رسالة 14
عدد – 34 –
17 أياّر 2010
أولاً – حولَ الانتخابات البلدية في مرحلتيها المقبلتين جنوباً وشمالاً
1. الانتخابات البلدية في صيدا:
• بعد توضّح الصورة أكثر فأكثر يتبين أن اللائحة المدعومة من “تيار المستقبل” في المدينة تضمه و”الجماعة الإسلامية” ومستقلين وعائلات.
• فالمرشح الشيعي الذي كان الاتفاق عليه قد تم سابقاً مع نبيه بري انسحب (ولم ينضم إلى اللائحة المدعومة من أسامة سعد و”حزب الله”).
• أي لا تمثيل لـ”أمل” في لائحتنا.وكذلك لا تمثيل لعبد الرحمن البزري. مع توضيح أن اثنين على
لائحتنا كانا في “جو” البزري في وقت سابق، وحرصاً منه على “محاولة” فتح قناة مع البيئة الصيداوية الأخرى، لم “يعترض” على وجودهما ثم لم يوحِ لهما بالانسحاب، وما كان موقف منه ليغير في شيء في الحالتين أصلاً. وهو يسعى إلى فك عزلته نسبياً ويرى أن سعد “فات بالحيط”. ولذلك أعلن البزري اليوم أنه “في الوسط”.
• أي لا تمثيل سياسياً للبزري في المجلس البلدي.
• من ناحية أخرى يمكن تأكيد أن اللائحة المدعومة من “تيار المستقبل” برئاسة المهندس محمد السعودي ستفوز حتماً.
• والمعركة الفعلية في صيدا ليست مجرد معركة حشد أصوات وحسب.
• فعلى أهمية هذا الجانب، فإن الفارق بين لائحتنا واللائحة المنافسة يجب أن يكون كبيراً، بما يعيد تزكية نتائج الانتخابات النيابية العام الماضي ويزيد.
• ولذلك، نرى أسامة سعد يهوّل. وهو قال إن “ناسنا وشارعنا” لن يقبلوا بما جرى في الانتخابات النيابية السابقة زاعماً أن الرشاوى والأموال فعلت فعلها يومذاك.
• والحال أن سعد يهوّل لخلق مناخ يؤدي إلى تراجع نسبة الاقتراع.
• وجلّ هدفه أن يُثبت أنه من “المعارضة السنية” (!) يملك حيثية معينة.
2. الانتخابات في “الجنوب الشيعي”:
• في هذا الجزء من الجنوب، تحصل أمور “مفاجئة”.
• حجم الاعتراض العائلي – والشعبي – على لوائح “الثنائية” كبير في العديد العديد من البلدات والقرى.
• انقسامات في صفوف “الثنائية” على خلفية الاعتراض المشار إليه في بعض الأماكن.. كما ثمة اختلافات داخل البيت الواحد بين “الحزبي” وعائلته في بعض الحالات.
• وما لم يقم به “حزب الله” في البقاع وجبل لبنان، يقوم به في الجنوب.
• أي أنه بدأ يستخدم “التكليف الشرعي” في ضغوطه على المرشحين لسحبهم.. من غير أن تُحل المسألة.
• ويستخدم عنوان “المقاومة” للوائحه.
• وعليه، لم يعُد هناك “تزكية” في معظم الجنوب.
• كما أن “حزب الله” يخشى – على ما يُنقل – انخفاض نسبة الاقتراع مما يؤثر على “بلوكاته”.
• وكل ذلك مما يستحق المتابعة الدقيقة، لأن الأمور هذه تحصل “داخل البيت” أو في “عقر الدار”، أي في الجنوب.
• لكن ما يحصل بقدر ما هو مفاجئ في حجمه في الجنوب، يمكن إدراجهُ في خانة ما سبق أن لاحظناه في المرحلتين السابقتين.
3. بالنسبة إلى جزين:
• تؤكد المعلومات المتوافرة أن “التيار العوني” يستفيد من معطى رئيسي لصالحه.
• وهذا المعطى هو عدم توحد الفاعليات المناهضة لعون.
• والحال أن عدم التوحد هذا ليس بسبب خلاف سياسي أو بسبب اختلاف على التسييس أو عدمه وليس بسبب 14 و8.
• عدم التوحّد بسبب حساسيّات “مشخصنة” على ما يُقال.
• كما بين أدمون رزق وسمير عازار.
• كان الإستدراك ولا يزال ممكناً.
4 ـ الانتخابات شمالاً:
• مع أنّ هذه الانتخابات ستحصل بعد أسبوعين.
• ممّا يعني أن الإحاطة بمعطياتها غير ميسّرة منذ الآن.
• فإنّنا نرغب في الإشارة إلى أن العلاقات السياسيّة المسيحية ـ المسيحيّة ليست على السكة الصحيحة في كل مكان.
• والحق يقال في هذا المجال إنّ “البعض” يخوض معارك هدفُها “إحصاء” بلديات ومقاعد بلدية.
• ولو أقدم على تحالفات “خارج الطبيعة”.
• أي إنّ “البعض” مهتمٌ بـ”النكايات” وليس بـ”السياسة” بما هي استعادة الشارع المسيحيّ إلى 14 آذار.
• أمّا في الشمال المسلم، فلا تزال الأولويّة لـ”التوافقات”.
• لكن لا معطيات متوافرة.. وإن كان علينا التحسّب من “صيدا أخرى” ولو أنّ ظروف الأخيرة مختلفة.
ثانياً ـ الجولة الخارجيّة الحاليّة للرئيس سعد الحريري
1 ـ يقتضي الإشارة إلى أن هذه الجولة لم تبدأ في الإطار العربيّ لـ”التغطية” على زيارة واشنطن.
2 ـ كما أنّ زيارة سوريّا من ضمن الجولة ليست “الزيارة الثانية” التي كان الحديث يدور حولها قبل مدّة، في إطار العلاقات الثنائية ودراسة الاتفاقيات والبروتوكولات إلخ..
3 ـ إن الحريري مهتمّ بما يأتي:
• تكوين “محصّلة” للموقف العربيّ قبل زيارته إلى أميركا.
• ومن ضمن هذه المحصّلة بلورة موقف لبنان في مجلس الأمن من المسألة الإيرانيّة.
• وبالتالي “فحص” الموقف السوريّ.
• كذلك، فإنّ الحريري مهتمٌ بالحصول على موقف عربيّ يذهب به إلى واشنطن يدعم حماية لبنان أي تحييده عن الحرب.
• وليس خافياً أنّه سيبحث في العاصمة الأميركيّة ما يتّصل بتسليح الجيش.
• وهذا الأمر ـ أي تسليح الجيش ـ سيعني إذا وافقت أميركا عليه، رفضاً أميركياً لاستهداف مؤسّسات الدولة اللبنانيّة.
• لكن، تزامناً مع جولته، تستمرّ الحملة عليها، وافتتاحية طلال سلمان في “السفير” اليوم لافتة: 17 أيّار في 24 أيّار يقول، أي لقاء الحريري أوباما اتفاق 17 أيّار جديد!!. هي حملة على العلاقات اللبنانيّة ـ الأميركيّة.
ثالثاً ـ التطوّرات الإقليمية:
1 ـ الحدث اليوم تمثّل بتوقيع اتفاق ثلاثيّ بين إيران وتركيا والبرازيل:
• بموجبه ترسل إيران 1200 كيلوغرام من اليورانيوم الضعيف التخصيب إلى تركيا.
• وتتم مبادلته في مهلة أقصاها سنة بـ 120 كيلوغرام من الوقود العالي التخصيب.
• مكان تخزين اليورانيوم سيكون تركيا تحت إشراف إيران والوكالة الدوليّة.
2 ـ وفي وقت أعلن وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو أنّ الاتفاق الثلاثي ينهي مسألة العقوبات على إيران، أعلن المتحدث باسم الخارجيّة الإيرانية أن طهران ستواصل تخصيب اليورانيوم في إيران.
3 ـ في المواقف من الاتفاق الثلاثي:
• ثمّة قناعة دولية “عامة” بأنّ إيران تملك يورانيوم مخصّباً بكميّات كبيرة.
• على اعتبار أنّ الكميّة التي وافقت إيران ـ في الاتفاق الثلاثي اليوم ـ على مبادلتها، أي 1200 كلغ، كانت توازي 70 في المئة من مخزون اليورانيوم المخصّب عندما اقترحت عليها أميركا وفرنسا وروسيا في تشرين الأول الماضي التبادل تحت إشراف الوكالة الدوليّة.
• في حين أنّ النسبة الآن أقل بكثير.
• باريس أعلنت “علينا ألّا نخدع أنفسنا لأن حل مشكلة مفاعل الأبحاث المدنيّة في حال تمّ لن يحلّ ملف برنامج إيران النووي”.
• وتحدثت عن استمرار أنشطة التخصيب وبناء مفاعل المياه الثقيلة وإخفاء موقع قمّ، وبقاء أسئلة الوكالة الدوليّة من دون أجوبة.
• وأكدت على الاستمرار في بحث العقوبات.
• الاتحاد الأوروبي كان موقفه مشابهاً.
• اتفاق دوليّ على ضرورة إبلاغ الاتفاق الثلاثي إلى الوكالة الدوليّة، وعلى أن هذا الاتفاق لا يضع إيران بمنأى عن العقوبات.
• الشكوك الدوليّة في إيران وبرنامجها النووي عميقة جداً.
4 ـ من هنا، فإن الوضع حتى الآن كما يأتي:
• تركيا والبرازيل اللتان لا تؤيدان العقوبات تحاولان تأخير العقوبات.
• وإيران تستفيد من وقت إضافي.
• وعلى أي حال لا بد من انتظار تسلم الوكالة الدولية للاتفاق في غضون أسبوع، والشروح التركية والبرازيلية.
• في وقت لا تزال النبرة الدولية بخصوص العقوبات عالية.
• فهل هي مناورة إيرانية بغطاء تركي – برازيلي أم بداية خضوع إيراني لشروط المجتمع الدولي؟.
• الأمور مختلفة بحسب الأجوبة عن السؤالين الأنفين.
• لا يزال التوتر الإقليمي “حاكماً”، وعلى الأرجح إنّ الاتفاق الثلاثي كما أعلن لن يمرّ دولياً.
رسالة 14 (عدد 33): المعركة في صيدا قرار اتخذه “حزب الله” بالدرجة الأول