رسالة 14
عدد – 8 –
12 نيسان 2010
حول عدد من العناوين اللبنانية الرئيسية:
1. بشأن العلاقات اللبنانية السورية وزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق:
• على الرغم من إشارة صحيفة “الحياة” في عددها الصادر اليوم إلى انفتاح خط السرايا – دمشق من جديد، وإلى اتصالات بين الجانبين نهاية الأسبوع الماضي أدّت – الاتصالات – إلى فتح الطريق أمام “الزيارة الثانية” للرئيس الحريري “قبل نهاية نيسان الجاري”.
• فإن أي موعد رسمي لتلك الزيارة لم يُعرف بعد.
• في حين أُعلن أن وفداً من المدراء العامين والخبراء سيزور العاصمة السورية بعد غد الأربعاء لـ”مراجعة” الاتفاقيات اللبنانية – السورية وبحث اتفاقيات جديدة في المجال الاقتصادي.
• غير أن أهم ما يستوقفنا – كحركة 14 آذار – هو أن الزيارة إذا تمت، أو على افتراض أنها تمت بالفعل، تكون حصلت من دون خضوع الحريري لأحد أبرز الشروط السورية التي جرى تسريبها، أي الفكّ عن حلفائه المسيحيين تحديداً.
• وكان لافتاً، اللقاء المعلن للحريري مع رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع مساء السبت الماضي، بعد عودة رئيس الوزراء من اسبانيا.
• في حين يبقى لافتاً بالتزامن، الفتور أو البرود في العلاقة بين الحريري ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وفقاً لما هو ظاهر على الأقل، حيث لم يُسجل أي لقاء معلن بين الرجلين منذ أسابيع. وذلك في وقت يُنقل عن جنبلاط انحيازه إلى مطالبة سوريا بما يسمى “توحيد اللغة” داخل فريق الحريري وتغليب أولوية العلاقة مع “قوى خيار المقاومة” في لبنان على حساب العلاقات الأخرى (أي داخل 14 آذار).
2. وفي امتداد العلاقات اللبنانية – السورية، سُجّلت في الأيام الماضية معطيات لافتة:
• حملة “التيار العوني” على الحكومة، ومن بين الحاملين عليها وزير التيار جبران باسيل.
• انتقاد نبيه بري للحكومة، في حديثه إلى “صحيفة الشرق الأوسط” الصادرة اليوم، معلناً أن “الحكومة تعرقل نفسها”، متحدثاً عن تقصيرها في الإنتاجية.
• التقاء القوى الموالية لسوريا على إطلاق حركة مطلبية احتجاجية خلال الشهر الجاري.
• محاولة رص صفوف 8 آذار “في وجه” الحكومة.
• ما يفيد أن ثمة “مسألة حكومية” على أجندة هذا الفريق.
3. على أن ما يلفت، هو ما يتصل بلبنان في الإطار الإقليمي:
• في هذا الإطار، وإذا كنا جميعاً نعرف أن “حزب الله” يتحسّب لحرب، بالرغم من تقليله علناً من إمكان نشوبها، وبالرغم من كلامه “داخل الكواليس” عن أن الأزمة في العلاقات الإسرائيلية – الأميركية تشكّل سبباً مانعاً لإسرائيل من الإقدام على الحرب.
• فإنّ بري – في حديثه نفسه إلى صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم – أبدى خشية علنية من حرب على لبنان “تورّط إسرائيل أميركا فيها” كما قال.
• يأتي ذلك تزامناً مع تصاعد التوتر “غير المعلن” بين أميركا وسوريا على خلفية مرور صواريخ “سكود” من سوريا إلى “حزب الله”في الأسابيع الماضية.
• الأمر الذي تعتبره إسرائيل – وأميركا – إخلالاً بالتوازن الإستراتيجي العسكري بما يقتضي من وجهة النظر الإسرائيلية ضربة.
• هذا فيما تذكر معلومات أخرى أن الصواريخ أرسلت بالفعل لكن من دون رادارات مما يحول دون استخدام “حزب الله” لها بلا موافقة سورية. اللعبة السورية نفسها: الشيء وعكسه!.
• وقد تحدّث عن هذا الموضوع الزميل حسين عبد الحسين في مقالة له في “الرأي” الكويتية أمس، مشيراً إلى توتر عالٍ حول لبنان في هذه الفترة.
• والحال أن لبنان على “فوهة بركان”، بين تصاعد التوتر الأميركي – الإيراني حيث ثمة ذهاب إلى عقوبات “موجعة” على إيران بين نهاية أيار وأوائل حزيران المقبلين، وبين تصاعد “التوتر” الإسرائيلي – الفلسطيني (على خلفية السياسة الإسرائيلية) والتوتر الإسرائيلي – الحزب اللهي – الإيراني، وبين تقدم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.. وأخيراً محاولة الإدارة الأميركية، في ظل هذه المناخات، فتح حيز لعملية سلمية جديدة.
• وكان لافتاً تصريح رئيس أركان الجيوش الروسية اليوم عن “اكتشاف” خطط أميركية – إسرائيلية لضرب إيران، ما يمكن تفسيره بأنه تحذير إلى إيران التي أكد المسؤول العسكري الروسي رفضه امتلاكها النووي.
4. في مثل هذه الأجواء، وعلى الرغم من تحديد مواعيد الإنتخابات البلدية، أي على الرغم من الظاهر بأن الانتخابات انطلقت بالفعل، لا يزال عدم حصولها، برأي عدد كبير من المتابعين، احتمالاً حقيقياً:
• بين عدم قدرتنا على رفع الدوز السياسي كي لا نتهم بتعكير الهدنة والتهدئة.
• وبين عدم قدرتهم – 8 آذار – على تحقيق نجاحات بلدية إذا حصلت معركة فعلية.
• وبين دعواتهم إلى التوافق و”التهديد” بأن عدم التوافق يدخل البلاد في “متاهات”.
• كما طالب “حزب الله” على لسان محمد فنيش بالنسبة إلى بلدية بيروت، في موقف له أول من أمس السبت.
• وبين انتظار “حزب الله” وحلفائه لتطورات بين نيسان وحزيران.. واستنفارهم على هذا الأساس.
• وبين الحوادث الأمنية المتفرقة.
• بين كل هذا وذاك + عدم الحماوة الانتخابية + عدم تشكّل الماكينات بـ”طاقة كاملة” = احتمال التأجيل.
• وإن كنا نسارع إلى التذكير بأننا ندعو إلى التصرف “كأن” الانتخابات حاصلة اليوم قبل الغد.. انسجاماً مع موقف قوى 14 آذار.
5. وعطفاً على ما سبق تناوله في “رسالة 14” الأخيرة بشأن الحوار الوطني وموعده المقرر الخميس المقبل، نورد ما يأتي:
• “يجب” أن يظهّر الخلاف بيننا وبين الفريق الآخر حول “الإستراتيجية الدفاعية”، مفهوماً ومضموناً وأهدافاً.
• وأن يربط نزاعٌ بين إستراتيجيتين، إستراتيجية الحماية وإستراتيجية الحرب.
• ذلك أنه ليس مستبعداً أن يلجأ الفريق الآخر، و”حزب الله” خاصة، على خلفية التطورات المنتظرة إلى شكل من أشكال “فرملة” الحوار بالقول إن الإستراتيجية “محسومة”. أي أن “يفخخ” الحوار في جلسة 15 الجاري.
• لاسيّما إنه ومنذ انتهاء الجلسة السابقة في 9 آذار الماضي، يؤكد هذا المضمون.
• ولاسيّما إنه يعتبر أن مواقف وليد جنبلاط، بعد زيارته إلى دمشق خصوصاً، إنما هي مواقف مضافة له وأن “جبهة” التمسك بـ”المقاومة” والمواجهة و”الجهاد” (المصطلح لجنبلاط) والسلاح “توسعت” في إطار هيئة الحوار.
• مما يقتضي تنسيقاً أعلى داخل 14 آذار يسبق الذهاب إلى الطاولة.