رسالة 14
عدد – 31 –
13 أياّر 2010
حول آخر مؤشرات الوضع اللبنانيّ:
1. في حملة 8 آذار على عدد من العناوين الرئيسية وعلى الحكومة نفسها:
•
• نشير إلى أن العناوين التي تتركز عليها الحملة تبدأ من التشويش على الزيارة المرتقبة للرئيس سعد الحريري إلى الولايات المتحدة بعد عشرة أيام، وهي حملة مرشحة للتصاعد كلما اقترب موعد الزيارة.
• وقد وصل الأمر بـ”الحزب القومي السوري” في بيان نشرته صحف اليوم أن هاجم نفي المكتب الإعلامي للرئيس الحريري لما أوردته “السفير” نقلاً عنه الاثنين الفائت، واعتبار ” القومي السوري” أن النفي يخدم أميركا وإسرائيل!.
• وللتذكير كانت “السفير” زعمت أن الحريري أعلن أمام “زوّاره” أنه مع أن يمتلك “حزب الله” صواريخ “سكود” وكل ما يلزم لمواجهة إسرائيل. وادّعت “السفير” أن هذا الكلام المنسوب إلى رئيس مجلس الوزراء تتمة طبيعية لما كان قاله سابقاً نفياً لاتهام إسرائيل الحزب بامتلاك “السكود”.
• والحال – كما قلنا في رسالة سابقة – أن الفارق شاسع بين نفي وجود “السكود” وبين تأييد وجوده!.
• كأن المطلوب ألاّ يوضّح الحريري ذلك الفارق!.
• بيدَ أن الأصح القول القول إن سوريا وجماعتها يعترضان على الحركة الديبلوماسية التي يقودها الحريري بعنوان حماية لبنان.
• ولعلهما يعترضان على توقيت الزيارة عشية توجّه المجتمع الدولي نحو العقوبات على إيران في حزيران المقبل.
• وعلى حُسن العلاقة اللبنانية – الأميركية فيما العلاقة السورية الأميركية غير “ظابطة” بل تشهد توترات من جديد.
• لكن الحملة الموازية للحملة على زيارة أميركا، هي التي بدأت طلائعها على الموازنة المعدة من وزيرة المال (أي فريق الحريري).
• وهدفها تعديل هيكليتها – الموازنة – بما يعني توجهاتها الإصلاحية.. وإلى زيادة العجز.
• ومن ثم عدم تحمل المسؤولية عنها، فيما لو جرى الأخذُ بـ”نظريات” 8 آذار.
• وعنوان آخر هو الحملة على “الهيئة الناظمة للاتصالات” لإلغائها كي يتسلّط الوزير على قطاع الاتصالات (الخاص).
• باختصار، وحتى إشعار آخر، يبدو أن هذه الحملات تؤشر إلى نية مشاكل وتعطيل داخل مجلس الوزراء.
• أي أنها تحت سقف التعطيل ودون هدف إطاحة الحكومة، ما لم يختلف الجانبان السعودي والسوري الراعيان لـ”حكومة الوحدة الوطنية”.
2. في المرحلتين المقبلتين من الانتخابات البلدية في الجنوب والشمال:
• بالنسبة إلى صيدا، فإن المعطيات تشير إلى أن المدينة ذاهبة إلى معركة بلدية.
• بعد انقلاب أسامة سعد على مشروع التوافق والتزكية بلائحة يرأسها محمد السعودي.
• وقد اشار السعودي في تصريح له اليوم إلى ان المشكلة مع سعد أنه يريد فرض من سمّهم “صقوراً” في تنظيم سعد.
• ولا شك أن السعودي يعني هنا أن سعد يريد إدخال فريق مشاكس أي “ثلث معطّل” ما إلى المجلس البلدي.
• ولا يخطئ السعودي إذ يعتبر أن من يفاوض على هذا المنوال إنما يريد معركة في وجه اللائحة المدعومة من “تيار المستقبل”.
• ووفقاً لهذه المعاني، ستكون المعركة البلدية في صيدا سياسية حادة.
• وهدف سعد منها هو المعركة في حدّ ذاتها، وهو لا يستطيع الفوز، والنتائج النيابية السابقة تؤكد ذلك.
• ونسبة المشاركة في انتخابات صيدا 2009 فاقت الـ55 في المئة.
• وما يؤكد أن معركة سعد خاسرة، هو ما يبديه عبد الرحمن البزري – قياساً إلى سعد – من “مرونة” نسبية.
• وفي الجنوب أيضاً، ينبغي التركيز على جزّين.
• لأنّ جزين ينبغي أن تُستعاد من يد العونيين.
• ولا شك أنّ الانتباه مطلوب جداً في البلدات ذات الطابع السنيّ أو المسيحيّ الغالب.
• مثل العرقوب سنياً وشرق صيدا ومرجعيون مسيحياً.
• وسيكون علينا متابعة وضع “الجنوب الشيعي” لاستكمال الصورة لدينا عن الوضع الشيعي الذي أعطى إشارات معيّنة في جبل لبنان وبيروت والبقاع.
• أي متابعة نسبة الاقتراع حيث لا تزكية وحيث ثمّة مواجهات انتخابية بين لوائح عائلات ولائحة “الثنائيّة الشيعيّة”.
• أمّا في الشمال، فإنّ رسالة اليوم ترغب في التشديد على أهميّة معركة مدينة البترون، لأنّ إسقاط اللائحة العونيّة فيها يعني تكريس سقوط جبران باسيل “وريث” عون.
• وترغب في التشديد أيضاً على ضرورة تفاهم مسيحي 14 آذار.
3. في الوضع الجنوبيّ:
• بالإضافة إلى المعلومات السابقة عن حال الاستنفار في صفوف “حزب الله”، وانتشاره (ولو غير المعلن) على امتداد الرقعة الجنوبيّة.
• تحدثت معلومات عن احتكاكات متكرّرة في الفترة الماضية بين “حزب الله” و”اليونيفيل” في بلدات وقرى عدّة. وحصلت الاحتكاكات بالصيغة المعروفة سابقاً : تعرّض “الأهالي” للقّوات الدوليّة !.
• وذكرت هذه المعلومات أيضاً أنّ قيادة الجيش اللبناني طلبت من “اليونيفيل” إلغاء برنامج تدريبات، وذلك يعنوان أنّه يجب معرفة أبعاد هذه التدريبات وسيناريوهاتها وما إذا كانت التدريبات تتعلّق بمواجهة عدوان إسرائيلي أم أمر آخر.
• المعلومات الآنفة أوردتها صحيفة “الراي” الكويتيّة “المحترمة” نقلاً عن مصادر في “اليونيفيل”.
• ويحصل ذلك في وقت ترتفع المخاوف من حرب على لبنان.
• صحيح أنّ إسرائيل في رسائلها “السريّة” – بواسطة الرئيس الروسيّ ميدفيدف – والعلنيّة – تصريحات نتنياهو – تؤكّد أنّها لن تبادر إلى حرب مع سوريّا “أو” مع سوريّا ولبنان، وتقول إن إيران هي المشتغلة على الحرب.
• لكنّ عوامل ومعطيات الانفجار قائمة، ويمكن أن يحدث في أيّ لحظة.
• وعلى سبيل المثال، يُحكى عن تخوّف روسيّ من قصف إسرائيلي لقافلة سلاح مهرّب إلى “حزب الله” يمكن أن يُشعل الصاعق.
• وغير ذلك من السيناريوهات والاحتمالات .. من أيّ من جانبَي الحرب: إسرائيل أو إيران.
• أي أنّ “التحرش” بـ”اليونيفيل” يحصل في لحظة تصاعد التوتّر.
• وإذا صّحت المعلومات المنقولة عن “اليونيفيل” فإنّ ما يحصل هو محاولة إخضاع القّوات الدوليّة .. وتحييدها أو إلغاء فاعليّتها في حال الحرب.
• وما يحصل هو محاولة فرض “قواعد اشتباك” – أي قواعد عمل – مختلفة على “اليونيفيل” التي مهمتها “حماية السلم الإقليميّ” انطلاقاً من جنوب لبنان بموجب القرار 1701.
• وما يحصل يُظهر أن قيادة الجيش تتصرّف بوصفها “ساعي بريد” مع فارق أنّها تنقل رسائل من جانب واحد فقط (“حزب الله”).
4. خلاصةُ الفقرات الآنفة أنّ المطلوب منّا جميعاً، بعيد انتهاء “الموسم البلديّ” الإنكباب أكثر على العناوين الوطنيّة الكبرى، بحيث ننتهي إلى مبادرة لمواجهة التطورّات واحتمالاتها.
رسالة 14 (عدد 30): الإنتخابات في الشمال وجزّين يجب أن تُخاض فس السياسة