رسالة 14
عدد – 41 –
الثلثاء 62 أيار 2010
تتناول رسالة اليوم خطاب الأمين العام لحزب الله مساءَ البارحة، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان والبقاع الغربي في 25 أيار 2000.
مع خطاب نصرالله اكتملت “ثنائية ” المشهد اللبناني في الأيام القليلة الماضية.
من جهة أولى، هناك الجهد الإستثنائي و”الناجح” بامتياز الذي يقوده رئيس الحكومة في واشنطن والأمم المتحدة تحت عنوان: “حماية لبنان بالدولة، وبمشروع السلام العادل والشامل في المنطقة”؛
ومن الجهة الثانية، المقابِلة، هناك منطق حزب الله الذي يقول بأن حماية لبنان إنما تكون “بالمقاومة الإسلامية” التي يجب أن يصطَفَّ الشعب والدولة “وراءَها” يانضباط شديد “ونظام مرصوص”.. تحت طائلة “التخوين”.!
لا جديد في خطاب نصرالله سوى المزيد من الشيء نفسه.
أول “المزيد” أنه ألقى ضوءاً ساطعاً على كون مقاومته ذراعاً إيرانية شديدة البأس على شاطىء المتوسط (التهديد بقصف السفن العسكرية والمدنية والتجارية التي تتجه إلى موانىء إسرائيل في حال تعرّض لبنان لحصار بحري).
ووعد “بتطويل” هذه الذراع لتبلغ البحر الأحمر (“نحن نتحدث الآن عن البحر المتوسط ولم نصل بعد إلى البحر الأحمر”).
ثاني المزيد من الشيء نفسه، هو تكراره أن المقاومة الإسلامية في لبنان قوة إقليمية عظمى، ما ظهر منها حتى الآن ليس إلا جزءاً بسيطاً مما يخفى، وأنها عازمةٌ على تغيير وجه المنطقة وإزالة دولة إسرائيل من الوجود (استعادة لمقولات أحمدي نجاد، لاسيما قبيل الإنتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة).
ثالث “المزيد” هو إصرارُه – وعن قصد – على أن تكون “المقاومة” قوَّةَ فَرز وضَمّ وقسمةٍ وتهديد وتخوين.. للداخل اللبناني. فبعد أن أقرَّ بأن خيار حزب الله وسلاحه كانا على الدوام موضوعاً خلافياً بين اللبنانيين، إذا به يندفع إلى التشكيك في وطنية كل من يعترض على استراتيجية الحزب (“هؤلاء يعرّضون لبنان – وعن قَصد – للإنكشاف من أمام العدو الإسرائيلي”).
والحقيقة أن “عادة” نصرالله في الفرز والتصنيف والتخوين تنمُّ عن طَبع لديه يغلب التطبُّع. فهو، حتى أثناء كلامه عن إجماعات وتوافقات، لا يستطيع أن يصمد أمام نزعته الأصلية في التصنيف الكيفي والتخوين الإعتباطي. لذلك ترى الناس – كلما سمعوا بأن سماحة السيد سيلقي خطاباً بهذه المناسبة أو تلك – يضعون يدهم على قلوبهم ويتوقّعون كلاماً ينذر بالويل والثُّبور وعظائم الأمور.. إن لم يكن بالشرّ المستطير!
أخيراً وليس آخراً، عبَّر نصرااله، وعلى عادته، عن “إستعلاءٍ” يصعب على الغالبية العظمى من اللبنانيين أن تتقبَّله. فهذا الرجل لا يعرف – على ما يبدو – أن كل لبناني يعتبر نفسه “مقاوماً” دفاعاً عن لبنان كما يريده، وعن قضيته على طريقته. ولعل أكثر ما يجهله السيد نصرالله، هو أن اللبنانيين المخالفين لنظريته واستراتيجيته وأجندته قد “سلَّفوه” كثيراً ومارسوا “تسامحاً” كبيراً حياله على مدى عقود، خصوصاً بعد التحرير وبالأخص بعد الإنسحاب السوري. مشكلة هؤلاء مع نصرالله أنه قرأ تسامحهم ضعفاً واعتراضهم خيانة.. فاستكبر واستعلى!
إذا تجاوزنا هذا التكرار المُضجر والمستفزّ، فإن بيت القصيد في خطاب نصرالله كان – بحسب منطقه – تلك المعادلة السحريّة، الجامعة المانعة: “جيش وشعب ومقاومة”.
حقيقةُ هذه المعادلة، كما أشرنا أعلاه، هي “مقاومة …يتبعها جيشٌ وشعب”، شاءَ من شاء وأبى من أبى!
والمقصود ب”الشعب”، كما صرَّح مراراً، هو “أشرف الناس وأعدل الناس و…” .فإذا اعترض قسمٌ من الشعب اللبناني، ووجد حزب الله نفسه في خيار بين “المقاومة” و “الوحدة الوطنية” فإنه يختار المقاومة بلا تردُّد.. على ما صرَّح كثيرٌ من أعيان حزب الله سابقاً، وكان أشدَّهم وضوحاً النائب نواف الموسوي.
أما الجيش المطلوب، في نظره، فهو الذي يرضى بأن يكون قوةً خلفيةً مساندة للمقاومة الإسلامية. علينا أن نتذكّر بعض التصريحات السابقة التي حدّدت للجيش “وظيفة داخلية” فقط لا غير!
وعليه فقد نوَّه نصرالله، في خطابه، بأربعة من قادة الجيش ارتضوا تلك الوظيفة وتلك المعادلة، وهم ميشال عون وإميل لحّود وميشال سليمان وجان قهوجي.
ولنتذكّر جيداً أن “ثنائية جيش ومقاومة” و “جيش خلف المقاومة” ليست معادلة جديدة، بل هي بالضبط تلك المعادلة التي فرضتها الوصاية السورية ما بين 1990 و2005.
الجديد “النسبي” هو ما وضعه الرئيس ميشال سليمان في يد السيد نصرالله من خلال موقفه الأخير بمناسبة “عيد التحرير”. فلقد انحاز بوضوح إلى أطروحة حزب الله، مستبقاً الأمور، متجاوزاً كل ما يدور من نقاش في الهيئة الوطنية للحوار بشأن الإستراتيجية الدفاعية، ومخالفاً مضمون خطاب القسم.
حسنأً فعلت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في بيانها اليوم بخصوص هذه النقطة الحرجة لمقام الرئاسة وللدولة عموماً.
وحسناً فعل رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع في ردّه المنطقي والهادىء على موقف فخامة الرئيس. كذلك ننوّه بالموقف الذي عبّر عنه عضو كتلة “المستقبل” النائب خالد زهرمان في حديث إلى “أخبار المستقبل” اليوم.
أخيراً، ترى “رسالة 14” أنّ من واجب السياسيين الإستقلاليين، بالإضافة إلى الكتّاب والصحافيين، أن يقتحموا هذا الموضوع بجرأة وعلانية ومنطق وهدوء، لئلا تتكرّس معادلة: “طاولة الحوار مستمرّة بلا زمن وإلى ماشاء الله.. وسلاح المقاومة مستمر على حاله وفق أجندته الخاصة، بلا زمن وإلى ماشاء الله”!
رسالة 14 (عدد 41): عبَّر نصرااله عن “إستعلاءٍ” يصعب على الغالبية العظمى من اللبنانيين أن تتقبَّله jabbour — petra1973@htomail.fr حظ نصرالله وسائر عملاء عدو لبنان : الثلاثي الاسد-إسرائيل-أحمدي نجاد، حظهم ان الرئيس سليمان ضعيف الشخصية طبائعه تجعله يخاف ويتملق ويتزلف لحجب خوفه ولبقائه على الكرسي الذي اجلسه عليها الثلاثي المذكور، لضعف شخصيته بالذات. لو كان في لبنان رئيس فعلي بالمعنى اللبناني للكلمة لكان نصرالله وسائر عملاء العدو الثلاثي في السجن او علّقوا باعواد المشانق. كان لازم تتصرف 14 اذار المدعومة بالمد البشري في 2005 على هذا الاساس بدءاً بالخائن لحود وانتهاءً بمخلوق اقبية الضاحية البائع ارضه ووطنه وشرفه وولاءه من… قراءة المزيد ..
رسالة 14 (عدد 41): عبَّر نصرااله عن “إستعلاءٍ” يصعب على الغالبية العظمى من اللبنانيين أن تتقبَّله
خضر
الله يقويك يا سيد .. يا سيد كل الاحرار..
رسالة 14 (عدد 41): عبَّر نصرااله عن “إستعلاءٍ” يصعب على الغالبية العظمى من اللبنانيين أن تتقبَّله
ابو عمر — zeromissing@hotmail.com
ربما سيقوم بتنظيم القراصنه الصوماليين في حزب الله.