اعتبر رئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية الدكتور سعد الدين إبراهيم ان «خطر الإخوان المسلمين الكويتيين لا يختلف عن خطر الإخوان المسلمين في مصر»، معللاً ذلك بأن «الإخوان لديهم أجندة سرية غير معروفة، وبالتالي ينبغي أن يفصحوا عن كل ما لديهم وعن أجندتهم أولاً بأول».
وذكر ابراهيم في تصريح لـ «الراي» أمس على هامش إلقائه محاضرة حملت عنوان «العلوم الاجتماعية وثورات الربيع العربي» في جامعة الكويت ان «الإخوان المسلمين جماعة سرية لا يظهر منها إلا قمة جبل الثلج ومعظم النشاط والعضوية تحت الأرض»، مردفاً بالقول «كون الكويت مجتمعا منفتحا، فإنني أتمنى ان يكون إخوان الكويت أكثر إحساساً بالمسؤولية وأكثر شفافية من إخوان مصر».
وأردف إبراهيم، الذي يلقبه البعض بمهندس العلاقات الأميركية – الإخوانية، قائلاً «دعم إخوان الكويت للإخوان المسلمين في مصر سيضر بإخوان الكويت وسيجعلهم أكثر عزلة في المجتمع الكويتي، فالإخوان المسلمون الآن محل شك في كل العالم العربي، وبالتالي أنصح إخوان الكويت أن يكونوا كويتيين أولاً قبل ان يكونوا إخواناً، وإذا لم يفعلوا ذلك فسيلفظهم المجتمع الكويتي كما لفظ المجتمع المصري الإخوان في مصر».
وعن مشاركة الكويت في عملية «عاصفة الحزم» التي وجهت للحوثيين أجاب بالقول: «أبارك هذه المشاركة لأنه مطلوب أن يكون هناك قوى عربية تتصدى لكل الجماعات التي تخرج عن الإجماع العربي العام»، معتبراً ان «ما يحدث في اليمن والدور الإيراني فيه مسألة تحتاج إلى سرعة الحركة والاحتواء»، آملا في انضمام قوى أخرى الى السعودية ومصر في احتواء الخطر الحوثي وغيره من الأخطار.
وفي محاضرته، أكد ابراهيم أنه فتح بالفعل قنوات اتصال بين الإخوان والدول الغربية عموماً وأميركا بشكل خاص، إبان فترة سجنه في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، لافتاً في الوقت ذاته إلى ان «أميركا والدول الغربية ليست بحاجة إلى سعد الدين إبراهيم أو غيره للتواصل مع أحد».
وعن تلقيبه بمهندس العلاقات الإخوانية – الأميركية، قال إبراهيم خلال المحاضرة، «جزء من هذا صحيح، ويعود لفترة السجن إبان عهد الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، فقد سجنت مع 20 آخرين من مركز ابن خلدون، والتقيت في السجن بقيادات جماعة الإخوان المسلمين المسجونة آنذاك في سجن طرة حيث كان لهم مبنى خاص بهم هو بلوك 3».
وأضاف «كان يأتيني زوار كثر أثناء وجودي في السجن، وبعد إحدى الزيارات لرئيسة وزراء كندا آنذاك، بدأ أحد القيادات الإخوانية يُقلب علينا بقية السجناء، كون هذه الزيارات تجعلهم يقومون بتنظيف عنابر السجن ويبذلون مجهوداً أكبر، ونحن ـ سجناء مركز بن خلدون ـ السبب برأيه، واتهم هذا القيادي الغرب بأنه يكيل بمكيالين كونه يتواصل معنا ولا يتواصل مع الإخوان المسلمين، فسألته: هل تريد ان أبلغ الأجانب بذلك؟ فأجاب بنعم». وتابع «نقلت رغبة القيادي الإخواني لأول زائر أتاني بعد ذلك، وكان السفير الكندي في القاهرة، وقلت له: الإخوان يشتكون من المعايير المزدوجة لديكم، فأجابني السفير: أنا أزورك بطلب وتكليف من البرلمان الكندي لأنك مهتم بحقوق الإنسان والمرأة والأقليات، فهل للإخوان مواقف مشابهة؟ وبعد انتهاء فترة سجني، وقبيل الخروج طلبت مني القيادات الإخوانية في السجن ان أرتب حواراً بين القيادات الإخوانية خارج السجن والديبلوماسيين الغربيين عموماً والأميركيين خصوصاً في القاهرة».
وزاد شارحا ما حدث بعد ذلك «اتصل بي الدكتور عصام العريان بعد خروجي من السجن بيومين، وقال لي: بلغني أنك مستعد لترتيب لقاء بيننا وبين الديبلوماسيين الغربيين. فقلت له نعم. ورتبت ثلاثة لقاءات بين القيادات الإخوانية مع الديبلوماسيين الغربيين في النادي السويسري بإمبابة، وبعدها سافرت خارج مصر لتلقي العلاج».
ماذا قال فيهم جمال البنّا؟
وشدد على ان الإخوان أساؤوا إساءات بالغة لأنفسهم وللمجتمع السياسي المصري بعد وصولهم للسلطة، لافتاً إلى انه خاطب الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مرات عديدة عبر مقالاته بضرورة عمل انتخابات مبكرة إلا أنه لم يستمع. ونقل إبراهيم عن الراحل جمال البنا شقيق مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا وصفه لجماعة الإخوان بأنها ماسونية لينينية، مشيراً إلى ان جمال البنا علل هذا الوصف بأنها ماسونية كونها سرية في الطقوس مثل البيعة التي تؤخذ في غرفة مظلمة ويتم القسم فيها على الخنجر والمصحف، أما كونها لينينية فلأنها تحكم بشكل حديدي وفق مبدأ السمع والطاعة.
وفيما عبر عن رفضة لحكم الإعدام الذي صدر بحق مرشد الإخوان وقيادات إخوانية أخرى، كونه حقوقيا ويرفض مبدأ الإعدام بشكل عام، دعا إلى مصالحة وطنية بين الإخوان المسلمين والسلطة في مصر رغم أنه تم انتقاده كثيراً بسبب دعوة المصالحة تلك.