات العمل المشترك وحاجتنا الملحة الى مواجهة التحديات والمتغيرات المتسارعة يتطلب بالضرورة ايجاد كيان اتحادي اكثر تماسكا واقدر على التعامل” معها.
وتابع “من المفترض في الاتحاد المنشود ان يعتمد في بنيته وادائه رؤى وتوصيات نابعة من هيئات متفرغة ذات اختصاصات تطال المجالات الرئيسية السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية”.
وقد تاسس مجلس التعاون العام 1981 ويضم السعودية وعمان وقطر والامارات والبحرين والكويت.
الى ذلك، غمز الفيصل من قناة الجامعة العربية داعيا الى تطوير اسلوب ادائها.
وقال في هذا الصدد ان “الساحة العربية (..) تشهد مخاضا عسيرا يمكن ان يتحدد بموجبه حاضرها ومستقبلها وهذا في حد ذاته يشكل حافزا لبذل مزيد من الجهد بغية تطوير الموقف العربي واسلوب اداء جامعة الدول العربية مع قضايا المنطقة”.
واضاف “جميعنا يتذكر ان جامعة الدول العربية عندما تحركت للتعامل مع مشكلة ليبيا فقد كانت دول المجلس في طليعة هذا التحرك كما ان مساعي الجامعة لحل الازمة الطاحنة في سوريا استندت في مجملها الى رؤى ومبادرات طرحتها دولنا على مجلس الجامعة”.
وختم الفيصل قائلا ان “عملية نقل السلطة في اليمن ووضعه على عتبة مستقبل جديد كل ذلك تم بناء على مبادرة خليجية” مشيرا الى “الانجازات التي حققها مجلس التعاون” على هذا الصعيد.