قبل حوالي السنة، اعتذر “وليد بك جنبلاط”، عبر شاشة “غسان بن جدّو”، عما كان قاله سابقاً بحق طاغية دمشق متذرّعاً بأن كلامه جاء في “ساعة تخلّي”! وسارع في حينه وئام وهاب لـ”تعظيم” المعنى الدرزي لـ”ساعة التخلي”، في إشارة إلى أنه “يكفل” توبة جنبلاط! هذه المرة، جاءت “ساعة التخلّي” من عاصمة الأرثوذكسية، موسكو.
ولهذا اختار “الشفاف” الصورة أعلاه التي تجمع أبرز ممثلين لـ”ساعة التخلي” في الأزمة السورية!
هل اتخذت موسكو، فعلاً، قرار التخلّي عن الأسد؟ الأرجح أن الجواب نعم، ولا! فالورقة السورية قد تكون ما تزال صالحة لـ”الأخذ والعطاء” في علاقات موسكو مع الغرب، ومع عرب النفط. وقد لا تكون الأمور حسمت في مراكز القوى الروسية نفسها. ولكن المؤكد هو أن الدفة بدأت تميل لغير صالح الأسد، خصوصاً أن مبادرة الجامعة الأخيرة تشبه نسخة طبق الأصل عن مبادرة قيل أن موسكو قدّمتها للأسد، عبر فاروق الشرع، قبل أسابيع.
ماذا يبقى للأسد بعد “ساعة التخلّي” الروسية؟ لا يبقى له سوى طهران. فالهند، رغم موقفها السلبي جداً من إنتفاضة الشعب السوري، لا تملك وزناً يسمح لها بالمثابرة على دعم الأسد. والصين كانت، حتى الآن، مختبئة خلف الموقف الروسي.
في ما يلي تصريحات السناتور مارغيلوف كما نقلتها رويترز وكما نقلتها روسيا اليوم. ويظهر من برقيات “روسيا اليوم” أن مارغيلوف متخوّف من نشوب “حرب أهلية” في سوريا، وأن سقوط بعض ضواحي دمشق بأيدي الإنتفاضة هو أحد أسباب “النقزة” الروسية!
الشفاف
*
موسكو (رويترز) – قال مسؤول كبير في الكرملين يوم الاثنين إن موسكو لا يمكنها عمل المزيد للرئيس السوري بشار الاسد فاتحا الباب بذلك أمام تغير الموقف الروسي.
وموسكو من بين الحلفاء القليلين الباقين للاسد وتقاوم الضغوط لمطالبته بالتنحي وانضمت الى الصين في عرقلة قرار لمجلس الامن الدولي كان من شأنه ادانة حملة قمع المحتجين التي قتل فيها الاف المدنيين.
لكن وكالة ايتار تاس للانباء نقلت عن ميخائيل مارجيلوف وهو مشرع بارز والمبعوث الخاص للرئيس ديمتري ميدفيدف الى افريقيا وقام أيضا بدور في العمل الدبلوماسي بشأن سوريا قوله ان روسيا لم يعد في جعبتها شيء على الصعيد الدبلوماسي.
ونقلت الوكالة الحكومية عنه قوله “استخدامنا حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الامن الدولي كان اخر أداة للسماح للرئيس بشار الاسد بالحفاظ على الوضع القائم على الساحة الدولية.”
وأضاف مارجيلوف وهو أيضا رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد وهو المجلس الاعلى بالبرلمان ان الفيتو “كان اشارة جادة للرئيس من روسيا… هذا الفيتو استنفد ما في جعبتنا من مثل هذه الموارد.”
وقال انه ينبغي للاسد “ان يقرأ هذا الموقف بوضوح.. الاصلاحات وانهاء العنف والانتخابات الحرة.. هذا هو ما ينبغي أن تفعله القيادة السورية فورا اليوم.”
وحثت روسيا الاسد مرارا على تنفيذ اصلاحات بوتيرة اسرع لكنها عارضت العقوبات كوسيلة للضغط.
وطرحت روسيا مسودة قرار على شركائها في مجلس الامن العام الماضي لكن دبلوماسيين غربيين اتهموا روسيا بالتقاعس عن التفاوض بجدية في محاولة لاتاحة الوقت أمام دمشق.
وزاد الضغط على الاسد بعدما طالبته الجامعة العربية بالتنحي وتشكيل حكومة وحدة وطنية. ورفضت سوريا الطلب ولم تعلق روسيا بشأنه.
*
مسؤول روسي: الوضع في سورية دخل طريقا مسدودا
روسيا اليوم-
وصل الوضع في سورية الى طريق مسدود. عرض هذا الرأي السيناتور ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة الشون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، في تصريح نقلته ايتار ـ تاس.
فقال “لابد من الاعتراف بان الوضع في سورية وصل حاليا الى طريق مسدود. وان الجامعة العربية، حسب قناعة السيناتور، لن تتراجع عن خطتها الجديدة”.
وذكر بان هذه الخطة “تعتمد على تجربة التسوية في اليمن، وبالتحديد، تنازل الرئيس بشار الاسد عن صلاحياته لنائبه فاروق الشرع”. واضاف مارغيلوف انه “يتعين على خليفة الاسد، وفقا للخطة، تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين. ولكن السلطات السورية، التي لم تجر اي اصلاحات جدية طوال فترة اراقة الدماء، رفضت هذه المبادرة، واعتبرتها ضربة الى سيادة البلد وتدخلا في الشؤون الداخلية”.
هذا ويتنبأ مارغيلوف بألا تتراجع جامعة الدول العربية ” عن خطتها، لكن لا تروق لها ايضا اساليب تصدي دمشق للمعارضة، علما بانه توجد اسباب عميقة اكثر لاصرار جيران سورية، وهي ترتبط بالعلاقات التحالفية بين سورية وايران”.
واضاف السيناتور ان “القيادة السورية لا تزال مع ذلك، تعول على ان يتسنى لها التصدي الى المعارضة، وبهذا تسرع بتحول المواجهة التي طال أمدها الى حرب أهلية شاملة”.
وفي هذا السياق لفت مارغيلوف الانتباه الى انه “اعتمادا على الاخبار التي ترد، يجري تحلل في صفوف الجيش السوري”. واوضح السيناتور ان “المنشقين استولوا قبل ايام على مدينة دوما في ريف دمشق. وجرت صدامات مسلحة في عدد من المراكز السكنية السورية. وبعبارة أخرى، ان تصدي المعارضة يجري حسب سيناريو الحرب الاهلية. وبالرغم من ان المتمردين استولوا على المدينة لعدة ساعات فقط، لكن كان هذا اشارة واضحة لقيادة البلاد”.
[روسيا اليوم
->http://arabic.rt.com/news_all_news/news/576761/
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/576761/
]
السيناتور مارغيلوف: على القيادة السورية وقف العنف فورا واجراء انتخابات حرة
روسيا اليوم-
صرح ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، ان روسيا استنفدت كل الوسائل التي تسمح للرئيس الاسد المحافظة على وضعه القانوني في المحافل الدولية. جاء ذلك في تصريحات ادلى بها الى وكالة “ايتار – تاس ” الروسية للانباء يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني، معلقا على نتائج التصويت في الجمعية العمومية لهيئة الامم المتحدة بشأن شجب خروقات حقوق الانسان في سورية. وهنا تجدر الاشارة الى ان الوفد الروسي قد امتنع عن التصويت على مشروع القرار الذي قدمته فرنسا وبريطانيا والمانيا.
وقال مارغيلوف “لقد كان الفيتو الاخير على قرار مجلس الامن الدولي الوسيلة الاخيرة التي تسمح لبشار الاسد المحافظة على وضعه القانوني في المحافل الدولية. لقد كانت اشارة جدية للرئيس السوري من جانب روسيا، وبهذا الفيتو استنفدنا كافة الوسائل”.
وحسب قوله فان “على الرئيس السوري ان يفهم ان هذا الموقف ذو مدلول واحد: الاصلاحات ووقف اعمال العنف واجراء انتخابات حرة. هذا ما يجب على القيادة السورية عمله فورا، بالرغم من هذا كان من المفروض عمله يوم امس او اول امس”.
واكد مارغيلوف في الوقت نفسه “ان روسيا ضد أي تدخل في الشأن السوري، لقناعتها بامكانية الشعب السوري تسوية مشاكله سلميا من خلال الحوار السياسي. فسورية بلد صديق وان روسيا تتابع باهتمام تطورات الاحداث هناك، وتدرس مواقف كافة القوى السياسية السورية، وتدعو الى حل الخلافات سلميا. لقد استقبل اخر وفد للمعارضة السورية في موسكو على مستوى غير مسبوق ، حيث التقاهم وزير الخارجية الروسي ونائب رئيس مجلس الاتحاد”.
كما دعا مارغيلوف الاطراف المتنازعة الى الحوار وقال “على هامش الاوضاع الماساوية في سورية هناك من يدعو ويحرض على مقاطعة الحوار مع النظام القائم، ولا يمكن اجتياز الازمة السياسية اذا كان الجانبان لايرغبان في الاستماع لبعضهما البعض”.
محلل سياسي: تصريح مارغيلوف يشير الى ان روسيا ترفض اي تدخل عسكري في سورية
أكد المحلل السياسي إسرائيل شامير في حوار مع قناة “روسيا اليوم” ان روسيا ترفض اي تدخل عسكري في سورية، مؤكدا ان هذه الفكرة الرئيسية في تصريحات مارغيلوف ولافروف على حد سواء.
أما فيما يخص قرار الادانة لخرق حقوق الانسان، فقد قال انه قرار غير ملزم.
وشدد على ان روسيا ستعارض حدوث تدخل اجنبي في الشؤون السورية. كما أشار الى ان موسكو تدعم الطرف الذي ينادي باجراء اصلاحات في سورية.
كما لفت الى ان القرارات التي صدرت ضد ليبيا تختلف عن تلك التي صدرت بحق سورية.