ساركوزي يفتتح القاعدة الفرنسية في أبو ظبي: “أي هجوم على الإمارات يعادل هجوماً على فرنسا”

1

أرفقت “لوموند” مقالها بكاريكاتور يقول فيه ساركوزي لكاتب خطابه: “أكتب “ضمن خط السياسة العربية لجورج بوش”، ويرد كاتب الخطاب: “تقصد أوباما”، فيردّ ساركوزي “كلا”)!

*

التمركز عسكرياً وبصورة دائمة في منطقة الخليج، بالتضافر مع مبيعات تكنولوجيا متقدّمة ومبيعات طائرات لإمارات الخليج الغنية: هذان هما الهدفان، اللذان اختارتهما ديبلوماسية نيقولا ساركوزي.

تحقيق الهدف الأول أصبح مؤكداً لأن نيقولا ساركوزي سيدشّن غداً الثلاثاء في 26 مايو القاعدة العسكرية الفرنسية في أبو ظبي. وستشارك في هذه القاعدة مختلف فروع القوات المسلحة، وستكون أول قاعدة تقيمها فرنسا خارج منطقة نفوذها التقليدية في إفريقيا. أما تحقيق الهدف الثاني فيبدو صعباً، أو حتى متعذّراً، حسب مصادر مطّلعة على الملف.

فالرئيس الفرنسي يواجه صعوبة في الحصول على عقد لبيع مقاتلات “رافال”، رغم الآمال التي علّقها على أبو ظبي. وتصطدم الطموحات الفرنسية بمنافسة قوية من مقاتلات “إف-16” الأميركية. ويقول مصدر فرنسي أن “إدارة أوباما تبذل جهوداً كبيرة جداً” لصالح المقاتلات الأميركية. وسيصل ساركوزي مساء اليوم الإثنين إلى أبو ظبي، حيث سيسعى لإقناع محاوريه الإماراتيين باعتماد المقاتلة الفرنسية.

إن إقامة قاعدة عسكرية في الخليج مقابل إيران يعني أن فرنسا تنشر قواتها في قلب منطقة تعيش توتّرات كثيرة وتتّسم بأهمية حاسمة من زاوية صادرات النفط إلى الغرب. وتثير طموحات جمهورية إيران الإسلامية قلقاً حاداً في الإمارات العربية الواقعة على الضفة الجنوبية للخليج. فالنزاع الدولي حول البرنامج النووي الإيراني ما يزال بعيداً جداً عن الحلّ. وسيتم إفتتاح القاعدة البحرية الفرنسية بعد إسبوع من إطلاق صاروح “سجيل-2” الإيراني الذي يصل مداه إلى 2000 كيلومتر، مما يجعله قادراً على الوصول إلى إسرائيل، والدول العربية، وجنوب أوروبا.

بذلك، ستجد فرنسا نفسها بعد الآن في الخط الأول في حال تدهور الوضع الإقليمي. وستشهد زيارة ساركوزي توقيع إتفاقية دفاعية جديدة بين فرنسا والإمارات. ويقول مصدر في قصر الإليزيه أن الإتفاقية ستكون نسخة “معدّلة ومعزّزة” من الإتفاقية السابقة التي تم إبرامها في العام 1995. ويوجز مسؤول فرنسي الإتفاقية الجديدة بالقول: “إذا قامت إيران بمهاجمة (الإمارات)، فهذا يعادل تعرّض فرنسا لهجوم”.

إن إقامة القاعدة الجديدة ينسجم مع التحليل الذي تضمّنه “الكتاب الأبيض للدفاع” الذي أقرّته الرئاسة الفرنسية في العام 2008، والذي يعتبر أن بين “المناطق ذات الأولوية” من زاوية تواجد القوات المسلحة الفرنسية “بشكل خاص، المحور الإستراتيجي الذي يمتد من البحر المتوسط إلى الخليج العربي-الفارسيؤ وحتى المحيط الهندي”. وجاء في “الكتاب الأبيض” أن تدخّلاً عسكريا فرنسياً بحتاً (تمييزاً له عن المشاركة في قوة متعددة الجنسيات) يصبح مبرّرا في حالة “تطبيق الإتفاقات الدفاعية الثنائية التي تربطنا بدول معينة”.

وتندرج هذه الوضعية العسكرية الفرنسية في الخليج مع سياسة الحزم التي اختار الرئيس ساركوزي إعتمادها إزاء إيران منذ حوالي السنتين. وكان ردّ الفعل الإيراني شديداً لدى الإعلان، لأول مرة، عن مشروع إقامة قاعدة فرنسية في أبو ظبي. فقد قال الناطق بلسان الخارجية الإيرانية “نحن نعارض أي توسّع عسكري في المنطقة ونعتبر وجود قوات أجنبية عاملاً مهدّداً لأمن المنطقة واستقرارها”.

إن القاعدة الفرنسية ستكون قاعدة بحرية بالدرجة الأولى ولكنها ستضم قسماً جوّياً (تتمركز فيه مقاتلات “ميراج” و”رافال”) وقسماً برّياً. وستضم 500 جندياً بصورة دائمة. وستشكل رأس جسر ونقطة رسو للسفن الفرنسية في المنطقة الواقعة بين الخليج والمحيط الهندي وجيبوتي. ويمكن أن تساهم في عمليات إزالة الألغام في مياه الخليج إذا ما سعت إيران لإعاقة الملاحة قرب مضيق هرمز، كما هدّدت مراراً.

و حسب مصادر في الإليزيه، سيلقي الرئيس ساركوزي خطاباً يوم غد الثلاثاء سيكون موضوعه “مغزى القاعدة العسكرية”، ويركّز فيه على أن هذه القاعدة، وقبل أن تلعب دوراً “رادعاً”، ستكون “قاعدة سلام” وفقاً لرغبة دولة الإمارات.

إن قاعدة أبو ظبي ينبغي أن تكون واجهةً للتكنولوجيا العسكرية الفرنسية. ولكن حكام الإمارات يدرسون خيارتهم بتأنٍ. وفي حال تصاعد التوتّر، فإن ابو ظبي ستسعى للحصول على حماية أميركية بالدرجة الأولى. وذلك عامل مؤثّر في الخيارات التي يتوقّف عليها مصير بعض العقود العسكرية الفرنسية.

كتبت المقال مراسلة لوموند: Natalie Nougayrède

[القاعدة البحرية الفرنسية في أبو ظبي: طلبتها الإمارات وتحفّظ عليها شيراك وتحمّس لها نيقولا ساركوزي
->http://www.metransparent.com/spip.php?page=article&id_article=5652&lang=ar

]

1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
لا للمليشيات الطائفية لا للمافيات المخابراتية
لا للمليشيات الطائفية لا للمافيات المخابراتية
14 سنوات

ساركوزي يفتتح القاعدة الفرنسية في أبو ظبي: “أي هجوم على الإمارات يعادل هجوماً على فرنسا”كلها مسرحيات بين الديناصورات اسرائيل وامريكا وايران والدب الروسي وفرنسا في تقسيم الكعكة اي المنطقة المتخلفة . لان الصنم النووي اذا استخدم سيدمر ايران واسرائيل ومن حولهم ولكن هذه رسائل من اسرائيل وامريكا الى النظام الايراني المليشي بان لا يتجاوز حدوده في طمعه الاستعماري والمتفق عليه قبل احتلال العراق وان يوقف دعم المليشيات الطائفيه المسلحة ويكفيه جنوب العراق المنكوب من قبل هذه المليشيات الطائفية الايرانية الارهابية وان دول الخليج خط احمر على عهد الرئيس اوباما ولكن لا نعلم عن الهلال الصفوي هل سيوافق عليه الرئيس اوباما… قراءة المزيد ..

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading