تخلص دراسة صدرت حديثاً عن معهد “راند” الأميركي إلى أنه قد يكوم مفيداً للجيش الأميركي أن يتعلم طرق قتال الجيش الفرنسي لأنها أكثر كفاءة وأقل كلفة! والواقع أنه لو اعتمدت فرنسا سياسات مشابهة لسياسات الرئيس أوباما لكانت واشنطن الآن بصدد تشكيل “تحالف دولي ضد الدولة الإسلامية.. في مالي”! لماذا تصدّت فرنسا للزحف الإرهابي في مالي وهزمته، رغم خطر وقوع عمليات إرهابية في فرنسا نفسها، في حين تخشى أميركا من ميليشيات قاسم سليماني في العراق مع أنه ثبت أنها ليست أكثر من “نمر من ورق” في وجه إرهابيي “داعش”؟ ربما لأن الرئيس أوباما يعيش وهم أنه سيحقق مع إيران “التفاهم التاريخي” الذي حقّقه نيكسون وكيسينجر مع الصين! ذلك “الوهم” الذي دفعه لغض النظر عن دور إيران في قصف “الغوطة” الدمشقية بالسلاح الكيميائي!
قد يكون من حسن حظ العرب (وليس “السنّة”، كما يسمّيهم دنيس روس) أن نظام إيران محكوم بعقلية تشبه عقلية صدام حسين. أي أنه يمكن أن يضيّع فرصة “حسن النيّة” الأميركية ليجد نفسه في المأزق الذي انتهى بسقوط صدام حسين. وقد لا تكون هنالك حاجة لغزو أميركي لطهران، فـ”النار تحت الرماد” في إيران منذ انتفاضة ٢٠٠٩ الخضراء.
الشفاف
*
لماذا تمتنع الولايات المتحدة عن قصف قوات بشار الأسد؟ ينقل “دنيس روس”، الذي كان مساعداً خاصاً للرئيس أوباما بين ٢٠٠٩ و٢٠١١، “عن “مسؤول أميركي كبير” (!) قوله: “إذا هاجمنا مواقع بشار الأسد، فإن الإيرانيين يمكن أن يفلتوا الميليشيات الشيعية ضد وجودنا في العراق”!
ويتساءل ”دنيس روس”، في مقال نشرته ”الواشنطن بوست” (ويمكن قراءته على صفحة ”الشفاف” الإنكليزية): “من المؤكد أن علينا أن نأخذ بالإعتبار إمكانية أن تؤدي مصلحة إيران في (بقاء) الأسد إلى ردّ فعل إيراني. ولكن هل تفوق مصلحة إيران في بقاء الأسد التهديد المباشر أكثر الذي تشكله “الدولة الإسلامية” لإيران ووكلائها في العراق؟ هل يقاتل الإيرانيون ضد “الدولة الإسلامية” في العراق من كخدمة لنا؟ من الصعب أن يصدق المرء أن إيران يمكن أن تسعى لإضعاف القتال ضد “الدولة الإسلامية” في العراق من أجل الحفاظ على الأسد”.
رغم ذلك، يضيف ”دنيس روس” أنه ”ليس هنالك شك في أن الإدارة الحالية امنتعت عن قصف أهداف تابعة للنظام السوري. وحينما كتب مراسل ”العربية”،”هشام ملحم”، هذا الشهر بأن السبب الحقيقي الذي يحول دون قصف إدارة أوباما لمواقع الأسد هو خشيتها من أن ”يؤثر ذلك سلباً على موقف إيران من المفاوضات (النووية)”، فإنه كان يعبّر عن وجهات نظر كثير من المراقبين في الشرق الأوسط”.
ويأخذ “دنيس روس” على إدارة أوباما أمرين.
أولاً، أنها بقصفها لأهداف تابعة لـ”الدولة الإسلامية” حصراً أطلقت يد نظام الأسد لتكثيف قصفه على المعارضة غير الإسلامية في سوريا. وحيث أن هذه المعارضة غير الإسلامية تعتقد أنها هي من يدفع ثمن الهجمات ضد “الدولة الإسلامية”، فإننا بسياستنا هذه ننفّر الجماعات التي نأمل أن تحلّ محل “الدولة الإسلامية”.
وثانياً، فإن الإمتناع عن ضرب الأسد، وخصوصاً إذا كان دافعه مراعاة المصالح الإيرانية، يغذّي مشاعر القلق بين شركائنا من “السنّة” العرب. ويخشى السعوديون والإماراتيون وغيرهم من أن أية صفقة نووية مع إيران ستكون على حسابهم، وهم يبدون قلقهم من إمكانية حصول إنفراج في العلاقات الأميركية مع إيران.
الإيرانيون مصمّمون على قلب ميزان القوى في المنطقة
ويعلّق ”دنيس روس” بأن ”الإنفراج في علاقات أميركا مع إيران يمكن بالتأكيد أن يكون مفيداً إذا كان سيسفر عن تغيير سياسات إيران على مستوى المنطقة”. ويضيف: “ولكن ليس هنالك أدلة على أن الجهورية الإسلامية تنوي فعلاً تغيير سياساتها في المنطقة. وبالعكس، فالإيرانيون يبدون مصمّمين على تغيير ميزان القوى في المنطقة لصالحها، ويتحدث بعضهم عن نفوذهم الغالب في أربع عواصم عربية: هي بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء.“.
ويضيف: “إن هذه اللهجة الإنتصارية تعمّق شكوك “السنّة” إزاءنا- في حين أن “السنّة” هم الذين ينبغي أن نأخذهم بالإعتبار إذا كنا نرغب في إلحاق الهزيمة بـ”الدولة الإسلامية”.
”ولنعرض الأمور ببساطة: فإن ”السنّة” وحدهم- الزعماء، والقبائل، والجمهور- هم القادرون على نزع مصداقية ”الدولة الإسلامية”. وليس نحن. وليس إيران وميليشياتها الشيعية. وإذا ما سمحنا لنظام الأسد بأن يزيد هجماته ضد المعارضة غير الإسلامية بدون رادع، وبدون أن نقدم دعماً ذا مغزى لتلك المعارضة، فإننا لن نكسب ”السنّة”. وأسوأ من ذلك، فسنخاطر بتعزيز الإنطباع بأن ”الدولة الإسلامية” هي حامي ”السنّة”!
وينتهي ”دنيس روس”، في مقاله بعنوان “ليست لدينا خيارات مناسبة في سوريا” إلى أنه “ربما حان الوقت لكي تعيد إدارة أوباما النظر في موقفها من فكرة خلق منطقة عازلة لصالح المعارضة السورية على الحدود بين سوريا وتركيا. ويمكن خلق هذه المنطقة العازلة بإعلان أنه سيتم إسقاط أية طائرة سورية تحلّق ضمن مسافة ٧٥ ميل من الحدود التركية بواسطة بطاريات ”باتريوت” التي نشرها حلف الأطلسي على الحدود التركية.”
“المنطقة العازلة” على الحدود التركية هي الحل
ويضيف:
”سوف تستجيب المنطقة العازلة لعدد من الحاجات. فسياسياً، ستوفّر للمعارضة منطقة ضمن سوريا يمكنها أن تنظم صفوفها، وتقيم إئتلافات، وتتغلب على خلافاتها بداخلها. وعسكرياً، فإنها ستوفّر قاعدة لتدريب المعارضة داخل سوريا، وستمنح قوى المعارضة الموجودة داخلها شرعية أكبر. ومن وجهة نظر إنسانية، فإنها ستوفّر ملاذا آمناً في لحظة يجد اللأجئون السوريون أن تركيا والأردن ولبنان بدات تقفل حدودها في وجههم”.
”ومقابل خلق تلك المنطقة العازلة، سيكون بوسعنا أن نصرّ على أن تلعب تركيا دوراً فاعلاً اكثر في القتال ضد ”الدولة الإسلامية”، وأن تسمح باستخدام قواعدها العسكرية في ذلك القتال. كما سنصبح قادرير على أن نقول للسعوديين والإماراتيين والقطريين أن عليهم هم أن يتحملوا أعباء اللاجئين وأن ينسّقوا معنا أدوارهم في التدريبات العسكرية ضمن المنطقة العازلة”.
وينتهي إلى أن ”الإيرانيين والروس والأسد لن يعجبهم هذا الخيار- ويمكن أن يسعوا لجعل ثمن اعتماده باهظاً. ولكن خياراتهم ليست كبيرة، بدورها. فهل سيرغب الأسد في إسقاط طائراته؟ إما الإيرانيون والروس، فإن إمكانية تكبدهم أكلاف باهظة يمكن أن تدفعهم للسعي نحو حل سياسي للنزاع السوري.”
دنيس روس: لا نقصف الأسد خوفاً من ميليشيات إيران!الضرب على الفهمان . الحروب فقط فكرية اما الحروب التي نشاهدها في بلاد الشام وغيرها فقط للمتخلفين والجهلة وللديكتاتوريين في العالم العربي والاسلامي كنظام بشار الاسد الارهابي السرطاني الذي قتل 300 الف طفل وامرأة وحكم نظامه 50 عاما عجافا ولقد جمعت واستدرجت المليشيات الارهابية الايرانية والسورية والغربية والروسية كداعش وحالش والقاعدة والحرس الثوري والعباس وغيرها وغيرها اي الحشرات البشرية في بلاد الشام لان الغرب وروسيا تريد التخلص منها خارج بلدانهم وبتدمير الشعوب الاخرى اما حروب الديناصورات فهي اقتصادية مثال حرب اكرانية فان المافيا الروسية تريد قرم الجوار وقتل الشعوب واستعمارها وبيع السلاح… قراءة المزيد ..
دنيس روس: لا نقصف الأسد خوفاً من ميليشيات إيران!
أولًا من دواعي سرورنا, ان الشفاف عادت الى نشر تعليقات متابعينها. إشتقنا…
تحليلات روس منطقيه وواقعيه..ماذا دهى أوباما كي يسبح ضد تيار الأنتفاضات العربيه, لا نعلم هل هو هبل لفهم حياتنا الأجتماعيه. او تدمير قدرة أميركا, وإفشال الشعب الأميركي, الذي قلنا عنه يوماً, أم الديمقراطيه, وحقوق الأنسان, بجلب رجل أسود من أصول شيعيَّه أفريقيه رئيساَ, لأقوى دوله بالعالم على الأطلاق.
خالد
khaled=stormydemocracy