“لقطة” لأحمد منصور مقابلاً الجولاني الجالس على “عرش” الخلافة
هل تعتبر دويلة قطر أن مشاركتها الرمزية في التحالف العربي تخوّلها (وبالاحرى، فرصة “تنتهزها”) للترويج لإرهابيي “القاعدة” بزعامة “أيمن الظواهري” بعد أن روّجت لسنوات لزعيمها “غير المأسوف عليه” أسامة بن لادن؟
وهل وصل اليأس بجماعة “الإخوان المسلمين” (وخصوصاً فرعهم “القرضاوي” في قطر، و”نجمهم” أحمد منصور) للزحف إلى “إدلب” لإجراء مقابلة مع زعيم الفرع السوري لتنظيم “القاعدة” وللترويج لنظرياته الإجرامية حول الطائفة العلوية؟
ألم يزعم “الإخوان” دائماً أنه لا صلة لهم بـ”القاعدة”؟ وخصوصاً “أحمد زيدان” الذي كتب في ١٥ أيار/مايو على موقع “الجزيرة” مقالاً بعنوان “أنا صحفي ولست إرهابياً” ردّاً على اتهام مصادر أميركية له بأنه “عضو في القاعدة”؟
ماذا نفهم من المقابلة؟ أولاً، أن العلاقة التمويلية وثيقة بين قطر والفرع السوري لـ”القاعدة”، وأن لقطر “مونة” على “القاعدة”.. السورية على الأقل!
وثانياً، أن “الجزيرة” التي مارست منذ تأسيسها دوراً “إجرامياً” في الترويج للفكر السلفي المتخلف والعنيف عادت اليوم لتغتنم فرصة “تغيير” الموقف السعودي من “الإخوان المسلمين” لتمارس دوراً أكثر إجراماً بترويجها لفكر تكفيري استئصالي لا يختلف في شيء عن الكفر التكفيري والإستئصالي لجماعات “ولاية الفقيه”. متى تخصّص “الجزيرة” بضع “حلقات” عن المجازر التي ارتكبها أسامة بن لادن والطالبان بحق أقلية “الهزارة” الشيعية في أفغانستان؟
طبعاً، سيزعم أحمد زيدان واحمد منصور والمسؤولون عن “الجزيرة” أنهم يقومون بـ”عمل صحفي”! والحقيقة أن “الجزيرة” لم تتعاطَ “الصحافة” منذ تأسيسها! فهي “أداة” لسياسة حكام قطر الحالمين بدور “خليفة المسلمين بالمال”، ولجماعة “الإخوان المسلمين” الذين طالما روّجوا لـ”القاعدة وأخواتها” ليُظهروا لـ”الغرب” أنهم “أقل تطرّفاً من بن لادن”! هذه اللعبة لم تعد تنطلي على أحد!
الطائفة العلوية راسخة الوجود في سوريا منذ قرون طويلة، قبل “الجزيرة”، وقبل القرضاوي وأحمد منصور وأحمد زيدان، وقبل هذا “الجولاني” المأفون الذي يريد أن “يعيد العلويين إلى الإسلام” كما يفهمه هو. وقد قاومت محاولات العثمانيين لـ”تسنينها” بالقوة العسكرية. والخطر عليها ينجم بالدرجة الأولى عن سياسات نظام الأسد (الأب والإبن) الإجرامي الذي استفاد من فقراء العلويين ليجنّدهم في أجهزته القمعية.
“الجولاني” يعرض السيف على العلويين، نحن نؤمن بـ”شرعة حقوق الإنسان الدولية” لكل السوريين!
(هل من حاجة لتذكير “الجزيرة” بالعلاقات “الودّية” التي كان القرضاوي يقيمها مع “الرئيس الشاب” بينما كان عشرات الألوف من السوريون يُقتلون في سجون الأسد؟)
ما نتوقّعه من “المعارضة السورية” (المخيّبة للآمال)، وحتى من “الإخوان المسليمن السوريين” الذين بدا لنا أحياناً أنهم أفضل من “الأصل” المصري هو أن يأخذوا موقفاً واضحاً لا التباس فيه بالدفاع عن “المواطن السوري العلوي”، وعن حقّه في اختيار عقيدته الدينية وفي ممارستها كما يشاء.
منذ أربع سنوات، ما زلنا ننتظر “الإعلان التاريخي” للمعارضة السورية بدعوة الطائفة العلوية، بصفتها جزءاً أصيلاً من الشعب السوري، للمشاركة بـ”الثورة الوطنية السورية” كما شاركت بـ”الثورة السورية الكبرى”. وحتى لو كان ثمن هذه “المشاركة” هو التوصّل إلى تفاهمٍ ما مع القيادات الأمنية البغيضة التي أبعدها بشّار الأسد حينما ورث السلطة عن المقبور حافظ الأسد (والتي تستطيع وحدها أن “تطمئن” طائفتها)، فذلك أفضل من دور “المتفرّج” على انحدار سوريا إلى جحيم الحرب الطائفية.
هامش:
*على موقع “الجزيرة”، وبعد ساعات من المقابلة، كتب السعودي “مهنا الجبيل”- هل يمثّل الفرع السعودي للإخوان- داعياً إلى “التحالف الحذر مع جبهة النصرة”! وفي مقاله هذا المقطع “البديع” عن إرهابي آخر هو أبو مصعب السوري: “هذا الحديث (أي حديث الجولاني للجزيرة) فيه دلالات على ذكاء سياسي وتقدير مرحلي، لكنه لا يكشف عن كامل مشروعه بطبيعة الحال، وهو يستدعي نموذج أبو مصعب السوري القديم الذي كان مقربا من منهاج أهل السنة والتنظير الإستراتيجي مقابل جناح التكفير الأكبر وطلائعه الشبابية السطحية التي تستخدم من بنية مناضلي شباب الخليج العربي.”!) السيد “مهنّا الجبيل” كفّى ووفّى ولم يترك مجالاً للسيد “تيسير علّوني” للمزايدة في موضوع “أبو مصعب السوري”!
قطر و”الجزيرة” و”الإخوان”.. ذَنَب الكلب يظل أعوج”، كما يقول المثل الشعبي!
بيار عقل
*
تلفزيون:زعيم جبهة النصرة يقول إنه يسعى للسيطرة على دمشق
بيروت (رويترز) – قال زعيم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا في مقابلة أذيعت يوم الأربعاء إن جماعته تسعى للسيطرة على دمشق والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وحققت جبهة النصرة مكاسب في شمال غرب سوريا الى جانب عدد من الجماعات المسلحة الأخرى في الأسابيع الأخيرة فسيطرت على مدينة ادلب في مارس آذار وعلى بلدة جسر الشغور الشهر الماضي مما قربها من الساحل الخاضع لسيطرة الحكومة.
وجبهة النصرة هي أقوى جماعة في سوريا تواجه الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية على حد سواء. واستهدفت الضربات الجوية التي يشنها تحالف بقيادة الولايات المتحدة الجماعتين.
وقال ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة في مقابلة نادرة مع قناة الجزيرة أذيعت يوم الأربعاء “حسم المعركة يكون فى دمشق. نصب اهتمامنا فى ما يساعد على اسقاط هذا النظام.”
وقال إن سقوط الأسد لن يستغرق وقتا طويلا.
ولم يتضح أين أجريت المقابلة ولم يظهر الجولاني بوجهه. وجلس على مقعد مزخرف في الجهة المقابلة للمحاور وظهره للكاميرا.
وقال إن على الأقلية العلوية في سوريا أن تتبرأ من الأسد وتترك هذا المذهب وأضاف “رسالة الى العلويين كل قرية تقول انها تتبرأ من بشار الاسد وما يفعله بشار الاسد فى اهل السنة وتمنع الرجال من الذهاب الى القتال في صف بشار وتتراجع عن الاشياء العقائدية التى اخرجتهم من دينهم وتعود الى حضن الاسلام فهم اخوان لنا وننسى كل الجراحات التى بيننا وبينهم.”
وقال الجولاني الذي وضع وشاحا اسود غطى رأسه وكتفيه إن جماعته لا تتلقى تمويلا أجنبيا. ووضعت الراية السوداء التي تستخدمها جبهة النصرة على الطاولة بينه وبين محاوره.
وقال الجولاني إن جماعته ليست في حرب مع المسيحيين.
وندد بحزب الله اللبناني الذي يدعم الأسد. وقال إن حزب الله يعلم أن مصيره مرتبط بمصير الرئيس السوري وإن جهوده لإنقاذه بلا جدوى.
وصنفت الولايات المتحدة جبهة النصرة تنظيما إرهابيا كما فرض عليها مجلس الأمن الدولي عقوبات. لكنها أقوى من جماعات المعارضة المسلحة غير الجهادية التي تدعمها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية وحكومة الأسد على حد سواء.
وشنت القوات التي تقودها الولايات المتحدة ضربات جوية على أهداف لجبهة النصرة قائلة إنها كانت تستهدف فصيلا مرتبطا بتنظيم القاعدة يسمى “جماعة خراسان”.
وقال الجولاني إنه لا يوجد ما يسمى جماعة خراسان في سوريا وقال إنه لم يسمع بهذا الاسم الا حين ذكره الأمريكيون.
وبخلاف المكاسب الميدانية التي حققتها مؤخرا في شمال غرب سوريا فإن جبهة النصرة قوة رئيسية في القتال ضد القوات الحكومية والمقاتلين المتحالفين معها حول مدينة حلب بشمال البلاد.
كما تقاتل في جنوب سوريا حيث بدأ الجيش والمقاتلون المتحالفون معه هجوما كبيرا. وتكررت الاشتباكات بين مقاتليها وتنظيم الدولة الإسلامية في عدد من المواقع.