بيروت، نهر البارد: حسن عبدالله، أ ف ب
نفى السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة ما نشرته إحدى وكالات الأنباء اللبنانية وبثه تلفزيون الجديد أمس عن قيام الأمين العام لمجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان بنقل 7 سعوديين شاركوا في القتال مع تنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد إلى السعودية، ووصف الأخبار في هذا الشأن بأنها غير واقعية وعارية عن الصحة جملة وتفصيلا. مشددا على أن ما يشاع هو مجرد اتهامات.
وقال السفير خوجة لـ “الوطن” أمس إن الموقوفين السعوديين من فتح الإسلام موجودون في السجون اللبنانية. وأوضح أن مسألة استرداد الموقوفين تحتاج إلى إجراءات خاصة بالسلطات اللبنانية، كما تحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية الذي لم يوقع بسبب الخلاف الداخلي بين الحكومة والرئيس.
وأشار إلى أن السعودية لا تتدخل في هذه المسألة وتعتبرها من ضمن السيادة اللبنانية. وأضاف “نحن نحترم ما يقرره المسؤولون والسلطات المختصة”.
وقال السفير خوجة إنه تم استلام جثة سعودي واحد من أصل القتلى السعوديين في لبنان وإنه لم يتم تسليم جثة أي سعودي آخر لأن ذلك يحتاج إلى إجراءات تحددها السلطات اللبنانية.
من جهة ثانية، وبينما كررت عناصر فتح الإسلام محاولات التسلل باتجاه مواقع الجيش اللبناني على أطراف المخيم القديم ما استدعى حصول مواجهات عنيفة وعمليات قصف عنيف، قال المسؤول العسكري لحركة فتح في لبنان العميد منير المقدح لـ “الوطن” إن نواة القوة الأمنية التي ستدخل مخيم نهر البارد جاهزة في مخيم البداوي الفلسطينية القريب من مخيم البارد. وأوضح أن قرار الدخول ينتظر استكمال الاتصالات على مستويين: الأول مع السلطات اللبنانية التي تقرر عملية انتشار القوة الأمنية في المخيم وهذا لم يحصل حتى الآن، والثاني مع حركة حماس التي بدأت مؤشرات إيجابية تصدر عنها لجهة الموافقة على المشروع. وقال المقدح إن حجم القوة الأمنية الفلسطينية لم يتقرر بعد وأن لا مشكلة في ذلك ويمكن تأمين أي عدد من العناصر في أي وقت.
وفي السياق نفسه، نفى السفير السوداني في لبنان جمال محمد ابراهيم أي علاقة لمواطنين سودانيين في أحداث مخيم نهر البارد. وقال أمس “سعيت بنفسي للتأكد لدى السلطات الأمنية المختصة في لبنان وتلقينا منهم رسميا ما يؤكد عدم تورط أي سوداني في أحداث نهر البارد”.
وأوضح أن “من يقع احتجازهم في منطقة الحدود مع سوريا فهؤلاء غرر بهم للدخول إلى لبنان خلسة ويجري التنسيق مع السلطات اللبنانية المعنية لإعادتهم إلى السودان”.
وفي موضوع مخيم نهر البارد أيضا أكد رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير خليل مكاوي أن “ما يشاع عن أن الهبة الإنسانية السعودية مال سياسي هو كلام معيب”، موضحا أن “قرار توزيع الهبة ماليا أتى لإراحة الناس من ضيقة فرضها التوقف القسري عن العمل، فالأولى شكر السعودية كما كل الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية على ما يقدمونه”.
إلى ذلك أفاد مصدر أمني أن ثلاثة عناصر في فتح الإسلام قتلوا في المعارك مع الجيش اللبناني التي تواصلت أمس متقطعة تعنف حينا وتخف أحيانا أخرى، فيما بدأت تنفد المؤن في المخيم حيث لا يزال يوجد أقل من ألف مدني.
وأفاد المصدر أن ثلاثة مسلحين قتلوا في المعارك أول من أمس وتم نقل جثثهم إلى خارج المخيم.
في هذا الوقت، أكدت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر اللبناني فيرجينيا دي لا غارديا أنه لم يتم إدخال أي مساعدات إلى مخيم نهر البارد منذ الـ20 من يونيو الماضي، مشيرة إلى أن “المحادثات مستمرة مع الجيش اللبناني” لهذا الغرض.
وكانت المنظمات الإنسانية أدخلت في 20 يونيو 760 كيلو جراما من المواد الغذائية إلى نهر البارد.
وإذا كان متوسط الحصة الغذائية المخصصة لكل شخص يوميا يصل إلى 500 جرام، فإن تلك الكمية تسمح لأكثر من 100 شخص بالاستمرار لمدة أسبوعين تقريبا.
على صعيد آخر, أعلن حزب الله أنه سيشارك في لقاء الحوار بين الأطراف اللبنانيين المقرر في 14 من الشهر الجاري في سان كلو قرب باريس، وذلك إثر اجتماع ممثل عنه مع الموفد الفرنسي جان كلود كوسران الذي واصل أمس في بيروت تسليم الدعوات لحضور اللقاء.
(الوطن السعودية)