صمتُ طويلاً.
هل لاحظتم صمتي؟
وضاق صدري بصمتي.
لكن للصمت كان ما يبرره.
ورغم أمتناعي عن النطق كنت اتحدث… طوال الوقت.
كنت أكتب. عاكفة على الكتابة كما لو كنت ناسكة لا أعرف من الدنيا سوى الكلمات وصفحات الكتب. ولو أردتم الصدق مرت علي فيها لحظات احسست فيها أني تلاشيت وتحولت إلى مداد لحروف الكلمات التي سطرتها.
والمحصلة؟ كتاب بعنوان “سأكسر جدار الصمت: من أجل إسلام إنساني”، كتبته بالإنجليزية وسيصدر بالألمانية.
وككل تجربة، قد يخرج الإنسان منها بخبرة أو معرفة تمكنه من أداء افضل، تعلمت اشياء من فترة صمتي.
أنتبهت على سبيل المثال أن الكتابة بلغة أخرى قد تكون فرصة للإنسان، كي يخرج من سوار سجنه.
أظنها تجربة يعايشها كل من يكتب ويتحدث بأكثر من لغة.
أحياناً تقيدنا لغتنا الأم، تسجننا في معتقل نحن من بنى جدرانه، بأيدينا هذه.
ربما لأنها ترتبط بالكثير من “العيب” و”الخطوط الحمراء” التي تعلمنا أنه يحسن بنا ألا نتجاوزها.
رضعنا العيب مع أحرفها.
وتعلمنا أن لا نكتب “كل” ما نفكر به بكلماتها، وأن هناك أشياء تقال، وأخرى نحفظها في الكتمان.
فألينا على أنفسنا أن نصمت حتى ونحن نكتب، ونصرخ بالجمل.
نصمت مع العيب، والخوف، والحرج.
لي تجربة طويلة مع الكتابة بلغة أخرى، لكنها كانت محصورة دوماً في الإطار الأكاديمي.
هذه أول مرة أكتب فيها عن موضوع يهمني، كفلذة كبدي، بالإنجليزية.
وكنت أعرف من قبل أني عندما اتحدث بالأنجليزية أو الألمانية لا ألتزم بحدود العيب التي نفهمها. بل كنت اخترق بالكلمات ما يخطر على بالي، وأشرحه بوضوح، بلا رجفة، بلا رعشة، وبلا وجل.
على سبيل المثال، في برنامج تلفزيوني ناطق بالألمانية تحدثت مع مخرج الفيلم عن تجربة المرأة الحسية مع من تحبه، وعن تجربتي أنا، ولم أخجل! لم أشهق. لم أجفل، ولم أتوارى. بل وجدت الحروف تتجانس في كلمات وتخرج محددة باللون الأسود، كأني أعُلمَها كي تنفذ إلى الذهن وتستقر.
لا أتصور نفسي قادرة على فعل الشيء نفسه بالعربية.
في الواقع، وكي لا أكون متجنية على نفسي، لم أفعل ذلك، وبقدر، إلا في مجال الكتابة الأدبية، عندما كتبت “صدى الأنين” التي صدرت عام 2005، وفي “بلاخطيئة؟” التي ستصدر قريباً عن دار الساقي.
نفس الشيء حدث وأنا أكتب “سأكسر جدار الصمت: من أجل إسلام إنساني”. كنت اكتب كأني أولد من جديد بالكلمات. أكتب ما أفكر فيه دون خوف. أكتب كأني أفكر لنفسي، بصوت عالي.
وقررت بعد أن أكملته، أن أعود إلى الكتابة بالعربية، وأن اتحدى الحدود التي تفرضها علي لغتي. قررت أن اكتب كما أفكر وأؤمن، دون رتوش تخفف من وقع الكلمات.
ولأني أعرف أني سأضطر للعودة إلى الصمت من جديد، كوني ملزمة بكتابة نتائج دراستي عن الدولة العربية وحقوق المرأة في الستة الأشهر القادمة، انتهز فرصة الأسابيع القادمة للحديث من جديد.
سأتحدث، وأكسر جدار الصمت، ذاك الذي نفرضه على أنفسنا ونحن نتكلم بالعربية.
وأبدأ معكم الأسبوع القادم مع حديث قارئة عقبت على مقال “اغتصاب؟” الذي كتبته في موقع شفاف بتاريخ 6 يونيو 2006. حديثها يستحق أن نقف أمامه، ونعود إلى موضوع إغتصاب الزوج لزوجته.
أراكم على خير إذن!
elham.thomas@hispeed.ch
* كاتبة يمنية
عسى أن يكون خيرا !!بالفعل لقد صمت دهرا يا إلهام .. وبعد فترة التأمل الطويل ، نأمل أن تنطقي خيرا وليس كفرا .. لقد لفت نظري العنوان ” كسر جدار الصمت : نحو إسلام إنساني !! ” ، وكأن الاسلام في نظرك ليس دينا إنسانيا .. وكأنك لست مسلمة !!؟ فالاسلام إنساني لأنه دين الرحمة والسلام ، وهو إنساني قبل أن يأتي الكتاب المتاجرون بأديانهم وكرامة بلدانهم وشعوبهم ، يبتغون بها عرضا من الدنيا قليل .. وسيبقى الاسلام إنسانيا بعد أن يذهبوا هؤلاء غير مأسوف عليهم . نأمل أن يتضمن الكتاب الإشارة الى كل المبادئ العظيمة التي جاء بها الاسلام… قراءة المزيد ..
سأكسر جدار الصمت!
i check daily many times this site hoping to find ur articles….welcome back, looking forward for your next one.
سأكسر جدار الصمت!
افتقدتك يا الهام!!! تيقنت أن صمتك تكوين… سيلد نورا براق فأنتن يا بنات السراوات صمتكن إيذانا بولادة …..بوحي يا الهام ..ما دفننا الا الصمت…بوحي ولتبوح كل رصيفاتك…أحسب أن صمت الرجال لن ينتهي مطلقا …..فاحملن المشاعل.
سأكسر جدار الصمت! هل يقتل الزواج الحب؟ د. خالص جلبي سألتني السيدة سحر هذا السؤال المحرج؟ هل فعلا يقتل الزواج الحب فيحافظ المرأة والرجل على حب أفلاطوني؟؟ والجواب عليه ليس سهلا. وهو أكثر من حساس تسر به الغانيات وتندم له الزوجات. وفي فيلم سيادتي سادتي ذكر الممثل وهو يعاشر فتاة فرنسية وهو أمريكي أن الزواج يقتل الحب بسبب الإلفة والروتين والملل والكسل. وفي البحرين أسر لي رجل يحبني أنه على وشك طلاق زوجته، والزواج بواحدة ممن تعمل معه في القسم، فنصحناه بمراجعة زوجته والانتباه لنفسها ففعل واستقامت الأمور ولا تستقيم دوما؛ فالزوجة تظن أن كل شيء مضمون خاصة بوجود الأولاد.… قراءة المزيد ..
سأكسر جدار الصمت! التفكير بلغة اخرى معناة “الحرية في التعبير” عزيزتي الهام مانع بالفعل اشتقنا لك ولم نعرف أسباب الصمت الذي كان هو تأليف كتاب باللغة الانجليزية وسوف ينشر باللغة الألمانية , لقد ورد منك بان الإنسان عندما يكتب بلغة أخرى غير لغة الأصلية أو القومية يكتشف أشياء كثيرة مثلا (خبرة أو معرفة تمكنه من أداء أفضل) أو( أحياناً تقيدنا لغتنا الأم، تسجننا في معتقل نحن من بني جدرانه، بأيدينا ) بالفعل هده حقيقة وواقع , القضية في الأساس ليس الكتابة بلغة أخرى إنما التفكير بلغة أخرى هي السبب في إن الشخص تنفتح إمامة أشياء كانت غائبة عن اهتمامه وطريقة… قراءة المزيد ..