رسالة 14
عدد – 22 –
29 نيسان 2010
حول عدد من العناوين الرئيسية المتصلة بلبنان الداخلي ولبنان في الإطار الإقليمي:
1. بالنسبة إلى زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن جاسم إلى بيروت:
• من الضروري الإشارة بداية إلى أن موعد الزيارة كان مقرراً قبل نحو شهرين خلال زيارة الرئيس سعد الحريري إلى الدوحة، تحت عنوان اجتماع اللجنة اللبنانية – القطرية المشتركة العليا.
• غير أن ذلك لم يمنع المتابعين من السؤال عما يمكن للشيخ حمد أن يكون حمل معه إلى لبنان في اللحظة الحالية، بالنظر إلى علاقات قطر على تقاطعات عدة.
• وحقيقة الأمر أن ليس لدى “رسالة 14” معلومات محددة – حتى الآن – حول ما حمله إن كان قد حمل شيئاً بالفعل.
• على أن الكلام السياسي “العالي” الذي تحدّث به عن إسرائيل وتهديداتها يمكن أن يكون لـ”التغطية” على تبليغ قطري ما للبنان بأن التهديدات الإسرائيلية “جدية”. وهذا ما تقاطع بشأنه عدد من المتابعين الجادين.
• والعبارة السياسية اللافتة للمسؤول القطري جاءت اليوم في صيغة: واجهوا التهديدات بوحدتكم الوطنية وليس بالسلاح (مخاطباً اللبنانيين من عند نبيه بري).
• واللافت أن حمد بن جاسم الذي بدأ زيارته أمس قد لا ينهيها غداً الجمعة، أي أن زيارته “طويلة” نسبياً، ما يعني أن برنامجه يتضمن اتصالات.. وإنه ربما يلتقي حسن نصر الله لبحث أمر أو أمور ما معه “مباشرة”، وما يعني انه قد يكون في صدد الحض على ضبط الوضع الداخلي.
2. على أي حال، فقد تزامنت زيارة المسؤول القطري مع ما يأتي:
• الكشف عن أن رصداً للحدود اللبنانية مع إسرائيل أظهر وضعاً غير عادي (مانشيت صحيفة “النهار” اليوم).
• وربط تكثيف الرئيس الحريري تحركاته واتصالاته الخارجية بما تم رصده.
• غير أن اللافت، هو المعاينة الأميركية أمس للحدود اللبنانية – السورية شرقاً.
• وإذا كان من المنطقي اعتبار هذه الخطوة الأميركية من ضمن الضغوط على سوريا في ما يتعلق بتهريب السلاح إلى “حزب الله” في لبنان، بعد الاتهامات الأميركية لسوريا بتسليم “حزب الله” أسلحة متطورة من ضمنها صواريخ متعددة.
• فإن هذه الخطوة تُقرأ في اتجاهات عدة مترابطة.
• إنها إعلان بأن الحدود اللبنانية – السورية لا تنتظر مآل العلاقات اللبنانية – السورية. وإعلان بأن تلك الحدود غير مضبوطة. وإعلان بأن تلك الحدود ستكون تحت المراقبة الدولية. وبأن هذه الحدود خاضعة أصلاً للقرار 1701 كما للقرارين 1559 و1680 من زاوية عدم دخول سلاح إلى لبنان. وبأن المآل الأخير “يمكن” أن يكون تدويلاً لها.
• أي إن مسألة “سلاح حزب الله” في ظل المواقف الأميركية تبدو في طريقها إلى أن تتحول “مسألة حدود” أو “معركة بشأن الحدود”.
• وهذا ما جعل “حزب الله” اعتباراً من اليوم “يبدأ” المعركة ضد ما سماه “الاستباحة” الأميركية للأمن اللبناني (إشارة هنا إلى التصريحات الإعلامية لحزب الله).
3. في مجال آخر يتعلق بـ”حزب الله”، نلفت إلى الآتي:
• في تعليقه على الأحكام القضائية المصرية بحق “خلية حزب الله” في مصر، كان نصر الله “مفاجئاً” في هدوئه.
• صحيحٌ أنه كرر روايته عن هذه الخلية بعنوان أن “المجاهدين” (المحكومين) تواجدوا في مصر من أجل نصرة غزة وفلسطين.
• وصحيح أنّه اعتبر الأحكام ظالمة (!) ووصفها بأنها “سياسيّة”.
• لكنّ الملاحظ أنّه لم يهاجم النظام المصريّ.
• والأهم أنّه بدا مراهناً على استعادة المحكومين في يوم ما. إذ قال إنّ “الأمور مع مصر ليست مقفلة”. وأضاف أنّ “الموضوع أصبح الآن خارج القضاء والمخارج الوحيدة المتاحة هي مخارج سياسيّة وسوف نسعى من خلال الوسائل السياسيّة والديبلوماسية لمعالجة هذا الأمر”.
• وفي مقالة للصحافي إبراهيم بيرم المقّرب من “حزب الله” في صحيفة “النهار” اليوم، ما مفادُه أنّ “المصادر المعنيّة” (أي “حزب الله”) تعتبر أنّ الأحكام إشارة من مصر إلى أنها لا تريد أن تكسر الجّرة، وترى “إنها قابلة للتفاوض”.
• إذاً، إنّ تعقيب “حزب الله” على لسان أمينه العام، بما هو – التعقيب – ردّ فعل أوّل، لا يبدو تصعيدياً بل يعبّر بمعنى من المعاني عن “حشرة”.
• من جهة ثانية، تؤكّد معلومات أنّ “حزب الله” أبعد قبل أيّام مسؤولاً بارزاً فيه يشغل منصباً أمنياً رفيعاً بعد أن طاولته اتهامات داخليّة بالفساد. وتُصيب هذه الاتهامات مسؤولين قياديين بارزين أيضاً.
• ما يعني أنّ “حزب الله” تضربُه منذ أكثر من عام عاصفة من الفساد بل إنّ ثمّة “أزمة فساد” في داخله. (“إفلاس” صلاح عز الدين مثالاً”).
4. وإذا أخذنا في الاعتبار المقّدمات الآنفة ووقائع أخرى، يمكن أن نصل إلى ما يأتي :
• توتّر “حزب الله” من المعطيات الإقليميّة.
• وتوتّر من الضغوط الدوليّة على حليفيه الإيراني والسوريّ.
• وتوتّر من موضوع الحدود.
• وتوتّر من المحكمة الدولية.
• وتوتّر من “النخر” في صفوفه.
• ما يجعل احتساب توتّره على خلفيّة كل هذه المسائل واجباً، وما يجعلُ احتمال “تصديره” لتوتّره نحو الوضع اللبناني أمراً يجدر الانتباه منه.
5. في غمرة هذه المعطيات جميعاً، لا تزال سوريّا تؤكّد ثبات تحالفها مع إيران والتزامها بهذا التحالف:
• الصحافة السوريّة الصادرةّ اليوم (لاسيّما صحيفة “الوطن”) تشدّد على هذا الموضوع.
• وسط معلومات – بحاجة إلى متابعة بالتأكيد – تفيد أنّ سوريّا “عادت” إلى إيران في العراق.
• تخلّت عن “القائمة العراقيّة” برئاسة أياد علاوي لصالح نوري المالكي.
• ما أدّى إلى إعادة خلط نتائج الانتخابات العراقيّة.
• الأمر الذي يُعتبر إخلالاً سوريّاً بالتفاهم مع المملكة العربية السعوديّة بشأن العراق.
• أي يعتبر تراجعاً عن “دفعة سوريّة” إلى السعوديّة في العراق.
• “بالرغم” من حرص المملكة على تأكيد ثبات علاقاتها “الطيّبة” بسوريّا.
6. في ما يتعلّق بالانتخابات البلديّة:
• ليس لدينا الكثير ممّا نضيفه إلى ما سبق أن تناولناه.
• لكننا نشير إلى المعلومات الصحافيّة المنقولة عن مفاوضي 14 آذار في بيروت بشأن ربط المفاوض العونيّ (جبران باسيل) التوافق في العاصمة – على الشروط العونيّة – بالوضع الحُكومّي. أي تهديد لـ”استقرار” الحكومة.
• ما يؤكد ما ذكرناه في رسالة أمس بشأن ربط “حزب الله”، انطلاقاً من بيروت أيضاً، النزاع حول مصير الحكومة بعد أيّار.
• على أننّا نضيف اليوم أنّ ثمّة فرصةً، في مجرى الانتخابات البلديّة، للاستفادة من التفكّك العونّي، في داخله وبين جمهوره.
• الحليف المسيحيّ لـ”حزب الله” في أسوأ أيّامه!.
رسالة 14 (عدد 21): معركة تحييد سوريا عن إيران وقرار الحزب بخوض إنتخابات بلدية بيروت ضد الحريري