إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
بدأ نبيه بري حملة تضليل مِحوَرُها “تفويض سِرّي” مَزعوم مَنَحَتهُ إياه الولايات المتحدة (دون تحديد الإدارة الاميركية المقصودة) لانتخابٍ رئيسٍ يكون موالياً لِلغرب سوى أنه لن يَستخدمَ تكتيكاتٍ صارمة لتطبيقِ شروطِ وقفِ إطلاق النار.
بِرَي واثقٌ من أن خِدعته ستنجح!
فهو، في نهاية المطاف، كان “الوسيط القوي” لأمور أكثر أهمية من مجرد انتخاب رئيسٍ للجمهورية!
لقد “نَفَّذَ”، من خلال العمل الوثيق مع “آموس هوكشتاين” و”حزب الله” في ذلك الوقت، تَرسيمَ الحدود البحرية ووقفَ إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان! ومن ثم، فقد اكتسب الثقة من “الأميركيين” (مصطلحٌ سيظل غامضاً عمداً) لاختياره تنظيم الانتخابات الرئاسية في التاسع من يناير 2025. ومرشحه هو “جورج خوري” أو أي “ضابط استخبارات” آخر عمِلَ أثناء الاحتلال السوري للبنان، ويكون مناهضاً بِِشدّة لِعون و”القوات اللبنانية”، ولا يزال ينظر إلى برّي باعتباره “بطريرك” السياسة الداخلية في لبنان.
بِرّي عفا عليه الزمن، وهو خارج “الواقع” الحالي!
إنه لا يدرك أن تدميرَ حزب الله على يد إسرائيل، ونهايةَ نظام الأسد في سوريا، قد أطاحا بدور “السياسيين الشيعة” باعتبارهم “وسطاء السلطة” في لبنان. أو ربما يعرف ذلك ولا يريد قبوله! ولكن إنكار الحقيقة على هذا المستوى، ونشرَ ادعاءاتٍ زائفة حول “تفويضٍ سري” أعطته إياه الولايات المتحدة (وهو أمر وهمي) يجعلُ هذه اللحظة خطيرةً للغاية وحاسمةً للغاية.
إن “الآخرين” (سياسيَين من المسيحيين والسُنّة والدروز، من كل الأطياف والألوان)، في غَيبوبة سياسية، في حين لا يزال بري، وهو “آخر الموهيكان”، يلعب ـ وحيداً ـ في ملعبٍ فارغ!
ٍكيف نكسر هذا الجمود؟ لا بد أن يبادر أحدٌ، أو شخصٌ ما، إلى إيصال الرسالة بصوت عالٍ وواضح: لقد دخلنا عصر السلام الاميركي-الإسرائيلي، وتغيَّرت قواعدُ اللعبة إلى الأبد!