اكد رئيس الوزراء اليمني الجديد علي مجور ان حكومته لن تفاوض المتمردين الزيديين لانهاء التمرد في صعدة، متهما ليبيا و»ربما» ايران بالتورط في هذا النزاع، في اول إتهام رسمي من نوعه. وقال انه «ليس هناك اي حل سوى الحل العسكري»، مؤكدا ان السلطة قررت «تشجيع المتطوعين» على الذهاب الى القتال في الشمال. واشار ديبلوماسيون الى تعبئة الالاف من عناصر العشائر من كل المحافظات لهذا الهدف. في موازاة ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش سيلتقي نظيره اليمني الرئيس علي عبدالله صالح الأربعاء المقبل، وسيبحث معه في العلاقات الثنائية وتعاون اليمن في الحرب على الارهاب والتطوارت في المنطقة. كما يلتقي الرئيس اليمني أركان الادارة.
ولم يُعط مجور، في حديث الى وكالة «فرانس برس»، ارقاماً عن الخسائر التي تتكبدها القوات الحكومية الا انه أكد ان الخسائر «كبيرة» في صفوف المتمردين. وقال رداً على سؤال تناول سبب عدم محاولة الحكومة التوصل الى حل تفاوضي مع المتمردين: «لقد حاولنا».
واضاف «حاولت الدولة التفاوض مع الحوثي»، في اشارة الى بدر الدين الحوثي الذي خلف ابنه حسين على رأس التمرد منذ مقتل الاخير العام 2004، وزاد «انه لا يفهم الا اللغة العسكرية لقد انتهى وقت المفاوضات».
وعلى رغم التعتيم وفي الوقت الذي يحكى عن خسائر كبيرة تتكبدها القوات الحكومية في القتال، قال رئيس الوزراء ان الحل العسكري «يسير بشكل جيد» مؤكداً ان الانتصار «مسألة اسابيع فقط».
وعما اذا كان المتمردون يحصلون على دعم خارجي، قال مجور: «نعم حصلوا على المساعدة من الخارج، خصوصاً من ليبيا. علينا ان نكون واضحين ربما ايضاً من ايران»، لكنه لم يُحدد شكل هذه المساعدة.
وعما اذا كانت الحكومة تملك ادلة تثبت هذا التورط، قال مجور «ليس بالضبط ادلة، انما مؤشرات». وتبدو الامور واضحة لمجور، فهو يعتبر ان الحوثيين ارهابيون وان الحرب ضدهم «جزء من الحرب على الارهاب».
ولا يتفق حلفاء اليمن مع هذا الرأي. ويعتبر الاوروبيون النزاع في صعدة «مسألة داخلية بحتة» وتعتبر الولايات المتحدة ان النزاع «مزيج بين الاثنين». لكن مجور يعتبر ايضاً ان «احد اسباب الحرب في صعدة هو الفقر والبطالة».
وقال: «على الدولة ان تقوم بالكثير من الاشياء لاجل صعدة، خصوصاً في مجال التعليم والصحة وايجاد الوظائف والحد من الفقر».
وكان مجور، الذي شغل منذ شباط (فبراير) 2006 منصب وزير الكهرباء حتى تعيينه في آذار (مارس) الماضي رئيساً للوزراء تجاهل في برنامج حكومته الذي عرضه امام البرلمان في 17 نيسان (ابريل) الجاري النزاع الدامي الذي يعصف بصعدة الامر الذي لم يرق لبعض النواب. ويعكس الصمت الحكومي تعتيماً تود السلطة ان تحيط به موضوع التمرد في صعدة. وتمنع الزوار والصحافيين خصوصاً من زيارة المحافظة وتكتفي الصحافة اليمنية بنشر انباء تُشبه الاشاعات.
صنعاء، واشنطن الحياة