رسالة 14
عدد – 29 –
11 أيّار 2010
أوّلاً: حولَ عناوين رئيسيّة بينَ الوضعين الداخليّ والإقليميّ:
1. في النتائج السياسيّة الرئيسيّة للإنتخابات البلديّة حتّى الآن :
• لا شك أنّ النتيجة السياسيّة الأولى التي ظهّرتها الانتخابات في مرحلتيها السابقتين، هي الإنهيار الذي تشهده الزعامة العونيّة ويشهده التيّار العونيّ على المستوى المسيحيّ.
• وبطبيعة الحال، فإنّ هذا الإنهيار الذي يظهر اليوم ، تراكمت عوامله في السنوات الماضية.
• ثمّة عامل سياسيّ – وطنيّ يتعلّق بالخيارات التي إعتمدها عون والتي تعاكس الثوابت المسيحيّة. وثمّة عاملٌ تنظيميّ داخليّ يتعلّق بـ”العائلية” و”المحسوبيّة”. وّثمّة عامل داخليّ آخر يتعلّق بإبعاد “المناضلين” لصالح الأتباع والمحدثين. وثمّة عامل الفساد الذي ينخر بنيان التيّار الذي إستهلكته الزبائنيّة بين بعض القيَادة وبعض التيّار. وعامل غياب القضيّة وقد سقطت الشعارات واحداً تلو الآخر.
• ما يعني بالنتيجة أن التيّار في وسط أكبر أزمة له في تاريخه.
• وينبغي القول إنّ النتيجة السياسيّة الثانية التي ظهّرتها الإنتخابات، هي بوادر مؤشّرات إلى حراك متجدّد ضمن الطائفة الشيعيّة.
• تجلّى ذلك في ظواهر عدّة: لم تستطع “الثنائيّة” الشيعيّة و”حزب الله” بشكل خاص تحشيد بلوك شيعي متراص، فسُجل تدّنٍ في نسبة إقتراع الصوت الشيعي عموماً، وفي عدد من البلدات والقرى إمّا أنّ “حزب الله” لم يستطع فرض لائحة أو أنّه خسر أمام لوائح نافسته أو فاز بفوارق ضئيلة، وبرزت حيويّة إعتراضية لعب دوراً في بروزها عدم قدرة الحزب على الإستنفار حيناً وعدم إمكانية الإستنفار في وجه عائلات أو عشائر حيناً آخر.
• من نافل القول إنّه لا يحقّ لنا المبالغة، سيّما وأنّ المناسبة مناسبة إنتخابات بلدّية، كما أنّنا أمام مؤشّرات أو ظواهر أوّلية لا يمكن معها الحديث عن تراجع قبضة الحزب على الطائفة أو إرتخاء هذه القبضة.
• لكننا في المقابل نستطيع القول إنّ الحزب يواجه أزمة بالعلاقة مع الطائفة والجمهور، سيكون مخاضُ نتائجها عسيراً.
• مشروع مقاومة لا تنتهي + مشروع مكلف للناس وعليهم + خطر دائم + تعب شعبي + فساد يضرب الحزب + مشاكل مع الناس إلخ …
• إذاً ينبغي درس هذه المؤشرات والظواهر بـ”واقعيّة”.
• أمّا النتيجة السياسيّة الثالثة فهي من شقّين. الشق الأوّل هو أنّ الحراك داخل الطوائف هو حراكٌ 14 آذاريّ لا ريبَ فيه مسيحياً وشيعياً .. وسنيّاً ودرزياً، وفي الأصل كانت 14 آذار عابرة للطوائف وكاسرة للحدود بينها. والشقّ الثاني هو أنّنا فزنا بلدياً حيثُ خيضت المعارك بوضوح سياسي 14 آذار ضدّ 8 آذار. وينبغي أن تخاض بعنوان 14 آذار في محافظة الشمال، بما أنّ لا معارك إنتخابيّة في الجنوب وبما أنّ الخيار بالنسبة لـ”تيار المستقبل” في صيدا هو التوافق والتزكية.
• والنتيجة السياسيّة الرابعة، هي ما شدّدنا عليه في “رسالة” أمس لجهة دراسة الرسائل التي وجهتها الناس في عدد من البلدات ولجهة تحديد بوصلتنا السياسية للمرحلة المقبلة.
2. في أداء الجيش والمخابرات في المرحلتَين البلديتَين السابقتين :
• تؤكد المعلومات والمعطيات أنّ الجيش ومخابرات الجيش كانا طرفاً في الإنتخابات في عدد من الأماكن ضدّ 14 آذار.
• وحصل ذلك في بيروت، في مناطقها المسيحيّة تحديداً (في الأشرفية مثلاً ليلَ الأحد).
• وكأنّ ثمّة أمر عمليات بمضايقة 14 آذار عموماً و”القوات” خصوصاً.
• ممّا يقتضي من 14 آذار موقفاً حازماً يدعو الجيش إلى التزام الحياد وعدم التدخّل والإنصراف إلى مهمته: حماية الناس وحماية سلامة الإنتخابات.
• وإبلاغ هذا الموقف لرئيسي الجمهورية والحكومة ووزيرَي الدفاع والداخليّة.
• وإعطاء الإهتمام لوضع المؤسّسة العسكريّة – الأمنيّة في المرحلة المقبلة، بما يؤمّن حيادها ونزاهتها وأن تكون ضمانة للجميع.
3. بشأن ما نشرته “السفير” اليوم من كلام منسوب إلى الرئيس سعد الحريري وردّ المكتب الإعلاميّ لرئيس مجلس الوزراء:
• نشير هنا إلى أنّ “السفير” ذكرت عن زوّار للرئيس الحريري انّه يؤيد إمتلاك “حزب الله” صواريخ “السكود” وكلّ ما يلزم في مواجهة إسرائيل. وردّاً على سؤال مزعوم حول ما إذا كان هكذا موقف له يُغضب الولايات المتّحدة، أجاب الحريري بحسب “السفير” أنّه لا يهمّه من يرضى أو من يزعل، مشيراً – بحسب إدعاء “السفير” – إلى أنّ خلافه مع “حزب الله” هو حول “بعض القضايا الداخليّة”.
• لا شكّ أن من يقرأ ما نشرته “السفير” قبل أن يصدر نفي المكتب الإعلاميّ للحريري، يدرك فوراً أنّ المنشور كاذب.
• إذ لا علاقة له حتّى بما كان الحريري قاله سابقاً. ذلك أنّ رئيس الحكومة في تصريح سابق – أغضب واشنطن – لم يدافع عن حصول “حزب الله” على “السكود”، بل كان يعتبر أنّ “السكود” لدى الحزب هو مزاعم إسرائيليّة لشن عدوان على لبنان. والفارق كبير.
• وعلى أيّ حال كي يقطع الشكّ باليقين، قال الحريري في ردّه اليوم إنّ “الكلام المنسوب إليه يتعارض كلياً مع مصلحة لبنان لأنّ من شأنه جرّه إلى تجاذبات إقليمية خطيرة”. وأضاف انّه “يجهد منذ أن ظهرت بوادر مخاطرها (التجاذبات) إلى حماية لبنان منها”.
• واللافت أنّ ما نشرته “السفير” إذ يسبق زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن بعد أيّام، إنّما هدفه التخريب على هذه الزيارة.
• بل هو مؤشّر الى بداية حملة سورّية – وحزب اللهية – على الزيارة، علماً أنّ الحريري قام بزيارات عدّة قبل هذه الزيارة الى أميركا.
4. بالنسبة إلى المفاوضات الفلسطينيّة – الإسرائيليّة غير المباشرة:
• لا يمكننا أن نعترض عليها، سيّما انّ المبادرة الأميركيّة إليها تتقاطع مع مبادرة السلام العربيّة مضامين وأهدافاً.
• وأنّ الجانب الفلسطيني يذهب إليها بقرار من منظمة التحرير وبقرار عربيّ.
• ويذهب إليها معتبراً أنّها ميدان صراع، أو ميدان صراع تفاوضيّ.
• ويستند إلى ضمانات قالت واشنطن إنّها أعطتها للطرفين.
• وإذا كانت إسرائيل تتحدّى هذه الضمانات وتتحدى أميركا، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس حمّل الادارة مسؤوليّة الجواب عن إعلان نتنياهو عزمه على مواصلة بناء المستوطنات.
• نشجّع هذه الفرصة من دون طبعاً أن نرفع سقف التوقّعات.
رسالة 14 (عدد 28): مزاج شعبي في صالح 14 آذار ولكن هنالك “رسائل” ينبغي فهمها
رسالة 14 (عدد 29): الجيش ومخابرات الجيش كانا طرفاً في الإنتخابات في عدد من الأماكن ضدّ 14 آذار.
toni Raad — ton.i@live.ca;g
كل عمرك يا زبيبة في —- عود