رسالة 14
عدد – 7 –
9 نيسان 2010
أولاً – حول التطورات اللبنانية الداخلية الأخيرة:
1. بشأن العلاقات اللبنانية السورية وما يتصل بها:
· ليس من جديد على صعيد “الزيارة الثانية” لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى سوريا.
· لكن من الواضح ان الرئيس الحريري يدير “كباشاً” مع سوريا بهدوء وتروّ، لا سيما في خطابه الإعلامي.
· هذا فيما تنقل معلومات عن مصادر سورية أن الهدف السوري في لبنان هو “قبض الثمن” من المملكة العربية السعودية عما “دفعته” سوريا في العراق. أي ان سوريا التي تعتبر انها تعاونت مع السعودية في العراق تعزيزاً لدور السنّة السياسي تريد أخذ تفويض متجدد منها في لبنان!.
· على أن “الكربجة” في العلاقة على خط السرايا – دمشق، يصاحبها تصعيد سوري، عنوانه الرئيس التعطيل في وجه الرئيس الحريري.
· وأبرز المعطيات في هذا المجال الاجتماع الثلاثي بين “أمل” و”حزب الله” والتيار العوني أمس، والذي وضع تحت عنوانين، الأول هو الانتخابات البلدية، والثاني هو “التنسيق داخل مجلس الوزراء”.
· وقد تكون “الباكورة” تعطيل آلية التعيينات في جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل.. والموازنة بعد ذلك؟.
2. بشأن الوضع الأمني
· يتزامن التصعيد السوري، والـ8 آذاري ككل، مع حوادث أمنية متلاحقة.
· قد يكون أكثر هذه الأحداث تعبيراً هو ما حصل أمس في مواقع أحمد جبريل، وذلك في زوايا عدة.
· من زاوية التصرف بحرية لجهة إقرار تشكيلات عسكرية وتنفيذها، ومن زاوية “التنقل” بالاشتباكات بين القرى اللبنانية وترويعها، ومن زاوية محاولة تغطية الحوادث بهجوم سياسي على بعض القوى الأمنية، ومن زاوية عدم الاكتراث لناحية أن السلاح الذي يقوم بالاشتباكات إنما هو سلاح يتحدى الشرعية اللبنانية والإجماع اللبناني “السابق”..
· غير أن الحوادث الأمنية بين الضاحية الجنوبية (منطقتا صفير والكفاءات) والبقاع (منطقة الهرمل) لا تقل خطورة سواء كانت على خلفية مخدرات أو أي شيء آخر.
· وإذا كانت الحوادث (في الضاحية والبقاع) تشير إلى انفلات أمني من ناحية، فإنها تؤشر في مجال آخر إلى “الفساد” الذي يضرب “حزب الله”، وإلى المشاكل بينه وبين العشائر وإلى “الهلهلة” في بنيانه والتي تضاف إلى الضربات التي تلقاها سابقاً على صعيد الفساد المالي مثلاً من ناحية ثانية.
· ومن المنطقي التضامن مع ما قاله رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات” سمير جعجع عن ضرورة الحزم من جانب القوى الأمنية وعن رفض الصيف والشتاء تحت سقف واحد.
3. ونلفت إلى أهمية متابعة المشاكل المتفاقمة داخل التيار العوني:
· بحسب ما كشفته وثيقة “حكماء التيار” التي نشرت “النهار” في عدد الخميس (أمس) نصها الكامل.
· وهي صادرة عن أقطاب لعبوا أدواراً في تاريخ “التيار”.
· وتتحدث عن فساد وإقطاعية يرعاهما ميشال عون.
· وتفضح كل زيف ادعاءاته الإصلاحية.
ثانياً: حول الاجتماع الثاني لهيئة الحوار الوطني الخميس المقبل في 15 نيسان:
1. بشان “المعادلات” التي يطرحها الرئيس الحريري في جولاته الخارجية:
· استناداً إلى مواقف الحريري في اسبانيا بين البارحة واليوم مثالاً، يتبين انه يطرح ثلاث معادلات.
·
المعادلة الأولى في تأكيده أن السلام يردع التطرف. والثانية في تشديده على ان الجواب على المأزق الحالي للسلام هو مزيد من التمسك بالسلام. والثالثة تأكيده أن سلام لبنان من سلام المنطقة.
· وهذه المعادلات الثلاث مستنتجة من أقواله لاسيما قوله إن “لبنان لا يمكن أن يصبح في وضع أفضل إلا من خلال السلام في “المنطقة”. أي سلام المنطقة ضمان لسلام لبنان.
· بكلام آخر، إن مواقف الحريري ومعادلاته تندرج ضمن رؤية إستراتيجية لـ”حماية” لبنان، وتشكل ترجمة للنقاط السبع التي تبنتها 14 آذار في مؤتمرها الثالث في “البريستول” الشهر الماضي.
· إستراتيجية “حماية” تعتمد السلام خياراً وتستند إلى الشرعيتين العربية والدولية فضلاً عن الشرعية اللبنانية (الدولة).
2. الاجتماع الثاني لهيئة الحوار بعد أيام قليلة:
· من الواضح أن 14 آذار بلورت في الفترة الفاصلة بين الاجتماع الأول في 9 آذار الماضي والاجتماع المقبل إستراتيجية دفاعية للدولة.
· تستند “مفاهيمياً” إلى الحماية والتحييد عن الصراعات، وإلى المرجعيات الشرعية.
·
وانتقلت 14 آذار إلى المبادرة في هذا المجال. بمعنى أنها لم تعد في موقع رد الفعل على إستراتيجية أخرى، أو في موقع النقاش انطلاقاً من الإستراتيجية الأخرى وعلى أرضيتها.
·
وهذا التطور مهم.. وهو يحشر الفريق الآخر الذي سارع إلى رفض الإجماع. ذلك أن “حزب الله” عندما يقول إن “المقاومة” لا تحتاج إلى إجماع، إنما يقول إنه يرفض الحوار ويرفض إستراتيجية للدولة بالإجماع، ويربط نزاعاً مع الحوار وهيئته ومع الجميع.
· إذاً، باتت طاولة الحوار أمام إستراتيجيتين.
· ولا بدّ أن تذهب 14 آذار إلى اجتماع 15 نيسان لطرح إستراتيجية حماية لبنان على الطاولة.
· مما يخرج الأمر من الدوامة، دوامة أننا نناقش طرفاً لا يناقش، ولا يقدم ورقته حتى.
· ومما ينقل الوضع إلى وضوح أشد: صراع إستراتيجيتين.
· مع التذكير الدائم بأن “إستراتيجيتنا” يتقاطع معها رئيس الجمهورية الذي لا يلغي قوله بـ”حماية المقاومة برموش عيوننا”، مواقفه المعلنة الأخرى سواء قوله إن “المقاومة لا تبدأ إلا عندما لا توجد الدولة أو تعجز أو تنهار”، أو موقفه المشدد على مبادرة السلام العربية، وعلى السلام خياراً إستراتيجياً.
رسالة 14(6): سوريا تنظّم التعطيل لتستدرج الحريري إلى طلب “المساعدة الأخوية”!