الشفاف – خاص
لا تزال الصورة ضبابية في دائرة جبيل الانتخابية. وتتّسم جبيل بحساسية خاصة لأنها مسقط رأس رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، ويعتبرها العماد عون هي محسومة النتائج لصالحه في مقابل قوى 14 آذار التي ترشح عنها في جبيل منسق الامانة العامة النائب السابق فارس سعيد إضافة الى المستقلين الذين ترشح عنهم كل من النائب السابق ناظم الخوري ابن عم النائب الحالي في كتلة عون وليد خوري، والنائب السابق اميل نوفل، ورئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل، إضافة الى مرشحين آخرين عن المقعدين المارونيين في القضاء وعدد من المرشحين عن المقعد الشيعي.
تختصر دائرة جبيل جميع اوجه الصراع المسيحي الانتخابي. فالمستقلون يعتبرون انفسهم الاقرب الى رئيس الجمهورية الذي حرص على تأكيد وقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشحين. وقوى 14 آذار تريد تأكيد وجودها في المناطق المسيحية. كذلك العماد عون الذي يريد إعادة تأكيد تمثيله لسبعين في المئة من المسيحيين خصوصا في الدوائر ذات الغالبية المسيحية.
من هنا لا تزال الصورة على الجانب المسيحي من التحالفات في جبيل غير متبلورة إلا على جبهة قوى 14 آذار التي اقتصر الترشيح من قبلها على منسق الامانة العامة فقط النائب السابق سعيد، في حين ان المستقلين هم ثلاثة على الاقل اذا اضفنا اليهم المرشح المزمن جان حواط. هذا في حين ان العماد عون لم يحسم بعد خياراته في الترشيح بين النائب الحالي شامل موزايا والقيادي في التيار سيمون ابي رميا في مقابل اقرار ترشيح النائب وليد خوري في مواجهة ابن عمه مستشار رئيس الجمهورية النائب السابق ناظم خوري في عمشيت والابقاء على النائب الشيعي في الدائرة عباس هاشم.
الترجيحات تشير الى ثلاث سيناريوهات تنتظر دائرة جبيل.
الاول ناجم عن رغبة المستقلين المتمثلة في ان ينسحب عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار لصالح المستقلين. ويعلل المستقلون رغبتهم هذه بأن النائب السابق سعيد هو من صقور 14 آذار، وتاليا هم لا يستطيعون التحالف معه (خصوصاً أن “حزب الله” يضغط لاستبعاده). فتتألف اللائحة عندها من ناظم الخوري من ساحل جبيل واميل نوفل من الجرد ومرشح شيعي.
الاحتمال الثاني ناجم عن عدم استعداد النائب السابق سعيد للانسحاب، خصوصا وان الاحصاءات تعطيه ارجحية تأييد شعبي وتجييري تفوق سائر المرشحين. وهو ما زال يؤكد انه الاقرب الى رئيس الجمهورية من خلال المساعي والجهود التي قامت بها قوى 14 آذار لتأمين انتخاب العماد سليمان رئيس للجمهورية. فيوم كانت المخيمات تنتشر في وسط العاصمة والمجلس النيابي مقفلاً، كانت قيادات قوى 14 آذار تجوب العالم من اجل العمل على تأمين انتخاب رئيس وتتعرض للتهديدات والقتل والاغتيالات.
وإزاء ذلك وامام اصرار النائب سعيد على تأكيد حضوره الشعبي والسياسي، ومن ورائه قوى الرابع عشر من آذار في القضاء، فان الامر سيصعب على المستقلين. وهنا يقترح وسطاء الخير ان تتشكل لائحة من ناظم الخوري ومرشح شيعي وان يستمر النائب سعيد في ترشيحه منفردا مما يعطي المستقلين وانصار النائب سعيد وقوى 14 آذار هامشا اوسع من الحركة الانتخابية في ما يمثل تحالفا غير معلن بين الخوري وسعيد له محاذيره الكبيرة التي تسمح بالتشطيب مما يشكل خطرا على الاثنين معا.
الخيار الثاني والذي يسعى وسطاء لتأمين حصوله وهو اعلات تحالف بين النائبين السابقين ناظم الخوري وفارس سعيد ومرشح شيعي، وهذا الاعلان ينتظر تذليل اكثر من عقبة.
الاحتمال الثالث ان ينسحب النائب السابق ناظم الخوري من المعركة الانتخابية بما يؤكد ايضا وقوف الرئيس على مسافة واحدة من الجميع. وتتشكل لائحة عندها من النائب السابق سعيد ورئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل ومرشح شيعي.
ويقول المراقبون انه مهما كانت العثرات التي تحول دون اتفاق المستقلين مع النائب سعيد، فان تشتيت الاصوات يفيد اللائحة المنافسة ولا يسمح للمستقلين ولا لقوى 14 آذار بالاستفادة من تضعضع تجمع القوى الجبيلية التي رفدت مرشحي عون في الانتخابات السابقة بالاصوات. وفي مقدم هؤلاء المرشح جان حواط الذي نقل عنه القول ان طابخ السم آكله، في اشارة الى العماد عون الذي توعد بشرفه لحواط ان يكون معه على لائحته في الدورة الحالية وانكر وعده. إضافة الى وقوف العديد من المستقلين الى جانب الرئيس سليمان وهذا عدا الى شعبية سعيد والاحزاب المسيحية في قوى 14 آذار، مما يعطي تحالف المستقلين و14 آذار ارجحية الحاق الهزيمة بلائحة عون.
وفي سياق متصل نقل عن رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل قوله انه لن يستمر في ترشيحه ما لم يكون مرشحا مع النائب فارس سعيد. والا فان استمرار سعيد في الترشح سوف يجعل منه خاسرا مؤكداً، هو واي رفيق ثان له وحتى لائحة المستقلين كلها. لذلك يؤثر باسيل الانسحاب من العركة الانتخابية.