طرابلس/رأس لانوف (ليبيا) (رويترز) – كثفت الحكومة الليبية بالدبابات والطائرات الحربية هجومها على المعارضين يوم الثلاثاء في حين شددت الولايات المتحدة على ان فرض اي منطقة للطيران المحظور فوق ليبيا لا بد ان يستند الى تأييد دولي.
ومع تزايد اعداد الضحايا ومخاطر المجاعة وازمة لاجئين اشتدت الضغوط على الحكومات الاجنبية لكي تتحرك لكن الكثيرين يخشون مغبة الانتقال من العقوبات وحدها الى العمل العسكري.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لقناة سكاي نيوز “نريد أن يؤيد المجتمع الدولي (فرض منطقة حظر للطيران).” واضافت ” اعتقد انه من المهم للغاية الا يكون هذا جهدا تقوده الولايات المتجدة.”
وقالت كذلك انه من المهم ان تتخذ الامم المتحدة القرار بشأن ما يجب القيام به بشأن ليبيا وليس الولايات المتحدة.
واتفق الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على انه يجب على الزعيم الليبي معمر القذافي ان يتنحى بسرعة عن السلطة وتدارسا خطوات حقن الدماء ومنها فرض منطقة طيران محظور.
وقال البيت الابيض في بيان ان اوباما وكاميرون ناقشا “نطاقا كاملا من الردود الممكنة” خلال محادثتهما الهاتفية.
واضاف البيان ان الزعيمين سيعملان على التخطيط من اجل عدة خيارات منها مراقبة ليبيا بطائرات تجسس والمساعدات الانسانية وفرض حظر الامم المتحدة على السلاح ومنطقة طيران محظور.
وتسعى بريطانيا وفرنسا الى استصدار قرار للامم المتحدة يجيز فرض منطقة طيران محظور لشل قدرات طائرات القذافي ومنعه من نقل القوات جوا. ولا تؤيد روسيا والصين اللتان تملكان حق النقض في مجلس الامن الدولية هذه الفكرة.
وقال حافظ غوجا المتحدث باسم المجلس الوطني الليبي للمعارضين في مؤتمر صحفي في بنغازي التي يسيطر عليها المعارضون “سيكتمل نصرنا حينما نحصل على منطقة الطيران المحظور. واذا جرى ايضا تحرك لمنعه (القذافي) من استئجار مرتزقة فان نهايته ستأتي خلال ساعات.”
وفي مدينة الزاوية المحاصرة اقرب مدينة يسيطر عليها المعارضون الى طرابلس قال سكان ان القوات الموالية للقذافي تهاجم البلدة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي العاصمة بالدبابات والطائرات لكن المعارضة المسلحة ما زالت تسيطر على وسطها.
وقال احد المقيمين ويدعى ابراهيم متحدثا لرويترز هاتفيا “القتال ما زال جاريا الان. قوات القذافي تستخدم الدبابات. وتقع ايضا غارات جوية متفرقة… لكنها لم تتمكن من الوصول الى وسط البلدة الذي ما زال تحت سيطرة الثوار.”
واضاف قوله “مبان كثيرة تهدمت منها مساجد. ويشارك نحو 40 دبابة او 50 في القصف.”
وعرض التلفزيون الليبي لقطات لاثنين من مراسليه يلتقيان مع سكان يوم الثلاثاء فيما قال انها “الزاوية المحررة”.
وقال عامل غاني فر من المعارك ان المعارضين ما زالوا يسيطرون على المدينة يوم الثلاثاء ويستخدمون مكبرات الصوت لحث السكان على الدفاع عن مواقعهم.
وتشهد الزاوية التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة منذ عدة أيام قتالا شرسا لكن المعارضة المسلحة لاتزال قادرة على الصمود رغم اضطرارها الى التقهقر الى منطقة بوسط المدينة اعادت تسميتها “ساحة الشهداء”.
والزاوية هي احد مركزين سكانيين كبيرين مازالا يتحديان حكم القذافي خارج المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة في شرق ليبيا. ولا يستطيع الصحفيون الوصول الى البلدة والاتصالات الهاتفية شبه مقطوعة مما يجعل المعلومات شحيحة والتحقق من الاحداث بصورة مستقلة مستحيلا.
وقال ابراهيم “الاتصالات الهاتفية مقطوعة. انا الان قادر على التحدث في الهاتف لاني اقف اعلى مبنى.”
وقال موسى ابراهيم وهو متحدث باسم الحكومة انه لا يمكنه التعليق على تقارير القصف. وقال لرويترز في وقت سابق ان مجموعة صغيرة من المقاتلين لا تزال تبدي مقاومة.
واضاف لرويترز في طرابلس ان الموقف بالغ الصعوبة وانه لا تزال هناك جيوب للمقاومة وربما يختبيء بين 30 و40 شخصا في الشوارع وفي المقبرة. وأضاف انهم يقومون بمحاولة يائسة.
واظهرت لقطات بثها تلفزيون سكاي في مطلع الاسبوع للقتال حشودا تفر من اطلاق النار ومستشفى جدارنه ملطخة بالدماء يغص بالمصابين الذين راح بعضهم يشير بعلامة النصر من فوق المحفات. ويستخدم مسجد ايضا لعلاج الجرحى. واظهرت اللقطات جثث جنود قتلى وجنودا اخرين غيروا ولاءهم ودبابات استولت عليها المعارضة المسلحة.
وتنفي الحكومة استخدام القوة العسكرية المتعمدة ضد المدنيين. ويقول مسؤولون ان المقاتلين في الزاوية ينتمون للقاعدة وان قوات الامن تستخدم الحد الادنى من القوة اللازمة لهزيمتهم.
وقال مقيم اخر في الزاوية رفض نشر اسمه ان القوات الموالية للقذافي نشرت قناصة على الطريق خارج البلدة وانها تطلق النار على المسافرين على هذا الطريق. واضاف “هم (قوات القذافي) لن يدخلوا البلدة. الثوار في كل مكان.”
وقال ليبي يعيش في المنفى انه تمكن من الاتصال بصديق في المدينة يوم الثلاثاء وصف مشاهد القتال هناك في محادثة قصيرة. وقال “صديقي قال ان الاوضاع بائسة. ووصف قوات القذافي بأنها تحاول تدمير المدينة. العديد من المباني دمرت بالكامل بما في ذلك المستشفيات وخطوط الكهرباء ومولدات الطاقة.” وأضاف “الناس لا يمكنهم الهرب لان البلدة محاصرة. لا يمكنهم الهرب. كل الذين يمكنهم القتال يقاتلون بمن فيهم المراهقون. الاطفال والنساء يختبئون.”
وأضاف “حاولوا اجلاءهم. دباباتهم (قوات القذافي) في كل مكان تطلق النار. والمعارضون يصدون. جيش القذافي لا يسيطر على الامور. والقتال مستمر.”
ومنع المراسلون من دخول الزاوية والمدن الاخرى بالقرب من العاصمة بدون حراسة رسمية. واحتجزت السلطات بعض الصحفيين الذين حاولوا الوصول الى المدينة وحدهم.
وفي الشرق الذي يخضع جزء كبير منه لسيطرة المعارضين قصفت طائرات حربية مواقع المعاضين حول مرفأ رأس لانوف النفطي.
وصاح عبد السلام محمد العائد الى مرفأ راس لانوف من الجبهة “الناس يموتون هناك. قوات القذافي لديها صواريخ ودبابات.” واشار الى مدفع رشاش كان يحمله وقال “هل ترى هذا.. لا فائدة منه.”
وقال مراسل رويترز محمد عباس “تحركت صوب الجبهة. يمكنني أن أؤكد أن المعارضين المسلحين يتعرضون لقصف كثيف.” والمعارضون مسلحون بمدافع رشاشة ثقيلة وقاذفات صاروخية وأسلحة مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات كثيرا ما تحملها شاحنات صغيرة رباعية الدفع لكن القذافي يستخدم طائرات حربية والدروع الثقيلة ضد خصومه.
*
معارضو القذافي يلتقون بمسؤولين اوروبيين لبحث الوضع في ليبيا
ستراسبورج (رويترز) – قال مسؤولون بالاتحاد الاوروبي ان ممثلين للمعارضة الليبية التقيا بمسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين أشتون في ستراسبورج يوم الثلاثاء وانهما يعتزمان ان يوجها كلمة في البرلمان الاوروبي يوم الاربعاء.
وقال مسؤول في الاتحاد الاوربي ان محمود جبريل رئيس لجنة الازمة بالمجلس الوطني الليبي الذي انشأه معارضو الزعيم الليبي معمر القذافي وعلي العيساوي وزير خارجية المجلس اجتمعا مع اشتون في ستراسبورج.
وقال متحدث باسم اشتون “عقد الاجتماع في جو طيب وسوف تدرس
(اشتون) ما قالا. وسوف تستمر في الحوار معهما.”
وشدد مسؤولو الاتحاد الاوروبي على ان الاجتماع لا يمثل مساندة للرجلين او للمجلس المعارض حتى في ظل مطالبة الاتحاد الاوروبي العلنية للقذافي بالتنحي.
واضاف المتحدث “هما في ستراسبورج … هما طلبا اللقاء و (اشتون) سعيدة للغاية للقائهما في اطار استراتيجيتها لجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات والحقائق.
“المعلومات الواردة من ليبيا ضئيلة للغاية. نحن نعتمد بشدة على التقارير الاعلامية …لذلك نحن في وضع الاستماع حاليا ونحن حريصون على الاستماع للجميع.”
وجهت الدعوة للرجلين من قبل كتلة الاحرار -وهي تجمع سياسي كبير في البرلمان الاوروبي- للتحدث في نقاش بشأن ليبيا يوم الاربعاء. ويتزامن وجودهما مع الجهود التي تبذلها دول الاتحاد الاوروبي للاتصال بالمعارضة الليبية الناشئة.
وقال دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي ان فرنسا تقوم بالترتيب لعقد اجتماع بين الرجلين ووزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه.
وكان العيساوي سفيرا لليبيا في الهند ولكنه ترك منصبه الشهر الماضي بعد ان شن القذافي حملة على معارضيه.
وقال جبريل للاحرار ان افضل طريق يمكن للاتحاد الاوروبي مساعدة المعارضة الليبية من خلاله هو “الاعتراف بالمجلس الوطني بوصفه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي.”
ودعا الى مساندة النضال المسلح للاطاحة بالقذافي لكنه قال ان المعارضة لا تريد تدخلا من قوات برية اجنبية وكرر الدعوة الى فرض منطقة طيران محظور فوق ليبيا لمنع استخدم الطائرات الحربية في ضرب قوات المعارضة.
وقال “تمكين الناس من مواصلة نضالهم المسلح ضد القذافي يمكن تحقيقه بطرق مختلفة. ومنطقة الطيران المحظور احدى هذه الطرق وكذلك تزويد الشعب بالسلاح.”
وقال المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي انه من السابق لاوانه الحكم على ماهية تفويضهما لكنه قال انهما “شخصيتان بارزتان” بالمجلس المعارض الذي أنشئ حديثا.
وقال متحدث باسم كتلة الاحرار ان الرجلين سيتوجهان الى بروكسل حيث سيلتقيان ببعض وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي على هامش اجتماع ازمة بشأن ليبيا يوم الخميس.
وسيناقش وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي يوم الخميس في بروكسل الاوضاع في ليبيا بما في ذلك امكانية فرض منطقة “حظر الطيران” التي تدعو اليها المعارضة المسلحة.
ويدعو المجلس الوطني المعارض ومقره مدينة بنغازي بشرق ليبيا الى ضربات جوية اجنبية للمساعدة في الاطاحة بالقذافي الممسك بالسلطة منذ 41 عاما ويستخدم الطائرات الحربية ضد قوات المعارضة.
وعين المجلس جبريل الذي شارك في مشروع لاقامة دولة ديمقراطية قبل بدء الانتفاضة ليرأس لجنة الازمة يوم السبت.
*
الاتحاد الاوروبي يضيف هيئة الاستثمار الليبية الى قائمة العقوبات
بروكسل (رويترز) – اتفقت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء على اضافة هيئة الاستثمار الليبية ومؤسسات مالية اخرى الى قائمة الاتحاد للعقوبات ومن المتوقع ان تدخل القيود حيز التنفيذ يوم الجمعة.
وقال دبلوماسيون ان الدول السبع والعشرين اتفقت على فرض عقوبات على هيئة الاستثمار الليبية التي تبلغ استثماراتها 70 مليار دولار والبنك المركزي الليبي وثلاث مؤسسات مالية اخرى وفرد هو مسؤول مالي ليبي سابق. وتضم القائمة بالفعل 26 ليبيا من بينهم معمر القذافي وأفراد اسرته.
وقال دبلوماسيون انه من المتوقع نشر تفاصيل العقوبات في الصحيفة الرسمية للاتحاد الاوروبي -وهي سجل لكل تشريعات الاتحاد- يوم الجمعة وهو موعد بدء نفاذ العقوبات.
وقال دبلوماسي اوروبي “من بين الكيانات هيئة الاستثمار الليبية ومؤسسات مالية مرتبطة بها.” واضاف قوله انه سيجري استكمال القائمة اليوم الاربعاء ويتم اقرارها اذا لم تقدم اي دولة عضو اعتراضات عليها حتى الساعة 1100 بتوقيت جرينتش من يوم الخميس.
أنشئت هيئة الاستمار الليبية عام 2006 وكان رأسمالها الاولي 40 مليار دولار تقريبا. وقد توسعت منذ ذلك الحين واستثمرت في عدة اصول أوروبية من بينها نواد لكرة القدم وشركات للنشر.
وتشمل العقوبات تجميد كل استثمارات هيئة الاستثمار الليبية في كل دول الاتحاد الاوروبي وأي حصص اخرى تشرف عليها شركات لادارة الاصول لحساب الهيئة الرسمية. ولن يكون بمقدور الهيئة تلقي اي توزيعات ارباح او بيع اي حصص.
ومن بين استثمارات الهيئة الاكثر شهرة حصة نسبتها 7.5 في المئة في نادي يوفنتوس الايطالي لكرة القدم. وتملك الهيئة ايضا ما يزيد على ثلاثة في المئة من مجموعة بيرسون للنشر التي تملك فاينانشال تايمز وكانت المجموعة قالت في اول مارس اذار انها جمدت هذه الحصة وهو قرار يعني عدم دفع اي ارباح لهيئة الاستثمار الليبية.
ومن بين الحصص الاخرى التي تملكها الهيئة 2.6 في المئة من بنك يوني كريديت الايطالي وما يزيد على اثنين في المئة من شركة صناعات الطيران والدفاع الايطالية فينميكانيكا فضلا عن قرابة اثنين في المئة من شركة فيات الايطالية لصناعة السيارات تملكها عن طريق مؤسسة استثمار مرتبطة بها.
وقالت لوكسمبورج يوم الثلاثاء انها جمدت حسابين يخصان هيئة الاستثمار الليبية والبنك المركزي الليبي يضمان ما يقل عن مليار يورو.
وفرض الاتحاد الاوروبي بالفعل عقوبات مختلفة على ليبيين من بينهم القذافي وافراد اسرته بالاضافة الى حظر للسلاح وحظر للسفر وحظر لصادرات بعض المعدات مثل معدات مكافحة الشغب وعبوات الغاز المسيل للدموع التي يمكن ان تستخدمها قوات الامن الليبية ضد المحتجين المناهضين للقذافي.