في حين يرقد الشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم “رأس الخيمة” منذ العام 1948 في مستشفى خليفة في أبو ظبي منذ شهرين، فإن مرضه قد أجّج النزاع بين إبنيه اللذين يطمح كل منهما لخلافته. وكان الشيخ صقر قد اتخذ، في العام 2003، قراراً مفاجئاً أبعد بموجبه إبنه البكر “خالد” عن ولاية العهد التي كان يحمل لقبها منذ العام 1958، لصالح إبنه الأصغر “سعود”. واضطر الأمير “خالد” بعد ذلك لمغادرة البلاد، حاملاً معه حقده ورغبته في الثأر لنفسه.
وفي تقرير نشرته جريدة “لوموند” الفرنسية أن “الجروج لم تندمل مع الوقت. فإذا كان الشيخ “سعود” قد أصبح الحاكم الفعلي لـ”رأس الخيمة” بسبب تقدّم والده في السنّ (من مواليد 1918)، فإن الوريث العزول لم يتخلّ عن طموحه لتولّي إمارة البلاد، وهي عبارة عن أرض صغيرة تحاذي سلطنة عُمان ومضيق هرمز وتخلو من أية ثروات نفطية. ويبرز الشيخ “خالد” مرسوماً صادراً عن والده، في العام 2004، يعيده فيه إلى المناصب التي كان قد عزله عنها. ولكن شقيقه “سعود” لا يعترف بذلك المرسوم.
ويستفيد الشيخ “خالد”، وهو الآن في الستينات، من خدمات شركات محاماة أميركية، وحتى من خدمات كاتب عدل بريطاني مقيم في ضاحية لندن حسب جريدة “الغارديان” البريطانية. كما أن له صفحة على تويتر وفيديوات على “يوتيوب”، يستخدمها لتوجيه الإتهامات لشقيقه.
وحسب الشيخ “خالد”، فإن الشيخ “سعود” جعل “رأس الخيمة” بلاداً سائبة وقاعدة خلفية لإيران بفضل “المناطق الحرّة” التي تسمح لإيران بخرق العقوبات المفروضة عليها، بل وملاذاً آمناً للجماعات الجهادية، بما فيها “القاعدة” ربما.
ومن الواضح أن هذا المشهد المثير للقلق يهدف إلى لفت الإنتباه. ويأمل الشيخ “خالد” الذي لا يخفي ميوله الأميركية (شارك في حفل تنصيب باراك أوباما في واشنطن في العام 2009) أن تصل تحذيراته إلى آذان ولي عهد “أبو ظبي” الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو مثله مؤيّد للغرب ولكنه يملك نفوذاً مؤثّراً جداً.
ولكن ليس من المؤكد أن تحظى حملاته بالرضى في منطقة اعتادت على “تقليد” ثورات القصور شرط أن تظل في حدود التكتّم والبُعد عن الإعلام.