هل هنالك “جاذبية” جديدة للديانة المسيحية في المنطقة العربية؟ هذا ما يزعمه عدد من المراقبين والمحلّلين في المنطقة الممتدة من السعودية واليمن إلى الجزائر والمغرب (وهذا ينطبق، بالمناسبة، على الصين التي زاد عدد المسيحيين فيها من ٥ ملايين عند إعلان “الجمهورية الشعبية” إلى عدد قد يصل إلى ١٠٠ مليون اليوم). وقد أفادنا أحد المراقبين الموثوقين أن هنالك “شعبية كبيرة” للمسيحية على صفحات “الفايس بوك” اليمني، وأن بعض المثقفين اليمنيين اعتنقوا المسيحية سرّاً!
يصعب الإحاطة بكل الأسباب التي يمكن أن تدفع “مسلماً” لتغيير دينه واعتناق المسيحية. ولكن قد يكون بين الأسباب صعود ما يسمّى بـ”الصحوة الدينية” أو بـ”الإسلام السياسي” (السنّي والشيعي)، وتصاعد “التعصّب الديني” في صفوف جماعات إسلامية (شيعية وسنية)، وارتباط الإسلام بـ”العنف” و”الذبح” (أسامة بن لادن، الزرقاوي، حزب الله الذي أدخل “كلاشينكوف سوفياتي” في شعاره!)، ومسلسلات “الفتاوى” الدموية (منظّر الجماعة الإسلامية المصرية، “الدكتور فضل”، كتب مقالاً بعنوان “نعم، الإسلام هو الإرهاب”، لتبرير “غزوة ١١ سبتمبر ٢٠١١) و”الإعتباطية” (الشيخ الزنداني نموذجاً! أو قرار المحكمة الماليزية التي “حظرت” على المسيحيين إستخدام كلمة “الله”: ممنوع عليكم أن تعبدوا “الله” لأنهم للمسلمين وحدهم، فتّشوا عن “إله” آخر!)!
والأهم من ذلك كله مسلسل “العنف” الهمجي الذي مارسته جماعات كثيرة (“سلفية” حيناً، و”كردية” أحياناً، و”صدّامية” أو “إيرانية” أحياناً أخرى، وكلها تحت غطاء “الإسلام”..) ضد المواطنين العراقيين المسيحيين خصوصاً وغير المسلمين عموماً). وما يجري حالياً من تدمير للكنائس في نيجيريا وكينيا (“بوكو حرام” تعني “التعليم الغربي حرام” في دين ينصح أتباعه بأن “أطلبوا العلم ولو في الصين”).
وطبعاً، فإن موقف “المسلمين” (الحاليين) من “المرأة” قد يكون في طليعة أسباب التحوّل عن الإسلام إلى المسيحية.
لماذا تبدو “المسيحية” أكثر جاذبية من الإسلام، مع أن “الكنيسة الكاثوليكية” نفسها تقرّ بما يشبه “إندثار” المسيحية في “الغرب المسيحي سابقاً”؟ ليس سرّاً أن المسيحية شهدت حركات إصلاح كثيرة ليس أوّلها “الإصلاح البروتستانتي” الذي عادت الكنيسة الكاثوليكية فاعتنقت جوهر مبادئه بحيث لم يعد هنالك فوارق تّذكَر بين الكاثوليكية والبروتستانتية بأنواعها.
اليهودية، من جهتها، لم تعرف حركة إصلاح على الطريقة البروتستانتية، ولكنها تعرّضت لعملية “إصلاح واقعي” بحكم تجاورها مع مجتمعات متقدمة (شريعة موسى تسمح بـ”تعدد الزوجات”، ولكن اليهود لا يمارسون هذا “الحق”!).
ماذا عن الإسلام؟
هل يمكن القول أن نموذج “الإسلام البيروتي” المنفتح والمتسامح والمتعايش هو نموذج “أقلّي” في العالم العربي اليوم؟ وهل صحيح أن “الإسلام الصوفي” االمتسامح لذي كانت له الغلبة في السودان وليبيا ومصر وحتى في “القوقاز السوفياتي سابقاً، آخذ بالتراجع بفعل الفضائيات الإخوانية والوهابية؟ وأن إسلام الجماعات “السلفية” و”الإخوانية” بات يوازي أهمية “إسلام الأزهر الوَسطي” في مصر؟
قد يكون من الضروري التحفّظ في إطلاق مثل هذه الأحكام لأن “السلفية” و”الإخوانية” ظاهرة “صوتية” في أحيان كثيرة. ولأن كل فتاوى السلفيين والإخوان لم تؤدي إلى تدمير الكنائس القليلة الموجودة في البحرين والكويت وقطر، مثلاً. وأيضاً، لأن ظاهرةً مثل كتابات الشيخ الشجاع والمتنوّر “أحمد بن باز” تعني أن المؤسسة الدينية الوهابية نفسها يمكن أن “تفاجأنا” بـ”جديد” إصلاحي!
ولكن، من حيث الأساس، فلا مفرّ من الإعتراف بأن مشروع “الإصلاح الديني” قد هُزِم في الإسلام عموماً.. حتى الآن! إلى درجة أن “الإمام محمد عبده” يُعتَبَر “مشبوهاً” أو “مشكوكاً بإسلامه في نظر بعض “السلفيين”. وإلى درجة أن “الأستاذ محمود طه” أُعدِمَ، في ١٨ يناير ١٩٨٥، في عهد “النميري” ووزيره عدله “الشيخ حسن الترابي”، حينما دعا إلى “تطوير التشريع الاسلامى بالانتقال من الآيات المدنية التى قامت عليها بعض صور الشريعة، الى الآيات المكية التى نسخت فى ذلك الوقت لعدم تهيؤ المجتمع لها، حيث الدعوة الى الديمقراطية والاشتركية والمساواة الاجتماعية، المدخرة فى أصول الدين”، وإلى “المساواة التامة بين الرجل والمرأة”! وهذه النقطة، بالذات (أي مسألة “العنف” و”الفتوحات”) هي التي أثارت ردّ الفعل مشايخ الأزهر ضد واحد من أهم مفكري الإسلام المعاصر، “علي عبد الرازق” وسِفره العظيم “الإسلام وأصول الحكم” الذي لم تقرأه معظم النخبة الإسلامية). والغريب أن الذين هاجموا خطاب البابا بندكتوس الشهير لم يتطرّقوا إلى أن خطاب البابا الكاثوليكي يلتقي، أيضاً، إلى حدّ ما، مع وجهات نظر مفكّرين “مسلمين” بينهم الأستاذ محمود طه وعلي عبد الرازق وغيرهم!).
جدة (أ. ف. ب)
تقوم محكمة فى شرق السعودية بالنظر فى قضية مواطن سعودى ووافد لبنانى متهمين بدفع شابة سعودية إلى اعتناق الدين المسيحى وتهريبها إلى لبنان، حسبما أفادت صحيفة سبق الإليكترونية اليوم الأربعاء.
وذكرت الصحيفة أن “المدعى العام رفع أوراق القضية إلى محكمة الخبر الأسبوع الماضى بعد أن تقدم والد الفتاة ووالدتها بدعوى قضائية ضد المواطن والمقيم”.
وقام والدا الشابة باتهام السعودى واللبنانى “بتنصير ابنتهما البالغة من العمر 28 عامًا وبأنهما تسببا فى تغيير دينها واعتناقها المسيحية وقاما بتهريبها من المملكة عن طريق البحرين ثم إلى لبنان لتقيم فى كنيسة”. وبحسب المعلومات التى أوردتها الصحيفة فإن الشابة التى اعتنقت الدين المسيحى كانت تعمل فى شركة فى الخبر يعمل فيها المتهمان.
وأضافت الصحيفة أن الشابة “تعرفت أثناء عملها إليهما واستطاعا إقناعها بالتخلى عن ديانتها قبل تهريبها للخارج”. فيما تمكنت السلطات من إلقاء القبض على السعودى، الذى يفترض أنه أيضًا اعتنق المسيحية، واللبنانى، وتم إيداعهما السجن العام فى الخبر.