ماذا يحدث في مصر؟
من جهة، الرئيس مبارك متمسّك بالبقاء في الرئاسة حتى الآن. ويقف معه نائبه عمر سليمان. ومن جهة أخرى، فقد تميّز رئيس الحكومة أحمد شفيق اليوم، بوضوح، عن نظام مبارك فاعتذر عن السماح لـ”البلطجية” بالوصول إلى ساحة التحرير، ووعد بعدم التصدّي لمظاهرات الجمعة. وبعدها، تم الإعلان عن التحقيق مع وزير الداخلية السابق وعدد من كبار مسؤولي نظام مبارك.
ولكن ما فاجأ المراقبين هو أن التلفزيون المصري قطع بث المؤتمر الصحفي لأحمد شفيق بدون تفسير! ويعني ذلك أن “جهة عليا” ما تزال تمسك بالتلفزيون، وأنها “غير راضية” عن إداء أحمد شفيق. خصوصاً أن أحمد شفيق تحدّث عن وداع لائق لمبارك على غرار وداع جمال عبد الناصر للملك فاروق عند مغادرته مصر إلى الأبد!
في هذه الأثناء، يظلّ موقف الجيش غير محسوم. فهو لا يطلق النار على المحتجّين، ولكنه لا يحميهم! وستبيّن الساعات المقبلة ما إذا كانت القيادة العسكرية قد وصلت إلى قرار بحسم الوضع. إي بإبعاد الرئيس مبارك، وتشكيل حكم إنتقالي تمهيداً لانتخابات تشارك فيها جميع القوى السياسية بدون قيود.
والأرجح أن القيادة العسكرية تدرك خطورة إستمرار حالة الصراع المكشوف على مصر، وأنها باتت تعي أن مراهنة الرئيس مبارك على الوقت غير مجدية. فمن المستحيل إعادة الساعة إلى الوراء إلا إذا قرّر الجيش المصري اللجوء إلى “الحل الصيني”، أي سحق المحتجّين في “حمام دم” على غرار ما حصل في “ساحة تيين آن مين” في بكين قبل 22 عاماً. ولكن شمول الإحتجاجات مصر كلها، والضغوط الدولية، ستمنع مثل هذا الحلّ.
الساعات المقبلة حاسمة لمصر، ولكن ليس لمصر وحدها.
كل الأنظمة العربية تراقب تطوّرات مصر الآن لتعرف إذا كان النظام المصري سينجح في صدّ “التسونامي” الذي يجتاح بلاد العرب كلها! وهي تعرف أن سقوط نظام مبارك سيفتح السدود أمام سقوط عدد من الأنظمة المرشّحة!
أنظمة سوريا وليبيا والسودان واليمن تشعر بأكبر درجة من القلق. وطهران تعرف أن الموجة التي انطلقت منها في 2009 عائدة حتماً.. والسعودية تعرف أن ما قبل تونس ومصر لن يكون مثله بعدها!
هل تفتح مصر باب الخلاص، وباب “الحداثة”، لشعوب العرب المحجوزة خارج القرن الواحد والعشرين؟ هل تُسقِط أم الدنيا “جدار برلين العربي” في الساعات المقبلة؟
“يا مصر شدّي الحيل”!
“الشفاف”
*
المتابعة التالية تلخّص أبرز المستجدات:
القيادة المصرية تلاقي صعوبة في احتواء العنف وزيادة عدد القتلى
القاهرة (رويترز) – تسعى الحكومة المصرية جاهدة لاستعادة السيطرة على شعبها الغاضب فدعت معارضيها الاسلاميين الى حوار سياسي بينما اشتبك المحتجون المطالبون باسقاط حسني مبارك مع أنصاره في الشوارع.
وشهد وسط العاصمة المصرية القاهرة يوم الخميس اشتباكات دامية بعد أن واجه مسلحون مؤيدون للحكومة محتجين مطالبين بالديمقراطية واسقاط مبارك وهو ما دفع البيت الابيض مرة أخرى الى الدعوة لاجراء مفاوضات.
وفي خطوة رامية لتهدئة المخاوف قال نائب الرئيس المصري عمر سليمان يوم الخميس ان جماعة الاخوان المسلمين دعيت للاجتماع مع الحكومة الجديدة في اطار الحوار الوطني مع كل الاحزاب.
وقبل اندلاع الاحتجاجات في 25 يناير كانون الثاني كان الحديث عن عرض للحوار مع الاخوان مستبعدا تماما. وهذا يشير الى أن حركة الاصلاح حققت تقدما كبيرا. ولكن بعد أن تنشقوا رائحة النصر رفض الاخوان المفاوضات قبل رحيل مبارك.
وجاءت هذه الخطوة بعدما اعتذر رئيس الوزراء أحمد شفيق عن أعمال العنف وانهيار القانون والنظام. وقال انه لا يعلم الجهة المسؤولة عن إراقة الدماء التي قال المحتجون انها وقعت على ايدي أفراد من الامن بالزي المدني.
وأضاف شفيق “بحكم اننا دولة مسؤولة عن مواطنيها كان علي ان اعتذر. يجب ان اعد بان هذا لن يتكرر.”
ولكن بينما كان الطبيب محمد الصمدي يعالج المصابين بجروح بالغة في ميدان التحرير قال بنبرة غاضبة “يسمحون للعصابات المسلحة بالمجيء ومهاجمتنا. نرفض الرحيل.”
وقال معبرا عن رأي المحتجين المرابطين في ميدان التحرير “لا يمكننا أن ندع مبارك يبقى ثمانية شهور.”
وقال أطباء في الميدان ان عشرة أشخاص على الاقل قتلوا وأصيب 800 اخرون بعد أن قام أنصار لمبارك يحملون العصي وأسلحة نارية بمهاجمة المحتجين الموجودين في الشوارع منذ عشرة ايام مطالبين برحيل مبارك الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.
وقالت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي ان ما يصل الى 300 شخص ربما يكونون قد قتلوا في الانتفاضة الدامية في مصر.
وقرب المتحف المصري الذي يحوي كنوز حضارة عمرها سبعة الاف عام في اكبر الدول العربية سكانا أخذ رجال غاضبون يكرون ويفرون وهم يحملون الحجارة والعصي بينما كانت دبابات الجيش الامريكية الصنع تحاول بين الحين والاخر الفصل بين الجانبين.
وبعيدا عن كاميرات وسائل الاعلام العالمية المركزة على ميدان التحرير تدور معركة سياسية شرسة لها أثر واسع النطاق على التنافس بين الغرب والاسلاميين على النفوذ في الشرق الاوسط وعلى امداداته النفطية. وانضم الاوروبيون الى الولايات المتحدة في الضغط على مبارك كي يبدأ تسليم السلطة.
وتمسكت الحكومة الجديدة التي شكلها مبارك ولم تنجح في تهدئة الاحتجاجات بتعهد الرئيس يوم الثلاثاء بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة في سبتمبر ايلول. ويواصل مبارك تصوير نفسه على انه حصن ضد الفوضى او استيلاء اسلاميين متشددين على السلطة.
وحصلت المعارضة على تأييد متزايد من الغرب حليف مبارك القديم للاسراع بتسليم السلطة.
وقال زعماء فرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا في بيان مشترك “عملية انتقال السلطة يجب ان تبدأ الان.”
كما شارك بان جي مون الامين العام للامم المتحدة في هذه الدعوات التي تكرر كلها الرسالة التي قال الرئيس الامريكي باراك أوباما انه نقلها الى الرئيس المصري في حديث هاتفي يوم الثلاثاء. كما أدان مسؤولون أمريكيون ما سموه “حملة منظمة لترهيب” الصحفيين بعد أن تعرض كثير منهم للهجوم على ايدي موالين للحكومة.
وقال زعماء معارضون من بينهم المعارض الليبرالي محمد البرادعي وجماعة الاخوان المسلمين انه لابد من ذهاب مبارك قبل اي حوار.
ودعا المحتجون في ميدان التحرير الذين وصل عددهم بعد ظهر الخميس الى نحو عشرة الاف الى مظاهرات حاشدة الجمعة. وشكل كثير منهم سلاسل بشرية أغلقت ميدان التحرير.
وهذا صراع للقوى للجيش فيه دور حاسم حيث تسعى قيادته للحفاظ على نفوذ المؤسسة العسكرية في ظل رفض شعبي هائل للنظام القديم الذي نظر اليه على نطاق واسع على انه يتسم بالوحشية والفساد واهدار الموارد.
ويبدو أن الحكومة التي رفضت افتراض القوى الاجنبية أنها نظمت الهجمات على المحتجين تعول على الفوز بتعاطف المصريين الذين يعانون في حياتهم اليومية نتيجة لاختلال الاوضاع الاقتصادية.
وقالت أميرة حسن (55 عاما) وهي معلمة في القاهرة “لا أريد الا عودة الامن الى الشوارع حتى يمكنني أن أمضي في حياتي. لا فرق عندي ان بقي مبارك أو رحل.”
وتبنى سليمان الذي يعتبر مرشحا محتملا لخلافة مبارك موضوع المصالحة ووعد بالافراج عن المحتجين المعتقلين ومعاقبة الذين دبروا العنف.
وأكد أن جمال ابن الرئيس مبارك لن يترشح لخلافة والده. ولو قيل هذا قبل عشرة أيام لكان خبرا مثيرا أما اليوم فلم يثر دهشة أحد.
ولم يجد ذلك آذانا صاغية عند المحتجين في ميدان التحرير الذي يحتله الان شبان منهم علمانيون وخريجو جامعات من الطبقة المتوسطة ونشطاء اسلاميون ينتمون للاخوان.
واستلهم هؤلاء موقفهم من مثال تونس حيث اضطر الرجل القوي زين العابدين بن علي للفرار الشهر الماضي.
ولكن كثيرا من المصريين الاخرين لديهم احترام أكبر لمبارك ويبدون مستعدين لتركه يخرج خروجا مشرفا بعد انتهاء مدته.
واعتبر المطالبون بتغيير دستوري وانتخابات حرة العنف الذي وقع الاربعاء على أيدي رجال يفترضون انهم من أفراد الشرطة السرية والموالين للحزب الحاكم علامة على يأس رئيس لا يمكنه الاعتماد على جيشه.
وقال حسن نافعة استاذ العلوم السياسية والشخصية المعارضة البارزة انها خطوة “غبية يائسة” وقال ان “هذا لن يوقف الاحتجاجات” لان هذه ليست “ثورة ميدان التحرير” بل هي انتفاضة عامة.
وعلى الرغم من ان عدد المحتجين كان اقل مقارنة بايام سابقة هذا الاسبوع فقد كانت هناك مظاهرات في السويس والاسماعيلية وهما مدينتان صناعيتان أجج فيهما التضخم والبطالة نفس حالة السخط التي سادت في تونس.
وكانت هناك احتجاجات أيضا في الاسكندرية.
ويرى محللون ان الجيش يسعى للحفاظ على موقعه في وسط المجتمع المصري وأنه يرتب لاطاحة ناعمة بمبارك القائد السابق للقوات الجوية. ووصف الجيش يوم الاثنين مطالب المتظاهرين بأنها مشروعة وتعهد بألا يستخدم القوة ضدهم.
لكنه لم يتدخل عندما هاجم انصار مبارك المحتجين في ميدان التحرير يوم الاربعاء على ظهور الخيل والجمال وانطلقوا يضربون المدنيين. وبعد حلول الظلام كان عدة متظاهرين قد قتلوا.
ولم يقم الجنود الا صباح الخميس منطقة عازلة حول الميدان كحاجز بين الجانبين. ولكن هذا لم يمنع التراشق بالحجارة.
ويعتقد الكثيرون أن جهود مبارك للتشبث بالحكم ربما تخلق توترات داخل الجيش الذي قد يسعى لتقصير أمد المواجهة.
ومصر أول دولة عربية تعقد معاهدة سلام مع اسرائيل. ويقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان الثورة في القاهرة قد تأتي بحكم ديني على النمط الايراني.
وارتفعت أسعار النفط خوفا من انتقال التوتر الى دول أخرى في المنطقة من بينها السعودية أو التدخل في سير امدادات النفط من البحر الاحمر الى البحر المتوسط عبر قناة السويس
رئيس وزراء مصر يطلب عدم التعرض لمظاهرات الجمعة
القاهرة (رويترز) – قال التلفزيون المصري يوم الخميس ان رئيس الوزراء احمد شفيق قال ان وزير الداخلية يجب الا يتعرض لاي مظاهرات سلمية اثناء ما يصفه المحتجون بيوم “جمعة الرحيل”.
ويأمل منظمو الاحتجاج الذين يصفون أنفسهم بأنهم شباب الثورة في جمع مليون متظاهر في شوارع القاهرة.
وتشهد مصر منذ يوم 25 يناير كانون الثاني احتجاجات تطالب بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك الممتد منذ 30 عاما
بايدن يدعو لضبط النفس في اتصال بسليمان
واشنطن (رويترز) – اتصل نائب الرئيس الامريكي جو بايدن بنائب الرئيس المصري عمر سليمان يوم الخميس وشدد على ان الحكومة المصرية مسؤولة عن ضمان الا تؤدي الاحتجاجات السلمية الى العنف.
وقال بيان للبيت الابيض ان بايدن دعا الى “ضبط النفس من كل الاطراف” وحث على اجراء مفاوضات تشمل جميع الاطراف وتبدأ على الفور للوصول الى حكم ديمقراطي.
وقال البيان انه “شدد على ان الحكومة المصرية مسؤولة عن ضمان الا تؤدي المظاهرات السلمية الى العنف والترهيب وعلى السماح للصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان بالقيام بعملهم المهم بما في ذلك الافراج عمن اعتقلوا منهم.”
امريكا تضغط على مصر لوقف العنف وتحذر من مواجهة في احتجاجات الجمعة
الخارجية الأميركية تحذّر من مواجهة غداً وتعتبر جهود عمر سليمان غير كافية وغير سريعة
واشنطن (رويترز) – قالت وزارة الخارجية الامريكية ان مصر قد تشهد احتجاجات اكبر ومواجهة خطيرة يوم الجمعة في حين يضغط دبلوماسيون امريكيون على الحكومة المصرية لوقف موجة من العنف ضد الصحفيين.
وقال بي.جي كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي يوم الخميس بعدما ترددت أنباء عن تعرض صحفيين لاعتداءات أثناء جهودهم لتغطية الاحتجاجات ضد الرئيس المصري حسني مبارك “لا اعتقد ان هذه الاحداث عشوائية.”
وأضاف “قد تكون مؤشرا لما يمكن توقعه من أحداث غدا…نحن نتوقع زيادة كبيرة في عدد المتظاهرين في الشوارع واذا وضعنا ما حدث أمس في الاعتبار فهناك احتمالات حقيقية لحدوث مواجهة.”
وقال كراولي ان الولايات المتحدة تريد من الحكومة والمعارضة في مصر البدء في مفاوضات جادة على الفور. وقال ان واشنطن تعتقد أن عناصر قريبة من الحكومة او من الحزب الحاكم الذي يتزعمه مبارك مسؤولة عن العنف واسع النطاق ضد المحتجين.
وأضاف “لا اعرف أن لدينا علم بالالية التي جرت بها الاحداث.”
وكافحت الحكومة المصرية يوم الخميس من أجل استعادة السيطرة بدعوة المعارضين الاسلاميين لمحادثات سياسية بينما واصل المحتجون المطالبون بالاطاحة بمبارك المعركة ضد أنصاره.
وقال كراولي – الذي يواصل انتهاج خط دقيق تسير عليه واشنطن في التعامل مع مستقبل مبارك الحليف للولايات المتحدة منذ وقت طويل – ان واشنطن لا تزال تضغط من أجل تغيير سياسي حقيقي سلس على الارض.
وأضاف كراولي “نريد أن نرى انتقالا سلسا نحو انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية.”
وأضاف أن الجهود الحالية لنائب الرئيس عمر سليمان لفتح حوار مع شخصيات معارضة ليس واسعا او سريعا بما يكفي لارضاء تطلعات الشعب المصري.
وأضاف “لابد ان يكون هناك تفاوض حقيقي يبدأ الان
ساعات حاسمة: سقوط مبارك يفتح السدود لـ”تسونامي عربي”! فاروق عيتاني (لبناني اولا– اهل الحنين واصحاب الانين دوما) — اما ان لهذا الليل الطويل ان ينجلي اولا :أخترت التعليق هنا، لا في الاماكن المشابهة بالشفاف، دليلا على الخصوصية اللبنانية. ثانيا: هذه الخصوصية هي لبنان اولا، وتعني لبنان وطنا نهائيا في المدى فوق المنظور(100سنة قادمة)، تقوم على المصالح والمصائر لسائر اللبنانيين في كيان طبيعي جغرافي هوأثبت من جواره،اسمه لبنان. وطن قائم بذاته ولذاته، لا جسرا ولا رسالة اي صندوق بريد. وطن قائم على المناصفة بين المسلمين والمسيحين بحماية الدولة اللبنانية العابرة فوق كل الطوائف والمذاهب والراعية لتوافقهم واجماعهم. ثالثا: هذا كله لا… قراءة المزيد ..