نقطتان توقفت عندهما في مقابلة للدكتورة مليحة عباس أول طبيبة نساء وولادة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ابتدأت عملها في أبوظبي عام 1955. ففي مقابلة لها على صفحات مجلة زهرة الخليج، حكت الدكتورة عن الصعوبات التي واجهتها أثناء عملها في الإمارات بعد قدومها مع زوجها من إيران لمباشرة علاج السيدات الإماراتيات.
النقطة الأولى التي استوقفتني في حكاية الدكتورة أنها عندما ابتدأت زيارة السيدات في بيوتهن لبست العباءة الإماراتية، كما تفعل المواطنات احتراما لهن ولعادات المنطقة، لكن الشيخ المتنور والمتفتح زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، استدعاها وقال لها: «ليس من المفروض عليك ان تلبسي العباءة، فأنت طبيبة متعلمة ومحتشمة، ويحق لك أن تلبسي ما ترينه مناسبا». في ذاك الزمن وفي تلك الظروف رفض الشيخ زايد ان يفرض على الطبيبة لبس زي معين، وطلب منها ان تختار بحرية ما تريد ان تلبسه. أما هنا في هذه الأيام، وهذا العصر نجد أن بعض ممتطي الدين وأعداء المرأة ونواب الظواهر السلبية، يحاولون ان يسنوا قوانين تفرض على المرأة التي ستدخل ـ وستدخل رغم أنف المعترضين ـ قاعة عبد الله السالم، لبس زي معين إرضاء لغرورهم وتعنتا وتكبرا.
الموقف الثاني الذي حرق قلبي وذكرني بالذي مضى كان حين سأل الصحافي الدكتورة عن كيفية إجراء العمليات في تلك الظروف الصعبة، فردت: «لم تكن هناك كهرباء ولا مستشفيات، وحينما تصعب الحالة، كنا نقوم بإرسال المريض إلى الكويت». هل قرأتم؟..ففي ذاك الزمن من القرن الماضي، وعندما لم تكن دول الخليج قد تطورت بعد، وعندما كانت الكويت منارة الخليج، وقبلتها الثقافية والإعلامية والصحية، كانوا يبعثون بالحالات المستعصية إلى الكويت. أما الآن فعند أول وعكة صحية يبحث المواطن الكويتي عن البدائل لأطباء ومستشفيات وزارة الصحة، ويا حبذا لو استطاع ان يدبر رحلة للعلاج في الخارج (لعلاج ألم في الأسنان) على حساب الدولة بواسطة أحد أعضاء مجلس الأمة المتنفذين.
مجرد نقطتين مضيئتين فيa تاريخ المنطقة أحببت ان انوه بهما حتى يتعظ الناخبون الذين سيتوجهون الى صناديق الاقتراع بعد غد ليدلوا بأصواتهم. فبالله عليكم.. أحسنوا اختيار نوابكم، وابحثوا عمن يعيد نهضة الكويت إلى سابق عهدها، ويجعلها منارة الخليج مرة أخرى، بدلا من الانشغال بتسيير المصالح الخاصة والمسائل الثانوية التي حلت المجلس ثلاث مرات، وشكلت خمس حكومات في ثلاث سنوات، نحن نريد المجلس ليبقى لا ليحل في غضون أشهر.. وتذكروا ان النائب الفاسد يصل إلى مجلس الأمة عبر ناخب جيد اختار عدم التصويت.
* * *
• لمن يهمه الأمر
من يرفض ترشيح المرأة ويشكك في أهليتها، أقترح عليه ان يجلس لدقائق ويستمع الى طروحات د.معصومة مبارك، د.رولا دشتي، د.أسيل العوضي، د. فاطمة العبدلي، د. سلوى الجسار والمحامية ذكرى الرشيدي..وسيدرك أنهن بالفعل مؤهلات وقادرات على خوض التجربة البرلمانية، وسيتفوقن على كثير من النواب السابقين الذين لم نسمع من طروحاتهم إلا الصراخ والعويل، ولم نر من إنجازاتهم إلا التأزيم. وليعلم أعداء المرأة أنها ستدخل المجلس «غصبا عن اللي ما يرضى».
dalaa@fasttelco.com
القبس الكويتية
رغم أنف المعترضين..!
صدقت يا سيدتي..
ها هي المراة الكويتية تدخل البرلمان الكويتي رغم أنف المعترضين