الردود على مقال “عاشوراء: دعوة للشباب لممارسة النقد” المنشور في الأسبوع الماضي، جاءت معظمها مؤيدة للأفكار الواردة فيه، فيما ربط البعض بينها وبين الأوضاع الراهنة في العراق. على سبيل المثال يقول وليد أن “الشيعة اضطهدوا أنفسهم حين رضوا برجال دين يستغلونهم ويستفيدون من جهلهم. ففي لبنان كان رجال الدين الشيعة يرفضون إرسال أبناء الشيعة إلى المدارس والجامعات الغربية كمنح من الدولة لكي يعودوا ممثلين عن طائفتهم. وكان ممثلوهم يبعثون أبناءهم فقط مكتفين بهم كممثلين لحيازة التمثيل وحصرها بعوائلهم وأبنائهم. وفي العراق رفض رجال الدين إرسال أبنائهم إلى المدارس العمومية واعتبروا العمل بوظائف الدولة كفرا وخروجا على الدين لأن العراق كان محتلا من قبل الإنجليز مما جعل السنّة يهيمنون على السلطة. وبذلك تشكّل الفرق الطائفي بين حاكم ومحكوم. رجال الدين أجهل أبناء الطائفة (الشيعية) وهم يمارسون جهلهم من خلال قصائد ونصوص يحفظونها. هدفهم المال والخمس والدعم للطائفة بإبراز رجالاتها. وحين يجرّد الشيعي السيد وآية الله والشيخ والعالم من قداسة تنافس قداسة الله، وحين يتحول رجل الدين إلى إنسان كباقي البشر، سيتمكن الشيعي من أن يرفع رأسه كسيد قدره… وإلاّ فالعبودية حال من لا يثير التساؤل ويعي ما يحيكه رجال الدين من شرّ للطائفة والوطن. إن مأساة عاشوراء لا علاقة لها بمراسيم وطقوس وتشابيه يمارسها الشيعة منذ العهد الصفوي. ومقتل الحسين عليه السلام غير ما نراه مجسدا في شوارع مدننا من أوهام، وغير ما يقوله عبد الزهرة الكعبي في المقتل: فبرز ثلاثة آلاف إلى الإمام الحسين فقتلهم. وبرز عشرة آلاف فقتلهم. وتعليق الراحل الشيخ الوائلي رائع في هذا الباب عندما قال لمؤلف كتاب مقتل الحسين: إذا أعطيتك سكين حادّة وألف دجاجة فكم تستغرق في ذبحها، لنفترض دقيقة لكل دجاجة، فكيف تقول إن الحسين قتل 35 ألف رجل خلال ساعتين من الضحى حتى الظهر كما تذكر في كتابك؟”
سعد الخير يقول بأنه يتفق مع ما حاء في المقال، ويضيف “لكن هناك شيء لا أفهمه. من الذي أوحى للسنّة بأنهم هم المقصودون بأعداء الحسين؟ السنّة لم يكونوا موجودين عند مقتل الحسين، لكن العداء المذهبي الذي خلقته الدولة العثمانية والدولة الصفوية ثم لاحقا الفكر الوهابي ثم الفكر التكفيري جعل السنّة بكل أسف يقعون في هذا الفخ وينحازون إلى الطرف الأموي، لا حبا بالأمويين ولكن كرها في الشيعة. فوجدوا أنفسهم في معسكر أعداء الحسين، فطاب ذلك لمتطرفي الشيعة وتجار المواكب الحسينية، فازدهرت تجارتهم. وهكذا التقت مصالح المتطرفين في الفريقين. والضحايا هم العقل والحقيقة وجمهور الناس”.
جيفارا يقول بأنه “حينما ندرس المسرح ومدارسه نجد مدرسة بريخت تعتمد كليا على مبدأ الإيهام. ويبدو أن بريخت قد تتلمذ علي يد قراء المنابر والحسينيات في كسر الإيهام، أي البكاء ثم السكوت فجأة أو بالعكس. معالجة الموضوع جدا متطورة، لكن لا حياة لمن تنادي، فلسنا الوحيدين في العالم نملك مثل هذا التاريخ، لكننا الوحيدين الذين أصبح تاريخهم وبالا عليهم بسبب هؤلاء الجهال، ومأساتهم أنهم لا يعرفون أنهم جهال بل أكثر علما من أي أستاذ جامعي أو باحث علمي. والطامة الكبرى أن كثيرا من المثقفين وأشباه المثقفين والأميين يسيرون خلفهم لأنهم يعبّرون بحق عما في داخلهم من تخلف وظلامية. آلاف المفكرين قتلوا ونحن لا نذكرهم، ونذكر هذه الفاجعة لأنها لن تجمعنا”.
أمين يقول إن القراءات المشبوهة يجب ان تقبر إلى الأبد. فما حدث في العراق بعد الاحتلال إحدى اكبر الجرائم ضد الإنسانية باسم الثأر للحسين وقتلته. ويضيف “إن الانتقام من الأبرياء لأسباب تعود إلى الماضي هو بؤرة التخلف. لينظر هؤلاء الظلاميون إلى خطوة اتخذها البابا يوحنا (بولس) عندما برأ اليهود الحاليين من قتل المسيح! لماذا يكون غيرنا أكثر عقلانية منا”.
محمود الشمري يقول “نعم لقد قتل الأبرياء في العراق وشرد الآلاف ولا زالوا واغتصبت النساء، ولكن ليس بسبب الثأر من قتلة الحسين وإنما بسبب حبهم للحسين. نعم إن أتباع الحسين ومحبيهم هم من قُتلوا وشرّدوا واغتصبوا، قتلهم الزرقاوي وعصابة القاعدة بمؤازرة البعث وأعداء أهل البيت, فقط لأنهم يحبون الحسين ويقتفون أثره، وعندما قام إليهم حثالة يسمونهم جيش المهدي أخذوا يولولون ويدّعون بأن الشيعة قتلوهم، واستفادوا من ذلك وازدادوا قتلا وتشريدا للأبرياء من أتباع أهل البيت عند ممارسة شعائرهم في جوامعهم وأسواقهم، وعندما حاربهم الجيش العراقي اتهموه بالطائفية، وعندما ضربهم الأمريكان اتهموهم بالاحتلال، يعني أن أقتلك وتسكت وإلا فأنت إنْ دافعت عن نفسك (ستكون) طائفيا وتعمل لإيران وتساعد المحتل”.
مازن يقول “المقال يؤكد على نقطة جوهرية في مرتكزات رجال الدين الفكرية ويجعلها حقيقة جديرة بالخلود، ألا وهي المظلومية وإساءة استخدامها. يسعى المفهوم الطائفي إلى توحيد الطائفة تحت راية المظلومية، في حين أن الكثير من أبناء الطائفة قد عملوا في الأجهزة التي قمعت الشعب بأكمله، كما في العراق وليس أبناء الطائفة وحدها، و كان من بين ضحايا الطغيان العديد من الذين ينتمون إلى طوائف أخرى وديانات أخرى. تذكروا في العراق أسماء مثل محمد حمزة الزبيدي وعزيز صالح النومان وناظم كزار .. الخ. من الجدير بالذكر أن أديانا أخرى قد استعملت المظلومية لكي تطالب بحقوق لها. لسنا بصدد المقارنة ولكن بصدد الجوهر الذي جعل من اليهود يستعملون المظلمة أكثر من بعدها الحقيقي ومبررا لقمع أقوام وشعوب أخرى كما نلاحظ الآن. يسعى رجال الدين الشيعة إلى إدامة الشعور بالمظلمة وإدامة ربط المواطن الشيعي بالبكائيات. وهذه تترجم في مواسم الزيارات إلى منافع اقتصادية هائلة للبازار ورجال الدين المتحالفين على سلب الفقراء من الشيعة وإبقائهم تحت طائلة المظلومية مما ربى لديهم عصابا مازوخيا جمعيا”.
عبدالعزيز الخنيني يقول “هل اللطم والبكاء من الدين؟ كلا ولكن هو ممّن يمارس الدين ممارسة خاطئة وليست عفوية بل مقبوضة الثمن وعلى جميع الأصعدة، كما هو الحال في العراق اليوم، فباسم المظلومية يحكم العراق الجهلة والطائفيون والسرّاق ومن هم ليسوا بعراقيين. أليس من الظلم والإجحاف ان يشرد أهل العراق الأصليين تحت شعار يالثارات الحسين والحسين منهم ومن أمثالهم براء”.
المتابع يقول أن “جل هم كاتب المقال انصب على محاربة الأوهام والعقائد الفاسدة واستغلال الدين بطرق رخيصة لتضليل المجتمع، وهذا ما نصبو إليه، ولم يلحظ على المقال أي نفس أو قصد طائفي أو تحريضي. أما أن تستغل التعليقات على المقال لمقاصد طائفية تنبعث منها روح الكراهة فهذا ما لا نتمناه لأنه في النتيجة ستغدو مهاترات لا يمكن لها ان تخدم البحث العلمي ولا الموضوعية التي ننشدها”.
دكتور هاشم يقول “متى تحررنا من سلطة الوهم والخرافة والشعوذة والغيبيات ستكون أقدامنا في السكة الصحيحة، سكة التقدم الاجتماعي والازدهار الاقتصادي. أنا من العراق المبتلى برجالات الدين الذين يمثلون قمة التحجر والتخلف، إنهم أعداء التحضر والتمدن”.
رعد الحافظ يقول “لا يسعني في ذكرى الحسين الشهيد (ع) إلا أن أتمنى لأخوتي الشيعة ولجميع المسلمين التقدم والعبور إلى بر الأمان والديموقراطية ونصرة كل المظلومين من أبناء الشعوب العربية، وأن يتخذوا من هذه الذكرى المؤلمة دافعا وحافزا لمقارعة الظلم والديكتاتورية والفساد، وأكثره نابع من أنفسنا أفلا تنظرون؟”.
د. خليل شاكر الزبيدي يقول “تمر في الأمة الإسلامية ذكريات دينية وقومية ولكنها لا تستوقفنا لأخذ العبرة والدرس، بل لعقد مباريات الخطابة ومجالس البكاء والرثاء التي سرعان ما تتلاشى بذهاب المناسبة. إن يوم عاشوراء يوم استشهاد الحسين بن علي (رض) وضياع فلسطين واحتلال العراق وضياع بيت المقدس كلها مناسبات يعرف النادبون كيف يحيوها بالتخدير وإثارة العواطف التي لا تجدي إلا في قتل الوقت والتنويم المغناطيسي. أما عن كيفية الاستفادة من هذه المناسبات فهذا شيء لا يدخل في حسابات هذه الشعوب العاطفية وقياداتها”.
خالد علي يقول “إن العديد من رجال الدين يصادرون أفكارنا ويوجهوننا في أمور حياتنا، كما يريدون دون إعطائنا هامشا نتحرك فيه ونفكر ونستنتج. هل الذي نقوم به صحيح أو خطأ؟ فيجب ان نفكر قبل ان نخطو. علماؤنا سنّة كانوا أو شيعة لهم احترامهم وتقديرهم. لكنهم لا بد ان يغيروا أساليبهم وان يجعلوا لنا هامشا نتحرك فيه لنصل إلى الحقيقة التي نقتنع بها، والتي لا تخرج عن الإطار الديني”.
أحمد حسين يقول “للأسف الكل يوظف قضية الإمام الحسين عليه السلام لمصالحة ولأغراضه الدنيوية. والإمام أسمي وأجل من هذا التوظيف الرخيص من خلال دس السم في العسل من قبل بعض الخطباء الذين يزرعون الوهم والشك ويدسون الخرافات والبدع علي المنابر، لكي يستغلوا سذاجة الشباب وعامة الناس. إنها الطامة الكبرى علي الإسلام من هؤلاء المهرجين”.
جاسم غالي يقول “الكاتب ينصح شباب الشيعة بأن يستخدموا عقولهم للتفكير والنقد، ويشك بمشايخ الشيعة وموقعة الطف. أنا أقول أنّ عليه ان ينصح شباب طائفته أولا، وشباب الشيعة ليسوا بحاجة إلى ناصح مثل الكاتب ذي النعرة الطائفية الذي يملئ قلبه بحقد ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام. إن الكاتب معروف لدى أهل الكويت بمواقفه ضد الشيعة، فعليه مراجعة التاريخ المضلل ويفتح عقله قبل ان ينتقد مشايخ الشيعة الأفاضل الذين ينهلون من مدرسة أهل بيت النبوة”.
كاتب كويتي
ssultann@hotmail.com