قالت مصادر ليبية موثوقة لـ”الشفاف” أن ظهور سيف الإسلام القذافي بعد تأكيد اعتقاله يمثل أول “كذبة كبيرة” يقوم بها المجلس الوطني الإنتقالي الذي يمثّل المعارضة الليبية. وقد صدّقت مختلف المراجع خبر القبض على “سيف الإسلام” لأن المجلس كان، حتى الآن، قد التزم بقدر من المصداقية في ما يُنقَل عنه من معلومات.
واعتبرت المصادر أن معركة طرابلس قد حُسِمَت فعلاً مع سقوط “باب العزيزية”.
وفي تقديرها أن ذلك لا يعني إنتهاء المقاومة “اليائسة” من جانب العقيد القذافي. وحسب المصادر، فستنتقل المعركة الآن إلى “محور سبها- سرت- الجفرة”، حيث يستند معمر القذافي إلى قوات مجهزة جيداً وإلى ولاءات قَبَلية ومصلحية، هذا من جهة، وإلى محور “العمليات التخريبية داخل المدن” الليبية.
ومع أن المصادر شدّدت على أن القذافي سيُهزَم في جميع الأحوال، فقد أبرزت بالمقابل أن الكلفة البشرية لحسم المعركة يمكن أن تكون “باهظة” من حيث عدد القتلى والمصابين.
مستشارين عسكريين من فرنسا وبريطانيا والإمارات وقطر
من جهة أخرى، كشفت جريدة “لوموند”، إستناداً إلى “مصادر رسمية” فرنسية، أن عملية اجتياح طرابلس تمت بدعم كبير وفّره للثوّار “مستشارون” أجانب تابعون للقوات الخاصة لأربع دول، هي فرنسا، وبريطانيا، ودولة الإمارات العربية، وقطر.
ويصل عدد “المستشارين” الأجانب إلى أقل من 100 بقليل. وقد عمل هؤلاء داخل العاصمة الليببية، وفي جوارها القريب. وكان دورهم هو تأمين التنسيق الوثيق بين حلف الأطلسي وتحركات الثوّار، وخصوصاً مع “وحدات النخبة” في المعارضة التي تولّى هؤلاء المستشارون تدريبها خلال الأشهر الماضية. وقد تفاخر مصدر عسكري فرنسي بأن الفرنسيين “علّموهم مهنة القتال”. ويُذكَر أن باريس ولندن كانتا قد أعلنتا، في آخر شهر نيسان/أبريل، عن إرسال “مستشارين عسكريين” إلى ليبيا.
ونقلت “لوموند” عن مسؤول عسكري فرنسي “معني عن قُرب بتوجيه العمليات” أن مصير معركة طرابلس سيُحسَم “خلال ساعات أو خلال أيام قليلة”. وأكّد المصدر نفسه صحّة إعلانٍ صادر عن “المجلس الوطني الإنتقالي” جاء فيه أن قواته تسيطر على 80 بالمئة من طرابلس.
واعتبر المصدر العسكري الفرنسي أن إحدى النقاط غير المحسومة بعد هي سلوك ما تبقى من قوات موالية للقذافي “تتمركز في حصون” بينها مجمّع باب العزيزية.
وأضاف أن القذافي “ربما انتقل إلى جنوب البلاد حيث لديه أملاك واسعة، أو إلى الجزائر” (كان “الشفاف” قد أشار إلى معلومات حول توجّه القذافي إلى منطقة الحدود مع الجزائر في معلومات نشرها يوم الأحد). ويرجّح المسؤول العسكري الفرنسي أن يكون القذافي قد غادر طرابلس: “وإلا، فإنني لا أستطيع أن أفهم لماذا استسلم الحرس الرئاسي ليلة أمس”!
“اللواء الثوري” (المرتزقة) و”اللواء 32″ (بقيادة خميس القذافي)
إن الوحدتين العسكريتين اللتين تثيران القلق بعد سقوط طرابلس هما “اللواء الثوري” الذي يضم قوات المرتزقة و”اللواء 32″ الذي يقوده خميس القذافي. وسيعمل حلف الأطلسي لتوجيه ضربات مركّزة تمنع أية وحدات مدفعية تابعة للقذافي من الإحتشاد قرب طرابلس. ويعتقد العسكريون الفرنسيون أنه ليس مستبعداً على الإطلاق أن يأمر القذافي جيشه بقصف العاصمة “قصفاً عشوائياً”.
وتؤكد المصادر العسكرية الفرنسي أن اللوائين المذكورين (“الثوري” والـ”32″) ما يزالان يملكان قدرات عسكرية كبيرة جداً: دبابات ثقيلة، ومدفعية، ومدافع هاون، ومدافع بعيدة المدى، وراجمات صواريخ.
وباستثناء هذين اللوائين، فإن القوات الأخرى الموالية للقذافي تشكّل خطراً محدوداً “لأن ذخائرها قاربت على النفاد”.
“سبها”: القبائل ستنقلب على القذافي
وحسب التقديرات الفرنسية، يسيطر الثوار على معظم التراب الليبي. وخارج العاصمة، فإن الناحية التي تستحوذ بالإهتمام هي الناحية المحيطة بــ”سبها”، التي تقع في جنوب غرب ليبيا. ومدينة “سبها” هي مركز قبيلة “القذّافة”.
وقد اعتمد سكان تلك الناحية، التي تضم حامية عسكرية كبيرة، موقف “حيادٍ حذر”. وهذا يشير إلى أنها ستنقلب حتماً على القذافي، كما ستفعل جميع القبائل الكبيرة التي فضّلت أن تتأكّد من سقوط النظام قبل إعلان موقفها خوفاً من الأعمال الإنتقامية التي قد تقوم بها الوحدات التابعة للقذافي.
فلم تنسَ القبائل العنف الهائل الذي لجأت إليه السلطات الليبية في العام 1996 إثر إنتفاضة مسلحة اندلع في شرق ليبيا. فقد تم إعدام عدد يصل إلى 1000 شخص في أحد الملاعب الرياضية!
إن انقلاب القبائل ضد القذافي هو ثمرة جهود مستمرة منذ شهرين لإقناع القبائل للإنحياز للثورة. ونجاح تلك الجهود لعب دوراً مركزياً في التقدم العسكري الكبير الذي أحرزه الثوار خلال الأيام الأخيرة.
القتال الأخير في طرابلس: “صدور ضد دبابات..”
وتشير المصادر الفرنسية إلى أن تدخّل حلف الأطلسي سيكون محدوداً لحسم ما تبقّى من القتال في العاصمة الليبية بعد أن تحوّل القتال إلى حرب شوارع. ويواجه الثوّار “قنّاصة” النظام، كما يواجهون دبابات القذافي في شوارع مكشوفة. وحسب الخبير العسكري الفرنسي “ستكون معركة صدور عارية ضد دبابات، وهذه معركة تتطلب شجاعة لا تتوفر للجميع”!
خطة معركة طرابلس
ويتطرّق المصدر العسكري الفرنسي إلى طريقة “إنقضاض” قوات الثوار على العاصمة في الأيام الأربعة الأخيرة وفقاً لـ”خطة” معدّة مسبقاً (إضافة من “الشفاف”: ربما استفاد الفرنسيون من تجربة “إنقضاص” أخرى في حرب سابقة ضد القذافي، وهي “حرب التشاد” التي انتهت بتدمير القوات الليبية كلها).
ويبرز أنه تمّ، في الأسابيع الأخيرة، تأمين إتصالات أفضل بين مجموعات الثوّار في “جبل نفوسة”، في جبال الجنوب الغربي، ومجموعات الثوار في جيب “مصراته” المحاصر، الذي نجح في التوسّع خارج المدينة، وكذلك مع المسؤولين العسكريين في “بنغازي” التي تقع في شرق ليبيا.
الإنزال البحري أمّنه حلف الأطلسي
وقد لعبت “القوات الخاصة” الأجنبية، وتتألف من الفرنسيين والإماراتيين والقطريين خصوصاً (أعداد البريطانيين كانت أقل) دوراً نشيطاً جداً في تحضير عملية إنزال قوات كوماندوس من الثوار على شاطئ طرابلس في يوم 20 أغسطس. وقد جاءت قوة الكوماندوس بالزوارق من “مصراته”، واتبعت طريقاً بحرياً قام حلف الأطلسي بـ”تأمينه” عبر قصف زوارق محملة بالمتفجرات كانت قوات القذافي قد نشرتها على الشاطئ.
دور حاسم للأطلسي: معركة طرابلس حُسمَت والقتال ينتقل إلى محور سبها-سرت-الجفرة عرض مسبق دور حاسم للأطلسي: معركة طرابلس حُسمَت والقتال ينتقل إلى محور سبها-سرت-الجفرة بقلم فاروق عيتاني صحيح هناك 20000 طلعة جوية و 6500 غارة و مستشارين غربين على الارض، ولكن الصحيح ان هناك ارادة شعبية ليبيةحسمت خيارها ودفعت 20000 الف قتيل وكان ممكن ان تدفع اكثر.و بالنسبة لاعلان اعتقال سيف الدم الابن، فقد استفادت الثورة من الاعلان و تركته يمر وهذا ما اوضحه نائب رئيس المجلس في حديثه مع العربية مساء اليوم. سرت ، سبها ، هذه تفاصيل لكن كرة السقوط تدحرجت.و بدات التسارع. اتصور الاهتمام الامركي بعد الزلزال… قراءة المزيد ..