د.عبد الرزاق عيد
عرضنا في الحلقة السابقة رأينا في نص بيان اعلان بيروت –دمشق ودمشق-بيروت، خالصين إلى أن الحملة المسعورة للنظام الأمني ضد الإعلان السابق واعتقال عدد من الموقعين -منذ ثلاث سنوات حتى اليوم- لم يكن بسبب محتوى النص المعتدل، الذي لن ولم يختلف فيه مع الضيوف اللبنانيين الجدد المدعويين (المستدعيين) للحوار في دمشق إلى ما سمي بمؤتمر العلاقات اللبنانية- السورية، كما عبر أحد الموقعين السابقين المسجونين حتى الآن، وهو الأستاذ علي عبد الله –عمار بن ياسر ربيع دمشق بدلالة اعتقاله وأولاده حتى الآن-عن استغرابه بعد صدور البيان الجديد الذي لم يضف جديدا عما قيل، لماذا سجنتمونا إذن؟
فالاعتقال والسجن إذن لم يكن لمحتوى البيان السابق –كما أظهرنا- بل بسبب صدوره بشكل مستقل عن طغمة صعاليك حكام دمشق، من قبل مثقفين سوريين يحاورون مثقفين لبنانيين بدون الوسيط الرسمي -(الأمني سوريا). وعلى هذا فإن ذلك اللقاء المعقود بدعوة رسمية –هي دعوة أمنية في السياق السوري- ليس له وظيفة سوى رد الاعتبار لشرعية القبضة الأمنية التي تلخص معنى الدولة في سوريا… حيث أن المستجيبين لهذه الدعوة (الاستدعاء): سوريين ولبنانيين، لم يفعلوا شيئا سوى أنهم قدموا هذه الخدمة في إضفاء الشرعية على الممارسة المخابراتية السورية التي اعتقلت منذ فترة د. محمود كفتارو ابن بيت الإفتاء الشامي الدمشقي العريق (آل كفتارو) لأنه قام باتصالات تتعلق بشؤون الفتوى والدعوة ولم “يأخذ موافقة أمنية على اتصالاته الرعوية”… وعلى هذا كان لا بد لنا من أن نتساءل:
كيف لنا أن نفهم أن ثمة من يذهب إلى ما سمي بمؤتمر العلاقات اللبنانية- السورية، ليقول القول ذاته الذي قاله منذ ثلاث سنوات أصدقاء له هم اليوم في السجن، ولا يزالون في السجن–حتى لحظة انعقاد هذا اللقاء- ولم نسمع من أحد المؤتمرين تساؤلا عن سبب اعتقالهم، وأين تتجلى تهمة إثارة النعرات الطائقية واضعاف الشعور القومي في البيان المشترك السابق؟ وأين تتجسد( خيانة) المسجونين نصيا في هذا البيان على حد ادعاء الدعي بن الدعي بن أبيه الأسدي في تصريحاته للإعلام… وفق صياغات السيد نصر الله عن أدعياء الأمويين (يزيد)!؟
طبعا هذا التساؤل لن نطرحه على المثقفين السوريين -(لأنهم ليس لهم الخيرة في أمرهم)، سيما المثقفون الفلسطينيون الذين يعربّونهم ويوطنّونهم سوريا طالما لا يعترضون أو يعارضون سياسات طغمة صعاليك الرعاع الجدد، وعندما يشتم من أحدهم روحا نقديا قريبا من المعارضة يرسلون له الرسائل أن لا يتدخل في الشأن الداخلي السوري…
ما لذي يرغم المثقف اللبناني- غير ذهب السلطان كما أسلفنا- لأن يداري عاره باتهام الآخر من “الديموقراطيين الليبراليين” الذين يذهبون إلى أقاصي الأرض باستثناء دمشق…! كما تتساءل افتتاحية مجلة الأداب البيروتية -التي كنا نحترمها- باستنكار وثقة ميلودرامية بالنفس…!
وذلك عبر الاستناد إلى خطاب استجداء واستعطاء عاطفي لسذاجة عروبة غريزية مستلقية منذ قرون في أحضان متلقي عربي أمي يشكل تعداده 60% هم نسبة الأميين العرب الذين يشكلون مادة الإثارة والتهييج القومي والديني للشعبوية (البعثية –الطائفية والمذاهبية الأقلوية…، حيث خطاب الاستعطاف والتملق المشاعري الإعرابي المتحدر من هوية قبلية –هي الأشد كفرا ونفاقا- في المدافعة عن دمشق… وكأن من لا يذهب لدمشق المبتلاة بنظامها الرعاعي الخارج عن القانون يكره دمشق…! وليس موقفا ممن يغتصب ويستوطن ويحتل دمشق التاريخ والحضارة والمدنية؟
ولعل اللحظة النموذجية التي تكثف الشكل الذي تطمح له عصابات المافيا الحاكمة لسوريا في علاقتها مع لبنان، هي أن يكون الخطاب اللبناني الشقيق أكثر نفاقا من الخطاب السوري الرفيق لإظهاره بالموضوعية والترفع القومي، حيث يتبدى الخطاب السوري هذا عن ظاهر من (الموضوعية) فيقول: “إن سوريا دخلت لبنان لحماية سوريا وحماية لبنان”، لكن الشقيق اللبناني (بصوت العسكري الجنرال) المحب والمبهور بعظمة الشقيق الأكبر ونبله وإخلاص نواياه وصدقها، يرد على ظاهر (موضوعية) الخطاب الاعلامي (الإعلاني) الببغائي الاستظهاري السوري، بأن التدخل السوري كان لحماية لبنان وحماية مسيحييه”، من الفلسطينيين الذين كانوا يقولون “طريق القدس يمر بجونية”…بينما مقولة الجنرال ووكيل ولي فقيهه أن”طريق القدس يمر من شبعا والجنوب”!
وهنا يتدخل-صوت افتتاحية الأداب- المثقف الواثق من نفسه، الشجاع المقدام الذي لا يخاف أن ينقد سلطة دمشق في دمشق ذاتها… وفي عقر دار الطاغية الأول المؤسس (الأسد الأول) –كانت الشعارات المكتوبة على جدران سوريا في كل المناسبات تسميه (الأول) بما فيها المناسبات الطلابية أن تسميه( الطالب الأول)- ليطرح صوت الآداب سؤاله الاستنكاري بأن الرئيس الأسد (الأب)، لم يدخل لبنان كرمى لعيون كميل شمعون… أو سليمان فرنجية أو بيار الجميل…
حيث يدعو صوت افتتاحية مجلة “الآداب” الزميل العسكري (الجنرال اللبناني) للموضوعية، وكانت حجته التي درع بحديدها شجاعته بأن خطاب سميه اللبناني الجنرال (الخبير العسكري للمنار) يتخطى تصريحات السوريين أنفسهم”. ومستنكرا ببطولة فائقة وبراعة تطمئن قلب المخابرات السورية بحكمة “جل من لا يخطيء” وأنه ممكن للمخابرات السورية أن تخطيء سيما أن الرئيس السوري أشار إلى “أن هناك أخطاء” واستنادا إلى أمان هذه المقولة (الأسدية) سهل عليه القول بإباء “وكأن السياسيين السوريين براء من كل عيب”. لنتصور البعد الجهادي لهذه المقولة: (في وجه سلطان جائر)، بل ويتمكن من الخروج دون حبس أو اغتيال…فأية أكاذيب- للمعارضين- إذن عن جرائم هذا النظام البريء…!
وهكذا علينا أن نشعر بالسعادة والحبور لشجاعة المثقف اللبناني، ولديموقراطية وتسامح المضيف السوري (المحاور)…! وأن نكذب حقيقة أن بعض المعتقلين في سجون (المضيفين) كان اعتقالهم ومن ثم حبسهم وتخوينهم بسبب التوقيع على بيان اعلان دمشق- بيروت دون المشورة وأخذ الموافقة… وليس بسبب مضمونه في كل الأحوال كما أسلفنا.
بل إن افتتاحية “الآداب” تذهب بشجاعتها حد أن تدعو إلى رفع حظر السفر عن (بعض) المعارضين لا الكل… و(اللامعين) فقط “، تدعو الافتتاحية إلى “رفع الحظر عن مغادرة بعضهم من اللامعين للأراضي السورية”، والبعض هنا مشفوع بوساطة الشقيق “الصغير”، والطلب ودي وحبي و(موان), فهو يطالب ببعضهم وليس كلهم بطبيعة الحال، لأن بعضا آخر (غير لامع) يجب أن لا يرفع الخطر عن سفرهم وفق خطاب المثقف اللبناني (القومي اليساري)… بل هو يرفع عقيرته كصنديد من طراز أول معلنا غياب “معظم وجوه المعارضة السورية” وكأنه يقول لنا، أن بعضها الآخر كان حاضرا… ولا ندري من هم هؤلاء… اللهم إلا إذا كانوا مثقفي أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية المدافعين عن القطاع العام لأسباب (عقائدية) اشتراكية… بانتظار فشل المؤامرة الصهيونية على النظام الاشتراكي السوفييتي وانبعاث الاتحاد السوفييتي من جديد لقيادة الثورة العالمية… الدفاع عن القطاع العام “معتقديا”، حتى ولو كانت مساحته المتبقية لا يشغلها سوى الشباب من ابناء المافيات الكبار-لكن ما دون مستوى العائلة الأسدية طبعا- الشباب الذين غدا أباؤهم مشغولين بالأهم والأكبر من قروش القطاع العام المتروكة (خرجية ) للأبناء والأحفاد، باعتبار الأباء قد أصبحوا مافيات دولية.
بل إن صوت افتتاحية “الآداب” يفضح العيوب ويكشف العوار في عيون السلطة المتهمة بأنها ديكتاتورية. فيتحدث عن “ضعف الحبر في العدد الأكبر من المواد… وخجل بعض مديري الجلسات من مناشدة المحاضر التوقف..” أظن أن المضيفين سيستجيبون لهذه الشكاوى من الضيف اللبناني العزيز بحماس، بل وإذا شاء الضيف الشقيق (الصغير) ممثل الآداب، فإنه يمكن للشقيق (الأكبر) أن يعتقل كل هؤلاء المقصرين (الأوغاد) كرمى لعيون الضيوف اللبنانيين، وليس ذلك على الأشقاء الكبار في سوريا بعزيز..!؟
ومما أثار الانزعاج النقدي العنيف لدى الضيف اللبناني الشجاع ضد الأشقاء الكبار، هو مفاجأته ” أن الصحف السورية الرسمية لم تنقل موقف المشاركين…. وأنها راحت تجتزئ وتحذف… ويذكرنا -بثقة ودون أي حرج- أن المؤتمر جاء برعاية وتنظيم رسميين أي بالمعنى السوري (أمنيين)… ويذكّر بهذا السياق –استدراكا وحصافة ويقظة- بأنه إذا كان ينتقد ضعف الحبر… وعدم نشر الصحافة لموقف المشاركين…فإنه يستند في ذلك إلى ركن حصين عاصم له من الانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه، ويتمثل هذا الركن في المرجعية الشرعية لموقف الرئيس (الوريث) الذي اعترف بذاته أن ثمة أخطاء لسوريا في لبنان… واستنادا الى قاعدة الأمان هذه… يتساءل عن تطييرات لعبارات مهمة من خطاب الرئيس الحص… الذي لم يقصر – أمد الله في عمره – في إظهار شجاعته السياسية في الحديث عن جهاز الاستخبارات الذي تمادى وتجاوز في لبنان… “، وها هو الرئيس الحص-سلمه الله- يعود إلى لبنان بشهامة مرفوع الرأس، ولم يعتقل ولم يصفّ أو يغتال كالحريري كما يزعم “الليبراليون الديموقرطيون”…!؟
لا يدري المرء ان كان ما يقوله السياسي اللبناني والمثقف اللبناني هو ناتج عن جهل في واقع النظام السوري أم تجاهل، سذاجة أم تساذج، عندما يتحدثون عن مجرد “تجاوزات المخابرات السورية في لبنان”، ومن ثم دعوة المثقف للمخابرات السورية أن يتفهموا موقف “معارضة بعض المثقفين اللبنانيين المحقة في بعضها” – دائما (البعض) مراعاة للحصافة في التعامل مع مشاعر المخابرات السورية- وهي محقة رغم أنها مجرد (خروق الاستخبارات) في شؤونهم اللبنانية…
فمسألة المخابرات السورية في لبنان إذن هي مسألة تجاوزات (خروق) وفق السياسي اللبناني والمثقف اللبناني. هذا الرأي – كما قلنا – إما يصدر عن جاهل أو مراوغ محتال، لأنه يتجاهل حقيقة أن العنصر الحاسم في القوة الثلاثية العظمى للنظام الجاثم على صدر سوريا منذ عقود حتى اليوم، التي هي ثلاثية: ( المخابرات – الجيش – الطائفية)، إنما عنصر المخابرات هو الحاسم في هذه المصفوفة الثلاثية المميزة للنظام السوري عن كل الديكتاتوريات في العالم –طبعا بعد أن – يضاف له رابطة العصبية الطائفية، وذلك منذ حسم النظام معركته ضد المجتمع السوري في بداية الثمانينات باسم المعركة ضد الأصولية، حيث أخرج حزب البعث من دائرة السلطة الى دائرة الاعلام بعد أن اثبت فشله العصبوي في الالتفاف حول الطاغية الأول حافظ أسد.
لقد قام الجيش –وهو العنصر الثاني- في مصفوفة المعادلة-بعد تطييفه – بطائراته ودباباته ومدافعه ليدمر كل ما ينبغي تدميره وفق حكمة القائد وثاراته وانتقاماته. فكانت مأساة حماة هي المدخل، ثم بدأ الحكم الفعلي الكلي والشمولي للمخابرات ليصل ذروته التي بلغت –راهنيا- حد مراقبة برنامج الدوام اليومي لطلبة الجامعات السورية والغياب يخضع للمساءلة الأمنية وليس لإدارة الجامعة…!
تتحدث بعض الإحصائيات بأن عدد العاملين بأجهزة المخابرات تفوق عدد الجيش السوري، وغدت موازناتها باسم (الأمن القومي) أكثر من موازنة الجيش، حيث تبلغ هذه الموازنة 62% من الموازنة العامة، حصة المخابرات فيها أكثر من 33% باسم حصة الأمن القومي، حيث يبق للجيش حوالي 29%. هذه الأرقام تقتطع من أموال الشعب السوري الذي يفترض أنه يقدم-طوعا- للجيش والمخابرات ثلثي لقمة عيشه لتعزيز قوتها الردعية ضد نفسه وذاته وأناه. وعليه فإن الشعب السوري -وفق هذه القاعدة –ينبغي أن يكون الشعب الأكثر ماسوشية وكرها للذات في العالم، ما دام يعطي عن تفضل وطواعية أمواله (الوطنية والقومية ) –صمودا وتصديا وممانعة-لكي يذل ويقهر ويسحق على يد أهله وليس على يد عدوه الإسرائيلي…!؟
واستنادا إلى ذلك يخلص المثقف القومي اليساري اللبناني باسم افتتاحية الآداب للدعوة الصارمة والحاسمة إلى التوقف- مرة والى الأبد- عن ” مهزلة حصر الاستبداد في النظام السوري والإيراني، كما يفعل عباقرة الليبرالية الوهابية ويسار الديكور”.
تلك هي اللقيا البرهانية التي اكتشفتها الفلسفة النظرية الأمنية الطائفية في سوريا، وهي اعتبار أن كل من ينتقدها ويكشف عن طائفيتها القبيحة وتحالفها الطائفي مع ايران، بأنه وهابي… في حين أن الوهابية اليوم في أعلى لحظات تكثيفها (الجهادي) ممثلة بابن لادن هي التي تتقاطع جوهريا مع (الخمينية ) ايرانيا ممثلة بفرعها اللبناني (حزب الله). فلا نظن أن ثمة اختلافا نوعيا من حيث الأهداف الاستراتيجية بين (ابن لادن الوهابي، وحسن نصر الله الخميني)، في حين أن الوهابية تحارب في أرض نشأتها المراد الإحالة إليها ردحا كيديا، في حين لم تترك طغم المافيات الحاكمة بابا دون أن تطرقه تمسحا ليس بالأعتاب المقدسة في مكة، بل أعتاب العطاءات والهبات والمنح والارتزاق لدى بيوت المال السعودية، وهي التي ورثت (الجهادية الوهابية) لاعتمادها في مخيم النهرالبارد وشوارع بغداد العزلاء، لتضم هذه الجهادية الوهابية إلى (الجهادية الخمينية : فرع حزب الله في لبنان) الذي غدا هو الجبهة (الداخلية الأساسية) للنظام السوري في الدفاع عن وجوده بعد أن صفى النظام الداخل السوري المجتمعي والشعبي على طريق تصفية الداخل اللبناني من خلال (مخلب) حزب الله الإيراني،و(ظفر) الجنرال ميشيل عون الذي لم يعد قادرا على حك جلده…
ولا نعرف لبنانيا أن ثمة إيذاء يلحق لبنان وشعبه وأهله: في أمنهم واستقلالهم وسيادتهم ومالهم ومعاشهم ( اسلاميا وعربيا )، أكثر من إيذاء نظام الملالي في إيران وعصابات النظام في سوريا اللذان لا يريد المثقف اللبناني أن يوصفا بالاستبداد… بل ولا يتردد المثقف اللبناني صاحب الآداب- ولأسباب ثقافية نزيهة لا علاقة لها بالنشر والتوزيع -أن يمدح الرقابة السورية بوصفها من أكثر الرقابات العربية رأفة بالكتاب المستورد… وللطرافة نقول: ان مخطوطا لنا عن طه حسين… أعيد لنا من الرقابة مرفقا بشروط لنشره: ليس حذف بعض عبارات ومقاطع لنا، بل وحذف عبارات ومقاطع لطه حسين تستنكر عليه نزعته الراديكالية… بل إن وزير الثقافة-سابقا- أحال بحثا لنا – وكان قد نشر بمجلة لآداب جزء منه- إلى وزارة الأوقاف للموافقة على نشره في مجلة وزارة الثقافة (المعرفة) –وذاك قبل غسل يدنا نهائيا من ممكنات استعادة سوريا وطنيا وإصلاحيا من أيدي عصاباتها الأمنية والطائفية والمافيوية- فرفض نشر البحث بسبب تقرير الأوقاف الذي وصف المقال بأنه باسم العقلانية يريد أن يدمر الاسلام!
لا بد في هذه الخاتمة من التنويه بالإشارة إلى السجين المضيع والمطوق بمؤامرة من الصمت، والذي كان من أوائل من وضعوا ملاحظات صائبة تتقاطع مع ملاحظاتنا التي سقناها حول نص إعلان بيروت –دمشق السابق وسياقات وظروف التوقيع عليه، ومن ثم ملاحظاته التنبؤية التي تحققت في صورة اللقاء الراهني الركيك والخائب والمخيب…
كتب الشاعر الشاب، ضمير معتقلي سوريا المنسي(فراس سعد)، الذي يدفع ضريبة مضاعفة سجنا بسبب انتمائه إلى الطائفة التي تسعى العصابات المسلحة للنظام أن تحتكر تمثيلها وصوتها، وتطويبها على مذبح مصالحها الفئوية والعائلية، كتب هذا الشاب الطهراني الأنقى ، غبّ صدور بيان إعلان بيروت –دمشق الأول منذ ثلاث سنوات قبل اعتقاله قائلا: لا بد ان نذكر اقتراح الأستاذ رياض الريّس على الدكتورة نجاح العطار الدعوة لعقد ندوة تناقش إعلان بيروت-دمشق وهو اقتراح جيد و لا شك أن السيدة نجاح العطار نائبة الرئيس تستطيع الدعوة إلى هكذا ندوة لكن بعد أخذ موافقة فرع فلسطين بالتأكيد. من ناحية ثانية، ليت الأستاذ الريّس اقترح على السيدة نائبة الرئيس التدخل لإطلاق زملائها المثقفين السوريين من سجون النظام فذلك أسهل عليها و أفضل لنا و كفى الله المؤمنين شر القتال؟؟”
إنها مناسبة لتوجيه التحية للشاعر الشاب فراس سعد وراء القضبان…
mr_glory@hotmail.com
• كاتب سوري- باريس
رغم كل ما جرى فثمة مثقفون لبنانيون يحجون الى دمشق…!؟ الحلقة (1)
رغم كل ما جرى فثمة مثقفون لبنانيون-نموذج مجلة الآداب- يحجون إلى دمشق المحتلة… بالطغيان! (2)لقد بلغت الأمور في سوريا درجة من الغرابة إلى حد التعجب والتساؤل: لماذا لا يعتقل الجميع!؟ هذا التساؤل سبق لبعض الكتاب القريبين من مواقع السلطة أن طرحوه، بل إن أحدهم بلغت به درجة الحنق ليوبخ الأمن السوري : متسائلا : “كيف فلتت شنبات عبد الرزاق عيد من أيديهم؟ في كل الأحوال إن مقال الدكتور عيد ينطلق من فكرة محورية وهي أن لجوء السلطة إلى الاعتقال لم يكن بسبب (نص الاعلان) معتدلا كان أم ناريا صداميا، بل بسبب إنتاجه وإخراجه وتحقيقه كفعل سياسي مجتمعي مستقل عن السلطة… قراءة المزيد ..
رغم كل ما جرى فثمة مثقفون لبنانيون-نموذج مجلة الآداب- يحجون إلى دمشق المحتلة… بالطغيان! (2)شرح الكاتب في الحلقة الأولى من هذا المسلسل الجوانب التي اعترض عليها في إعلان بيروت-دمشق. وفهمنا من ذلك أنه كان يحبذ صيغة أكثر تشدداً تخلو من أدلوجات النظام السوري وحلفائه اللبنانيين وتسد عليهم الذرائع. وأوضح في معرض ذلك أن البيان خرج بالصورة التي عرف بها بسبب إصرار (البعض) على صيغة معتدلة (متهاونة؟) بدون أن يسمي لنا هذا (البعض). واكتملت الصورة يوم الجمعة الماضية عندما كتب الاستاذ إيلي شلهوب في (الأخبار) عن الدور الأساسي للأستاذ ميشيل كيلو في رفض الصياغات الراديكالية (المبدئية؟) وإخرج البيان بالصيغة التي خرج… قراءة المزيد ..