(الصورة: عادل عبد المجيد)
اما ما قاله الدكتور في أن تسمية أفعال المجاهدين وإجتهاداتهم “غزوة” هو انتقاص للرسول صلى الله عليه وسلم كونه مخالفاَ لرأيه في الإجتهاد فهو الباطل والإنحراف. فانظر إليه كيف رتب الأمر:-
– جعل الفيزا أماناً ونقضها غدراً، والمخالف لهذا الحكم راد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
– جعل المجاهد الذي ينقض الفيزا حين يجاهد مستهزئاً بالرسول لأنه سمى النقض غزواً.
– جعل المجاهد: حكمه معروف بين المسلمين أي الكفر والردة.
وبالتالي فالمخالفون له وقعوا في الكفر من وجهين:-
أولاهما : الرد على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ثانيهما:- الإستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك ليس عجيباً عنده أن هؤلاء المخالفين لم يبق بينهم وبين الكفرة إلا مرحلة واحدة.
فيا للعجب، فهل بقي بينك وبين منهج الغلاة الخوارج فرق؟
لكننا نعذرك فإن للسجن ظروفه وأحواله يعرفها إخوانك الذين يعيشون مثلك هذه الظروف.
– ثم إن طريقتك في الحوار مع مخالفيك فيها من الظلم ما الله به عليم، فإنك تعطي لنفسك حقاً لا تسمح لغيرك فيه، وذلك كما قلت في الحلقة السادسة بتاريخ 13/12/2007م في ردك على الأخ الحكايمة:-
ثانياً:- قوله :- إن اللجنة الشرعية سترد غير مقبول عند أهل العلم لاتفاقهم على عدم قبول رواية المجهول أو فتواه أما الرواية فإذا وجد في سند الحديث راو لم يذكر اسمه – مجهول العين- أو لا تعرف عدالته – مجهول الحال- فالحديث كله ضعيف مردود، وأما الفتوى : فقد نص أبو حامد الغزالي في – المستصفى- على أنه لا يجوز قبول فتوى المجهول إذ لا يؤمن أن يكون جاهلاً أو فاسقاً -.
– ولذلك كان من رضاك أن نشر كتابيك:- العمدة والجامع في طلب العلم الشريف بأسماء مستعارة مجهولة النسب في العلم؟
ومع ذلك فليس ههنا الأمر، إنما في غيره حين قلت:- ثم عقد مؤتمر في سجن الفيوم عرضت فيه الوثيقة على المئات من أخوة الجهاد وذلك في نيسان –ابريل- 2007م ولقيت الوثيقة التأييد العام، وتواكب هذا مع عرض الوثيقة على – مجمع البحوث الإسلامية – بالأزهر، وهو أعلى هيئة علمية إسلامية بمصر وقد أقرها -.
فها أنت أنكرت – اللجنة الشرعية التي ذكرها الحكايمة- لأن أشخاصها غير معروفين، ورددت قولهم قبل سماعه والإطلاع على أدلته ثم تحتج بمجمع البحوث الإسلامية وتزكيته، ولم يعلم الناس كيف صاروا أعلى هيئته وكيف عدالتهم ودينهم وعلمهم؟ وهل حصل لهم التزكية من إدارة فضيلة الشيخ الفقيه سيد طنطاوي أم غيره؟ وهل حصولهم على هذا المنصب يوجب إقرار أجهزة الأمن ودوائر النظام الحاكم أم لا؟ ثمّ هل هؤلاء المئات من السجناء الذين أقروها هم من أهل العلم والبحث حتى يحصل بوثيقتك الثقة العلمية والتزكية لها؟
كل هذا حلال لك يا دكتور حرام على إخوانك.
– وإن من مصائب الحوار التي تدل على نفسية الدكتور سيد إمام هو انتقاص الأخوة وسبهم ومن ذلك قوله :-
أ – – لا يتبع ابن لادن إلا جاهل بدينه أو منتفع-، وهذا أمر عظيم سيسأل عنه يوم القيامة، إذ دخل في النيات والقلوب والإرادات، وكيف يصدق في هذا والناس يرون أن من تبعهم يلقي بروحه في مهاوي الجهاد التي لا يرجع المرء فيها بشيء من ماله ونفسه، وها هم يضعون بأنفسهم وأموالهم وأهليهم في سبيل الدين، فأي انتفاع بدنيا في اللحوق بهذا الرجل يا دكتور؟
أما الجهل الذي رميته عليهم، فالجهل إنما هو في من ترك الجهاد في سبيل الله، ومن ترك الدفاع عن أعراض المسلمين ودينهم وبلادهم يا دكتور، أليس كذلك عندك؟
ويقال لك:- إن كان قصدك صدّ وإبعاد الناس والشباب عن الشيخ أسامة والدكتور أيمن حفظهما الله فقد أخطأت الطريقة، إذ كيف سيقبل الناس نصيحتك لهم وأنت تقول لهم إنكم أهل دنيا وجهل، ولكن هل فكرت في عاقبة ترك الجهاد، وما هي نتيجتها على بلاد المسلمين في العراق وأفغانستان؟ أم أن أمر الأمة لا وزن له أمام أمر انتقامك الشخصي منهما؟
– لقد جنيت جناية كبيرة يا دكتور سيد حين ذكرت أناساً بأسمائهم، وهي غيبة – وهذا أدنى ما يقال في صنيعك-، إن من لم يكن البهتان، فالله الله في دينك يا دكتور لا تجعله عرض لهوى النفس والإنتصار لها، ومن ذلك:-
– أ – رميك للأخ الفاضل/ محمد الظواهري- حفظه الله وفك أسره، حين استهزأت بأنه أراد الجهاد من مكتب مكيف في الإمارات. فيقال لك في ذلك:-
– أين قادح الدين في ذلك الصنيع أن يجلس المرء تحت مكيف أو بدون مكيف، ثم هل المكيف في بلد كالإمارات من علامات الترف التي تعارض الجهاد وتنقضه؟ أم أن عبارات العامة سرقتك هذه المرة؟
ثم لقد كنت اميراً لجماعة الجهاد وأنت في بيشاور فهل كنت تحت مكيّف أيام الصيف أم لا؟
وبأي جواب أجبت لا يكون في حالك فضل على حال غيرك ممن لم يكن في تلك الحال.
يا دكتور نقول لك: اتق الله ولا تذهب هيبة العلم ومنزلته بكلام العامة.
أما الأخ المهندس محمد الظواهري/ فقد عرفه من عرفه، وجهله من جهله، لكن عرفه ولا شك اخوانه الذين يشهدون له – والله حسيبه- بالدين والخلق والكرم والعطاء، وتعرفه كذلك جبهات القتال في أفغانستان، والظن إن تقابلتما غداً يوم القيامة أنك ستكون الخاسر حين تستهزئ به بلا سبب موجب لذلك.
لعل عذرك الوحيد في هذا الهجوم إن ذنبه عندك حين خالفك في وثيقتك، وأمرها عندك أن الراد عليها راد على الله ورسوله.
– ومن ذلك انتقاصك للأخ أحمد سلامة مبروك- حفظه الله وفك أسره- والأخ أحمد سلامة من أهل السبق في الدعوة، وقد ابتلي مبكراً حين سجن سبع سنوات من عام 1981م إلى 1988م، وبعد خروجه لم يؤثر قعوداً ولا زوجة ولا وظيفة ولكنه خرج إلى أفغانستان للجهاد مباشرة، ولم يبق إلا فترة قصيرة ليستكمل أوراقه ليخرج من مصر، وقد اشتهر بين الأخوة بالزهد – نحسبه كذلك والله حسيبه- وإن ما قلته في حقه هو الغيبة التي لا يحبها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا المؤمنين، وقد اغتبته بلا سبب موجب للجواز مما يعرفه طلبة العلم، ولعل من الذكر الحسن أن أذكرك أنه كان من أقرب الناس إليك ومن أكثر المدافعين عنك.
لكن لعل عذرك الوحيد في هذه الغيبة أنه لم يوافق على وثيقتك التي أنزلتها منزلة الكتاب والسنة.
– كما أنك ذكرت الأخ الشيخ مجدي كمال، حفظه الله وفك أسره- وقد عرّضت به واغتبته حين قلت أنك عندما قابلته في السجن سألته: ماذا فعلت من 1993م إلى الآن غير السجن؟ ولو قال لك، ولعله قالها- لكن أنت تذكر ما يقوي قولك دون غيره كما هي عادة الخصوم في خصوماتهم الشخصية وحال غضبهم الشديد:- في السجن وفي سبيل الله، اسجن كما سجن يوسف عليه السلام ظلماً، وكما سجن الصالحون ظلماً، أتشبه بهم وأعبد الله في الصبر والثبات.
وكان ينبغي لمثلك أن يقول هذا الكلام لإخوانه ليثبتهم، لا أن يخذلهم ويقرعهم بقوارع أهل الجاهلية.
ثم يقال لك كذلك:- ماذا فعلت أنت من 1994 إلى 2001 ثم من 2001 لى 2007 منذ أن قبض عليك إلى الآن. نعم: عندك خير جواب ستقوله، لكن بهذا الجواب أجب عن نفسك في حق الشيخ مجدي كمال.
ولعل من الحكمة أن أهمس لك بهذه الذكرى يا دكتور سيد وهي:-
تأمل ما أجرى الله على يديك من الخير والعلم عندما كنت مع إخوانك في جماعة الجهاد، وذلك من عام 1986م إلى 1993م، فكتبك سارت بها الركبان بعد أن عشت مع إخوانك في طريق الحق والإعداد، فقد كتبت ـ ونشر لك إخوانك الخير الكثير، ثم ها أنت من يومها إلى الآن لم يخرج منك إلا الوثيقة التي هي عندك بمنزلة الكتاب والسنة، وقد حصل لها الإقرار من أعلى هيئة علمية في العالم الإسلامي.
ومن تدبر الأمر علم أين الخير والبركة يا دكتور.
واعلم يا دكتور – وأنت تعلم لكن يجب عليك أن تسمع كما يجب علينا أن نذكرك- أن السجن قدر إلهي لا مفر منه، فإما أن يقع بسبب طاعة وإما أن يكون بسبب معصية وإما بلا سبب وإنما هو الظلم والعدوان، فهل يعيّر المرء به يا دكتور؟ أم أن المرء يعير على المعصية والتخذيل والغيبة والسب و التنقيص الظالم للأخرين؟
– قلت للأخ الشيخ محمد الحكايمة أن ينزل إلى مصر ليثبت أن الجهاد واجب، فيقال لك:- عجبنا لك يا دكتور سيد، فمحمد الظواهري متهم لأنه أراد الجهاد من غرفة مكيفة، وحين يكون محمد الحكايمة في الثغور وشعث الجبال يعير بأن ينزل إلى مصر ليثبت صدق دعوته، أبمثل هذه الأمثال العامية يضرب إخوانك المخالفون؟
– وهل الشيخ الحكايمة قدر ولم يفعل؟ والعيب على المستطيع يا دكتور سيد كما تعلم من دين الله تعالى، فهل علمت حاله حين قلت ما قلت؟ أما أنا وكل الأخوة فإننا نحسن الظن بالمجاهدين، والأخ الحكايمة له سابقة خير حين ترك بلاد الكفر هرباً بأبنائه إلى أرض الصبر والدين فلا يقال له ما قلت يا دكتور سيد.
– ذكرت الشيخ سعيد المحاسب حفظه الله ونصره بأنه محاسب فكيف يتولى مسؤولية العمل في أفغانستان… وهو لا يملك خبرة عسكرية.
– ألا تكفي ست سنوات من المواجهة المباشرة والإلتحام مع العدو لتنشئ لنا قادة وتعطيهم الخبرة العسكرية الكافية للقتال؟ فالشيخ سعيد ليس غريباً على الجهاد والمجاهدين طيلة ما يزيد من عقدين من الزمان.
ويقال لك :- ها أنت يا دكتور سيد لم تكن معروفأ لدى عدد أصابع اليد الواحدة من شباب الجهاد عندما توليت الإمارة 1986م ولم تكن لك خبرات عسكرية، فما أنت إلا طبيب جراح، ولم تكن لك أي خبرة لطبيعة العمل التنظيمي ومع ذلك قبلت بالإمارة حين قدمك لها الدكتور أيمن، فما الذي غير الأمرين بين المتماثلين – إن صح الحكم بالألقاب والأسماء – يا دكتور سيد؟
– وإن ما يكشف نفسية متعالية على إخوانه، وهي من العجب تكرار قوله في الحوار:- – وعندي المزيد لكل جاهل وعنيد-، هذا مع أن من يقولها أسير لا يملك أمر نفسه في شيء، فهل لنا أن نذكرك يا دكتور وأنت تستقوي على إخوانك بهذا التهديد الذي ليس من الخلق والدين في شيء أن مجرد حارس سجنك لو منعك بعض حاجتك لما ملكت إلا الألم الحسير أو الصراخ، وأنت تعلم والناس يعلمون أن إخوانك لا يضرهم مثل هذا التهديد ولا هذا الوعيد، إذ علم عنهم أنهم لا يخيفهم إلا ما قال الله وقال الرسول، أما كشف الأستار والأسرار فعند الله تجتمع الخصوم، و – المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه – فإن أبيت:- فلن يضر الشاة سلخها بعد ذبحها، وإن من خرج في سبيل الله لا يضره فرقعات الكلام.
واعلم أن الله جلّ وعلا عنده ملائكة يحصون عليك أنفاسك وكلامك- ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد-، وإن من تواضع لله رفعه وأقول لك ما قاله الدكتور الشيخ عمر عبد الرحمن- فك الله أسره- لقاضيه سنة 1981م: – الله يعصمك من الحكومة، لكن الحكومة لن تعصمك من الله -.
أقول لك وأنا كلي حزن وأسى أن تسير في هذه الطريق، فليتك اكتفيت بإصدار ما تعتقد صحته من الدليل مع دليله من الكتاب والسنة لكان خيراً لك ولإخوانك، حينها سيستمعون إليك، ويأخذوا منك ما اعتقدوا صحته ويردوا عليك ما رأوك قد أخطأت به، وبهذا تسير قافلة الحق، إذ ليس كل من خالفك جاهل بدينه وواقعه، وفاقداً للقدرة على التمييز بين الحق والباطل، وبين الغث والسمين، فالجهاد في سبيل الله فيه شيوخه وعلماؤه قبلك ومعك وبعدك إلى يوم الدين، وإن من تسبهم هم أنفسهم – دون غيرهم- من اتبع الحق الذي نشرته سابقاً حين كان معه دليل، وعليه نور العمل والتضحية، هؤلاء هم الجهلة كما تسميهم، والمعاندون كما تصفهم. غفر الله لنا ولك، وحتى ترى صورة حوارك في وجوه وقلوب إخوانك فإني أسألك أن تطلب رأي إخوانك الكرام نبيل نعيم – حفظه الله وفك أسره- وكذا الأخ الكبير عبد العزيز الجمل لتعرف أنك تعديت حواجز في الدين والخلق لا يرضاها منصف لك حتى لو وافقك في الوثيقة.
والمرء بإخوانه ينصحونه ويهدونه فهلا عرضت حوارك على أهل السبق والفضل والعلم والخبرة مثل الشيخ عبود الزمر – حفظه الله وفك أسره- والدكتور طارق الزمر- حفظه الله وفك أسره- لتعرف ماذا فعلت بنفسك قبل إخوانك في هذا الحوار.
إنني على ثقة في أنك لو راجعت نفسك حين يذهب غضبك ستجد أن نصيحتي لك في موضعها وأنك أهل لها، فإن الحق ضالة المؤمن.
يا شيخنا لقد أوردت نفسك الهلكة والهاوية، ولا يعجبك من يعلو كلامه في هذه الدنيا ومن ينتصر بالكلمات على الأخر فإن الأمر هو أمر دين وأخرة، قال تعالى: _ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره_، وحتى تعلم مقدار ما وقعت فيه من المصائب حين قلت كلاماً قد حكمت على فاعله سابقاً بالردة والكفر، إن انتفى عنه عارض الجهل والإكراه، وهو أمر يدعوك إلى المسارعة بالتوبة والإنابة قبل حلول الأجل.
لقد قلت في حوارك في الحلقة الثانية يوم الأحد 9 ديسمبر 2007م حين حرمت إيذاء السياح القادمين إلى بلاد المسلمين وإن كان مقطوعاً بكفرهم قلت:- في عدم جواز التعرض للنصارى في بلادنا بأي أذى مع بيان أنهم ليسوا أهل ذمة وإنما مواطنون-.
فهذا ما قاله الدكتور سيد إمام، أما ما قاله الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز في الجامع لطلب العلم الشريف في باب أحكام أهل الذمة :- وفي نفس الوقت لا يجوز وضع تشريع يخالف الشريعة بشأنهم كالقول باعتماد المواطنة كمبدأ أو نحو ذلك لأن واضع هذه التشريعات يكون في دائرة الكفر بتشريعه ما يضاد أحكام الله – انتهى ثم يقول الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز من كتاب الجامع ص942:- القول باسقاط العلم بحكم أهل الذمة في دار الإسلام، والدعوة إلى إعتماد مبدأ المواطنة كبديل، وهو ما قامت عليه الدساتير العلمانية الكافرة، وهذا يروج له بعض من يسمّون بالمفكرين الإسلاميين في هذا الزمان، ولا شك في كفر من قال بهذا القول لإنكاره المعلوم من الدين بالضرورة الثابت بالكتاب والسنة- انتهى النقل.
فماذا يقول الدكتور سيد إمام في الدفاع عن نفسه أمام حجة الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز؟
– ولذلك دعواك – هدانا الله وإياك- أنك على ما أنت عليه قبل السجن في المبادئ والعقائد والمسائل غير صحيح ولا تثبت أمام الدليل ومن ذلك :-
– أ قلت في الحوار بعدم جواز التعرض للسياح لأن الفيزا عقد امان، ولكن الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز قال غير هذا في كتابه – الجامع- إذ قال ص579: أما إذا دخل أحد الكفار إلى بلاد المسلمين والتي هي ديار كفر وردة اليوم، فإنه لا يدخلها إلا بعد حصوله على تأشيرة دخول الفيزا من السلطة الحاكمة بهذه البلاد، وهذا لا يعتبر أماناً له يعصم دمه وماله بهذه البلاد، لصدور هذا الأمان من كافر مرتد وهو السطلة الحاكمة المرتدة التي ليست لها ولاية شرعية على المسلمينن وأمان الكافر للكافر غير ملزم للمسلم- انتهى.
– فانظر كيف تغير الأمر، ولذلك لا تتعجب إن رفض الناس وثيقتك، ولا تغضب إن قال الناس إن الدكتور سيد إمام لم يصبر على السجن والإبتلاء فتكلم بكلام هو الكفر- كالقول بالمواطنة لنصارى مصر- أو بمسائل فقهية مخالفة لما كان عليه، وعليك أن تفهم يا دكتور سبب قول من يقول فيك كلاماً شديداً ولا يصدق وثيقتك أنها خالصة من شوائب الهوى أو الإكراه.
– أما قولك :- وأما قولهم إن السجن إكراه، فانا أعلم ذلك ولا أحتاج لمن يخبرني به-. أما أنك تعلمه فحق، وعلمك به قد يكون لك عذراً في سلوك سبيله، أما أنك لا تحتاج لمن يخبرك به فهو غرور القول وسقطة اللسان، فإن العبد التقي لا يقول هذا، ولا أريد أن أطيل الكلام في مناقضة هذه السقطة لكلام الله وكلام رسوله وسمات الصالحين، إذ يكفي أن يقرأها المسلم فينكرها قلبه ويعلم قبحها في دين الله تعالى.
– ب- قلت في الحوار :- بند14- نصيحة لولاة الامور في بلاد المسلمين-.
– فمتى يا كتور إمام تسمي هؤلاء المرتدين بولاة الامور، مع أنك تعلم أن كلمة ولاة الامور هي كلمة إصطلاحية يستخدمها المسلم دون غيره للدلالة على المسلمين الذين يحكمونه، فيطاع وينفذ أمرهم في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
– أقول لك يا دكتور سيد إمام ما قاله أمام دار الهجرة مالك بن أنس :- مهما تلاعبت به من شيء فلا تلعبنّ بأمر دينك-
– لقد تغير الكثير يا دكتور سيد إمام ولم يبق لنا ولك إلا التوبة والإنابة.
– حين تتغير انت يا دكتور سيد تقول:- والشافعي كتب مذهبه في العراق ثم غير فيه أشياء في مصر، وابن تيمية كان يمدح محيي الدين بن عربي لما قرأ كتابه – الفتوحات المكية-، فلما قرأ كتابه – فصوص الحكم- أدرك أنه زنديق- وقلت :- فتبديل الرأي ليس عيباً إذا كان عن دليل شرعي أو بسبب حصول مزيد علم أو تغير واقع فيختار له ما يناسب الشرع-.
– وحين يتغير غيرك تقول: إن خصومك كانوا يصفونك – بالعالم المرابط ومفتي المجاهدين- واليوم يفعلون كما فعل اليهود مع عبد الله بن سلام رضي الله عنه-.
– نعم يا دكتور كنت كذلك، وأما رفضهم اليوم لك فليس إلا لتغير واقع المرء المحكوم عليه، والناس لم يقولوا لك:- شرنا وابن شرنا، بل قالوا تغير الدكتور، وبدّل أقواله، فالناس يومها قرؤوا لك:- العمدة في إعداد العدة، و تحقيق التوحيد بقتال الطواغيت، وكشف الزور والبهتان في حلف الكهنة والسلطان ثم قرؤوا لك كتابك فصوص الحكم – الوثيقة- فقالوا في الكتب الاولى ما يعلمون وقالوا في الوثيقة ما يعلمون، فأي جرم اقترفه إخوانك في حقك يا دكتور إن أقاموا دين الله في الأمرين؟
– ثم أعلمنا يا دكتور أي علم زاد عندك حتى تتغير كما تغير الشافعي في قوليه القديم والحديث وأنت الذي قلت بنفسك أنك كتبت الوثيقة بلا مراجع في السجن، وقلت إنه لم يكن قد سمح لك بأوراق وكتب في سجنك في اليمن، فأي علم زائد حصل حتى تغير ما تغير عندك يا دكتور سيد؟ الذي تغير هو أنك كنت حراً طليقاً ثم أصبحت سجيناً مأسوراً مقيداً، فحين يكون الامر هكذا فإن للناس أن يقولوا فيك ما يعلمون ولا عيب إلا على مخالفيهم بلا دليل، فللناس إذاً عذرهم في رفض الوثيقة ابتداءً، ثم رفضها إن خالفت الدليل الذي يعلمونه من دين الله، وأسأل الله أن يعينك على التوبة حين أنزلت وثيقتك منزلة الكتاب والسنة، وأن الراد عليها راد على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
– نعم وبكل يقين إن وثيقتك نكوص وتراجع وتوبة عن الحق، رضيت هذا الكلام أم رفضته لكنه سيبقى هو الذي معه البرهان حتى ينقضه غيره.
– وللحق وللتاريخ وللإنصاف لقد كان لبعضهم فيك رأي قديم تبلور هذا الرأي حين عزلوك سنة 1993م من إمارة جماعة الجهاد، وها أنت تقدم لهم الدليل. أما ما قالوه فيك قديماً قد جاء دليله اليوم بلا شبهة يدافع بها عنك الدكتور أيمن كما دافع عنك قديماً، فالأيام برهنت سلامة ما ذهبوا إليه قال تعالى:(ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) آل عمران 179.
– وفي الختام أذكر نفسي وإياك بما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال – لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر- فقال رجل:- إن الرجل ليحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً؟ قال : إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس -.
– وآخر كلامي أن أقول:-
– اللهم إني اعتذر إليك من كل ما قاله سيد إمام في حق إخوانه الكرام المرابطين والماسورين، وفي مقدمتهم شيوخ الأمة ومجاهديها الشيخ أبي عبد الله والدكتور أبي محمد والشيخ سعيد المحاسب والشيخ الحكايمة، اللهم احفظهم بحفظك وسدد خطاهم وأيدهم بنصرك، وأسألك أن تفك أسر المأسورين. آمين آمين.
– والحمد لله رب العالمين..
– كتبها في سجن لونغ لارتن البريطاني
– أبو محمد: عادل عبد المجيد عبد الباري
سجين لونغ لارتن يردّ على سجين العقرب:
ردّ عادل عبد المجيد على مراجعات أمير الجهاد “الدكتور فضل” (1)