اعترف القيادي في «حزب الله» اللبناني علي موسى دقدوق بضلوعه في عملية استهدفت حياة 5 جنود أميركيين في كربلاء في مارس الماضي، وبإدارة «الحزب» لمعسكر في إيران يتولى تدريب المقاتلين وإرسالهم إلى العراق.
الاعترافات تلك، أفاد «الراي» بها مصدر غربي في بغداد على صلة وثيقة بملف التحقيقات التي جرت مع القيادي في «حزب الله» اللبناني علي موسى دقدوق، والذي اعتقلته القوات البريطانية في البصرة بتاريخ 20 مارس من العام الحالي والمحتجز لدى القوات الأميركية في معسكر مطار بغداد.
وقال المصدر «إن دقدوق كان يحمل أوراقاً عراقية مزورة باسم حامد محمد اللامي لحظة اعتقاله في البصرة مع قائد الخلايا في «حزب الله» العراقي قيس الخزعلي، وادعى دقدوق في حينه انه أصم وأبكم، إلى درجة كادت فيها حيلته تنطلي على الأطباء الذين عاينوه بأنه عاجز عن النطق والسمع بعد أن رأوا آثاراً لجروح على عنقه عززت من ادعاءاته بأنه صاحب إعاقة».
وتابع المصدر «لكن صبر الانكليز في تحقيقاتهم مع من ادعى بأنه أبكم وأصم أوصلهم إلى حقيقة مفادها بأنه لبناني من عيتا الشعب في جنوب لبنان وليس عراقياً، وذلك بعد أن حرر زردة لسانه واعترف بأنه ينتمي إلى «حزب الله».
ومما قاله المصدر الغربي نقلاً عن علي موسى دقدوق انه «انضم إلى (حزب الله) في عام 1983 والتحق بالوحدات العسكرية عام 1987، وشارك بين عامي 1988-1990 في الحرب اللبنانية إلى جانب قوات الحزب».
وتابع «ان دقدوق كان انتقل في عام 1990 إلى منطقة بنت جبيل وقاتل ضد القوات الإسرائيلية».
وبعد ذلك، أضاف المصدر «ان دقدوق وبين عامي 1992 و1994 خضع لدورات تدريبية عالية أهلته لأن يصبح قائداً لمجموعة من مجموعات القوات الخاصة في «حزب الله»، ودائماً كان يؤتمر بامرته حوالي 60 مقاتلاً».
وحسب ما جاء في اعترافات القيادي في «حزب الله» علي موسى دقدوق زاد المصدر «انه وبعد مقتل شقيقه إبراهيم على يد الإسرائيليين في جنوب لبنان تلقى دورات دينية خاصة بـ «حزب الله» ليتمكن من تدريس المقاتلين في وحدته، وانه تولى فرقة لحماية الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ما بين عامي 1994 و1996».
ومضى المصدر «ان دقدوق اعترف بتوليه قيادة قوات «حزب الله» في اقليم التفاح (جنوب لبنان) في عام 1997 وحتى عام 2000 ومن ثم قائداً لمنطقة بنت جبيل، وبعد الانسحاب الاسرائيلي في العام 2000 شغل قائدا ميدانيا لجبهة الجنوب بالكامل».
وقال المصدر الغربي لـ «الراي» ونقلاً عما ورد في اعترافات دقدوق انه في بداية عام 2006 عرض عليه مسؤول عمليات «حزب الله» في العراق السيد يوسف هاشم ان كان تمتلكه الرغبة للانتقال إلى العراق ومقاتلة قوات الاحتلال، وأبدى موافقته المبدئية.
وأضاف «انه في مايو 2006 وبعد أن أخذ الاذن من قيادة الحزب سافر إلى طهران برفقة السيد يوسف هاشم والتقيا فيها بأحد كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، واستقر بعد ذلك في معسكر تدريبي يديره «حزب الله» ويبعد حوالي ساعتين بالسيارة عن العاصمة طهران، ويضم المعسكر في أي وقت ما بين 20 إلى 60 متدرباً عراقياً».
وعن فترة التدريب في المعسكر قال المصدر «إن دقدوق قال إنها تستمر من شهر إلى شهرين ويختبر خلالها المتدربون في عمليات التفجير عن بعد بطرق متطورة وعمليات جمع المعلومات والقنص والتفخيخ».
وتابع «وبعد انتهاء الدورة العملياتية هذه ينتقل المتدربون إلى العراق لتشكيل خلايا سرية والتي يتولى قيادتها قائد خلايا (حزب الله) في العراق قيس الخزعلي والذي اعتقل في البصرة مع دقدوق في الوقت ذاته بتاريخ 20 من مارس الماضي، واعتقل معهما أيضاً ليث الخزعلي».
وعرج المصدر الغربي على قول ان أزهر الدليمي والذي شغل مستشارا لقائد الخلايا السرية في «حزب الله» قيس الخزعلي لقي حتفه في نهاية شهر مايو الماضي على يد الأميركيين.
وأفضى المصدر إلى ان دقدوق اعترف بزيارته العراق 4 مرات منذ عام 2006 وحتى تاريخ اعتقاله في مارس الماضي، وكانت كل زيارة يقوم بها إلى الأراضي العراقية تستغرق من 3 إلى 4 أسابيع».
وعن المهام التي اضطلع بها دقدوق خلال الزيارات العراقية تلك قال المصدر «ان المهمة الأساسية للقيادي في حزب الله دقدوق كانت معرفة الاحتياجات اللوجستية للخلايا السرية، وان غالبية اوقاته كان يمضيها في جنوب العراق، ومن ثم اعترافه بأنه كان المسؤول المباشر عن الهجوم الذي أودى بحياة 5 أميركيين في كربلاء في 3 مارس من العام الحالي».
وقال المصدر الغربي لـ «الراي» نقلاً عما ذكره دقدوق في التحقيقات معه بأن «حزب الله في لبنان يجند الشباب في المساجد وتستغرق عملية التدريب والتأكد من ولاء المجندين عامين قبل قبولهم للانضواء تحت راية الحزب، وفصل فترة العامين بالقول إن الأشهر الستة الأولى تشمل التدريب والحصص الدينية مع التأكد من شخصية وخلفية ومقدرة المجند، وبعد ذلك ينضم المجند ولمدة عام إلى مجموعة حديثة الانخراط في تدريبات عسكرية مع الاستمرار في دراسة الشخصية، وفي نهاية الـ 18 شهراً يعطى المتدرب مهمات محددة لاختبار قدراته وولائه حتى يصبح عضواً كاملاً في الحزب».
الرأي العام الكويتية