تأييد رئيس الأركان الإيراني لمشروع الإتفاق مع الغرب في الملفّ النووي يمكن أن يعني أن المؤسسة العسكرية والأمنية في إيران ستحسم هذا الموضوع لصالح التفاهم مع .. الأميركيين، إنطلاقاً من الضعف الداخلي للنظام الذي يجبره على تقديم تنازلات للخارج.
*
طهران (رويترز) – شكا مسؤول عسكري ايراني كبير علانية يوم الجمعة من تقاعس روسيا عن تسليم نظام دفاع صاروخي لا تريد واشنطن أن تحصل طهران عليه.
ولم تنفذ موسكو التي تخضع لضغوط غربية لتنأي بنفسها عن طهران عروضها بامداد الجمهورية الاسلامية بأنظمة صاروخية متطورة للدفاع الجوي اس 300 .
وقال الميجر جنرال حسن فيروز ابادي رئيس أركان القوات المسلحة الايرانية وعضو المجلس الاعلى للامن القومي في تصريحات بثتها وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية “نحن غير راضين عن أصدقائنا الروس.”
وأردف “لماذا لم يسمح بارسال الصواريخ اس 300 للاغراض الدفاعية الايرانية كما تم الاتفاق بين البلدين؟ مر أكثر من ستة أشهر على الموعد الذي كان مقررا ان تسلمها روسيا لايران.”
وتابع “هل سيأخذ واضعو الاستراتيجيات الروس في الاعتبار الاهمية الجغرافية والسياسية لايران في أمن بلادهم.”
وأثنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الشهر الماضي على موسكو لعدم تسليمها الاسلحة لايران التي تتنازع مع الغرب بشأن برنامجيها النووي والصاروخي.
وتسعى واشنطن الى الحصول على تعهدت قاطعة من روسيا بفرض عقوبات أكثر صرامة على ايران بشأن برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في انه يستهدف انتاج أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.
كما أثار رئيس لجنة السياسة الخارجية والامن القومي بالبرلمان الايراني علاء الدين بوروجردي المخاوف بشأن تراجع روسيا عن صفقة الصواريخ وقال ان هذا سيكون “فصلا جديدا في الحنث بالوعود من قبل الروس”.
ويمكن لانظمة صواريخ اس 300 التي تحمل على العربات والمعروفة في الغرب باسم اس ايه-20 أن تسقط صواريخ كروز وطائرات. وبمقدورها اطلاق النار على أهداف على ارتفاع يصل الى 150 كيلومترا كما تتجاوز سرعتها كيلومترين في الثانية.
ولمحت اسرائيل التي يعتقد انها الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية في الشرق الاوسط الى انها قد تهاجم اسرائيل في مسعى لمنعها من امتلاك أسلحة نووية.
وعبر فيروز ابادي عن دعمه لفكرة ارسال الوقود النووي للخارج لتخصيبه.
وكانت مسودة اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا وقوى عالمية أخرى قد دعت ايران الى ارسال نحو 75 في المئة من مخزونها من اليورانيوم الى الخارج لتحويله الى وقود لمفاعل أبحاث طبية في ايران لانتاج نظائر مشعة لعلاج السرطان.
لكن ايران لم توقع الاتفاق وقال بعض المسؤولين ان طهران قد تحبذ شراء وقود المفاعل من موردين أجانب في جدل داخلي يبدو انه لم يحسم بعد.
وقال فيروز ابادي “لن نضار بسبب تبادل الوقود (النووي). بالحصول على وقود مخصب بنسبة 20 في المئة تحتاجه المفاعلات سيستفيد نحو مليون شخص من الامكانيات الطبية سنويا.”