99% من الضباط و60% من ضباط الصف هم من منتسبي الجيش السابق
في ما يشكّل تراجعاً عن القرارات الحمقاء التي اتخذها “حاكم العراق” بعد سقوط صدام، السيّء الذكر بول بريمر، تشير المعلومات التالية إلى أن معظم ضباط الجيش العراقي الجديد وأكثر من نصف ضباط الصف، وجميع المدرّبين العسكريين هم من الجيش العراقي السابق. ويترافق هذا الإتجاه الجديد مع قرار إدارة بوش بإعادة تشغيل المصانع الحكومية العراقية، التي كان بول بريمر رفض تخصيص الميزانيات الضرورية لإعادة تشغيلها لأنه “كان يفضّل تخصيصها”. وكانت قرارات حظر توظيف البعثيين (في عهد بريمر) قد أدّت إلى إقفال مدارس كاملة لأن معظم المدرّسين كانوا (هل كان لديهم خيار آخر في عهد صدام؟) أعضاء في حزب البعث.
ويقول السفير الأميركي تيموتي كارني، الذي أعيد إلى العراق، بعد 3 سنوات من استقالته وانتقاداته العلنية لسلوك إدارة بوش في العراق: “إن تعابير مثل غير كفوءة، وحمقاء، ومريبة، هي ألطف تعابير يمكن أن يستخدمها المرء لوصف سياسة أميركا في العراق”. وأضاف أن أهم خطأ ارتكبته أميركا أنها لم تدعُ العراقيين للمشاركة “بل إننا كنا نعتقد أننا نستطيع أن نحكم هذا البلد” بأنفسنا! وقد كلّفنا ذلك غالياً من حيث الوقت الضائع، ولاحقاً كانت الكلفة باهظة من دماء العراقيين، ومن دمائنا ودماء حلفائنا”.
وكان تيموتي كارني قد حاول عبثاً، في العام 2003، أن يقنع بول بريمر بأن إعادة 100 ألف عراقي إلى أعمالهم في المصانع الحكومية كان ضرورياً في بلد كان يعاني، في حينه، من نسبة بطالة تبلغ 40 بالمئة. ولكن بريمر أصرّ على رمي عمّال المصانع العراقية، ومعهم نصف مليون جندي في الشارع، وفي الإرهاب..
لحسن الحظ، فإن سفراء أميركا أكثر “نقدية” من بعض “الليبراليين العرب” (بعض مقالاتهم منشورة في”الشفّاف”) الذين لم يجدوا ما يقولونه في كل الحماقات والأخطاء والكوارث التي تسبّبت بها الإدارة الأميركية للعراق، ولأميركا نفسها، خلال السنوات الأربع الماضية. الليبراليون العرب الذين يبشّرون بأن العراقيين لم “يقدّروا” الديمقراطية التي حملتها لهم أميركا يجدر بهم التوقّف عند عبارة السفير كارني: “أهم خطأ ارتكبته أميركا أنها لم تدعُ العراقيين للمشاركة “بل إننا كنا نعتقد أننا نستطيع أن نحكم هذا البلد” بأنفسنا!”.
بيار عقل
©اف ب – صباح عرار – بغداد (اف ب) – اعلن مدير عام دائرة شؤون موظفي الكيانات المنحلة في العراق رشيد مجيد الناصري عودة 85 الفا من عناصر الجيش العراقي السابق الى صفوف الجيش الجديد وذلك عشية انعقاد مؤتمر “المصالحة الوطنية لضباط الجيش العراقي” السابق الاحد.
وقال الناصري خلال مؤتمر صحافي ان “دائرتنا عملت على اعادة 85000 من مقاتلي الجيش العراقي السابق الى الجيش الجديد”.
واوضح في قراءة لانجازات دائرته ان “99% من ضباط الجيش العراقي الجديد و60% من ضباط الصف في الجيش الحالي هم من منتسبي الجيش السابق”.
واكد الناصري ان “جميع المعلمين (المدربين) في الجيش الحالي كانوا ضمن صفوف الجيش العراقي” المنحل.
كما اعلن مدير عام شؤون الكيانات المنحلة “عقد مؤتمر المصالحة الوطنية لضباط الجيش العراق السابق يوم غد الاحد”.
واضاف “سيشهد المؤتمر مشاركة واسعة من مختلف اطياف الشعب العراقي وقومياته ومن كافة الرتب العسكرية والقيادات العليا في الجيش السابق”.
واوضح الناصري “سيتضمن المؤتمر ورش عمل عدة لتفعيله وانجاحه”.
وسيشكل موضوع “المصالحة الوطنية ودور الضباط في دعمها” احد المحاور الرئيسية للمؤتمر. ومن المحاور الاخرى “دور الضباط في تعزيز الامن ومكافحة الارهاب” اضافة الى “المشاركة في تطوير الاقتصاد واعادة الاعمار”.
ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة القاها في افتتاح مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد منتصف شهر كانون الاول/ديسمبر 2006 الجيش العراقي الى الانخراط في صفوف الجيش الجديد قائلا “ان الجيش العراقي الجديد فتح ابوابه امام منتسبي الجيش السابق من ضباط ومراتب”.
واضاف ان “حكومة الوحدة الوطنية على استعداد لاستيعاب من لديه الرغبة في خدمة الوطن على اساس مهني وبما يتناسب مع حجم الجيش الجديد على الاستيعاب”.
وذكرت مصادر في دائرة شؤون موظفي الكيانات المنحلة ان سلسلة من الاجتماعات التحضيرية تمت خلال الاشهر الماضية للاعداد لمؤتمر الاحد.
على الصعيد ذاته اعلنت القوى السياسية العراقية بعد مؤتمر المصالحة في كانون الاول/ديسمبر الذي استمر يومين انها ستواصل الحوار حول المصالحة الوطنية للجم العنف المتصاعد في البلاد.