في برنامج الإستحقاق لعلي حمادة – تلفزيون المستقبل، 30/5/2007، كانت نايلة تويني ابنة جبران الشهيد، وحفيدة غسان المنكوب والأستاذ العظيم والعلم الأبرز صحافةً وفكراً على أرض لبنان والعرب.
كانت نايلة تويني الأقل كلاماً –لا يصح إلا الصحيح- كصفةٍ أولى والأكثر إنسانيةً وصانةً ورهافة وحضوراً كصفةٍ ثانيةٍ شاركها فيها الشيخ سعد الحريري.
دمعاتٌ ثلاث….. بعد تجلد وصبر ورزانة ورثتها عن جدها ، دمعاتٌ ثلاث انتقلت من العينين الزكيتين إلى الوجنتين الصلبتين إلى الخدين الأسيلين إلى قلوب كل اللبنانيين والسوريين الأحرار الذين كانوا محظوظين أن رأوها تلك الليلة.
دمعاتٌ ثلاث….. أيقونة حزن جديّ متقد على أبٍ بكيناه جميعاً وخسرناه جميعاً……دمعاتٌ ثلاث…… الدمعة الأولى كانت من حق غسان……..والدمعة الثانية كانت من حق جبران….. والدمعة الثالثة كانت من حق نايلة نفسها، من ذاتها على ذاتها المنكوبة ، بفعل قدرٍ مجنونٍ ، ويدٍ مجرمةٍ – لا تستحق القطع فقط، لأنها سرقت عمر أبيها الصديق الحبيب- بل تستحق الحرق مع صاحبها حياً في الدنيا ، وحرقاً في الآخرة من نوعٍ جهنميٍّ أبديّ (كلما نضجت جلودهم بدلّناهم جلوداً غيرها وهم فيها لابثون) .
دمعاتٌ ثلاث…. انتقلت من عينيها إلى عينيّ…… إلى قلبي….. إلى كل نبضة حياة في جسدي الهزيل…. ولونتها بالأحمر القاني.
دمعاتٌ ثلاث….. تحولت إلى ساقيةٍ مضيئةٍ في تاريخ الإنسان، وقف حشدٌ من الأنبياء والقدسيين يرقبونها بإعجاب وحب وتقدير، منهم: سقراط الحكيم…منهم المسيح سيد السماح والمغفرة، منهم محمد القوي الأمين، منهم الحلاج وابي عربيّ وابن المقفع والخيّام.
دمعاتٌ ثلاث…. تحولت إلى نهرٍ يشبه نهر الكوثر في الجنة، يعوم فيه شهداء لبنان، لبنان الحرية والسيادة الإستقلال.
ولعلي رأيت…. ولعلي تأكدت مما رأيت، أن ماسةً كبيرةً زينت ضفة ذلك النهر، إسمها العدالة، ولأني متفائل – بحكم سذاجة حبي للإنسانية – اسمحوا لي أن اسميها المحكمة الدولية أو القرار 1757.
* كاتب سوري