في مثل هذه الأيام قبيل عامين نفذ حزب الله عمليته العسكرية التي أطلق عليها اصطلاحاً الوعد الصادق والتي تسببت بمقتل عدد من الإسرائيليين وأسر اثنين سُلّمت جثامينهما قبل يوم في عملية تبادل الأسرى بين الطرفين. هدفت العملية فيما قيل وقتها إلى تحرير الأسير سمير قنطار، وتحرير المئات والآلاف من الأسرى اللبنانين فيما شبّه على الناس. الرد الإسرائيلي الغير متوقع حسب كلام حزب الله كان حرباً ضروساً على لبنان، وحصيلة كبيرة من الدمار والقتل عند الفريقين. انتهت المعركة بدعوى الطرفين تحقيق نصر، وإن كانت لجنة فينوغراد انتقصت في تقريرها من قدر ماحققه الإسرائيليون، وكأن قتل قرابة 1200 لبناني وأضعافهم من الجرحى والمعاقين، وتخريب المنشآت والبنية التحتية للبنان بما قدر بمليارات الدورلات فضلاً عن تشريد كان في حينها لبضع مئات من ألوف الناس إضافة للآثار التي خلفتها تلك المواجهة على الداخل السياسي اللبناني، وكأن كل ماسبق على مايبدو لم يكن كافياً أو مقنعاً للّجنة الإسرائيلية بأن الحرب حققت النتائج المطلوبة.
ولكن إذا علمنا أن عملية تبادل الأسرى في 16 تموز/ يوليو الجاري لخمسة أسرى لبنانيين هم المجموع الكلي، وإذا لاحظنا أن أربعة منهم هم نتاج حرب الوعد الصادق، وإذا استدعينا أيضاً كلام السيد حسن نصرالله قبيل أيام عبر الشاشة الكبيرة تأكيده لجماهير الناس أنه بعد عملية التبادل لن يتبق لنا أسير واحد لدى العدو الصهيوني ولا حتى عظام مواطن لبناني، بمعنى أن ملف الأسرى أغلق تماماً. فإذا استحضرنا كل ماسبق يتأكد للعقلاء من الناس أن العدد خمسة مجموع أسرى التبادل ناقص أربعة هم أسرى حرب تموز/يوليو، فتكون النتيجة فقط أسير واحد لاغير هو السيد سمير قنطار وهو العدد الحقيقي فيما قبل عملية الوعد. وبتسليم الإسرائيليين الإثنيين وعودة القنطار إلى أهله مسروراً يكون الوعد قد تحقق حقيقةً بالمئات من الضحايا والآلاف من المصابين والمعوقين، وانتهت العملية على ماانتهت إليه ابتهاجاً واحتفاءً بعودة عميد الأسرى اللبنانيين، ونسياناً لأكثر من 1200 شهيد فضلاً عمن تركوا خلفهم من الضحايا والأرامل واليتامى حتى باعتذار وتأسف، لاتؤاخذونا ياجماعة وسامحونا وقد حمّلناكم ماحمّلناكم في طريقنا في سبيل أن نحقق الوعد لصاحب الوعد.
وبما أننا نعيش عصر الهرج والمرج من بروباغندا إعلامية لاتبقي ولاتذر، شركاؤها كثر ومن اتجاهات شتى، كان لنا عليها كلام، وافقَنا فيه من وافق واعترض عليه من اعترض، ولكنها يقيناً قراءة معارضة لبعض المشهد.
كانت كلفة باهظة جداً دفعها اللبنانييون جميعاً قناطير مقنطرة قتلاً ودماراً وخراب بيوت لتحرير هذا الأسـير الواحد عميد الأسرى اللبنانيين رغماً عن أنوفهم من خلال عملية الوعد الصادق لحزب الله والتي نفذها دون العودة إلى شركاء الوطن من كافة الملل والمذاهب، وكان لها من الآثار والشروخ ماكان بين أبناء البلد الواحد الذي بات يحس الكثيرون معه أن القضية فيه باتت وطناً أسيراً بعد أن كانت مواطناً أسيراً.
يلاحظ على عملية التبادل أنها أُرفقت بضجيج إعلامي غير مسبوق أساسه حزب الله لاشك. ونحن وإن لم نكن من المشككين بنواياه والعياذ بالله، لكننا نتسآل: كان لدينا أسرى وكانت هنالك عمليات تبادل مراراً وتكراراً ولم يكن لهم مثل هذه الضجة من الاستقبال ومدّ السجاد الأحمر بما فيها تقدم علم حزب الله كافة الأعلام بما فيها العلم اللبناني رمز لبنان الوطن والدولة والسلطة والذي سبقه أيضاً تجاهل الدولة كاملاً في عملية التبادل والمفاوضات.
أطلقوا على عملية التبادل اسم الرضوان (عماد مغنية) أحد أبرز مسؤولي الحزب العسكريين الذي اغتيل في دمشق في 12 فبراير/شباط الماضي، ولم يسمع أحد من الناس كلاماً مسؤولاً أو بياناً من السلطات الرسمية السورية ولا حتى حزب الله عن حقيقة مقتله ولا أين أصبحت نتائج التحقيقات فيها رغم وعود قاطعة من الوزير المعلم بأن أجهزة الأمن السورية تواصل التحقيق بجريمة الاغتيال، وأمّلنا أن نسمع قريباً هذا الجهد الجبار مضيفاً أن الدولة السورية سنثبت بالدليل القاطع الجهة التي تقف خلف الجريمة
استطاع حزب الله في عمليات تبادل الأسرى السابقة والحالية مع الإسرائيليين أن يظهر قدرةً نوعية في عمليات التبادل على مافيها، ولكن مايلفت النظر أن هذه القدرة تبدو مفلولةً أو منعدمة في فعل شيء من هذا القبيل تجاه المئات من اللبنانيين الأسرى والمفقودين لدى النظام السوري وفي سجونه في ظل مطالبات مديدة من اللبنانيين بفك أسر معتقليهم ومفقوديهم. ومن ثم فإن كل هالاحتفالية لم تستطع أن تغطي أن في الساحة المقابلة للأمم المتحدة في بيروت يتواصل اعتصام العديد من أهالي المحتجزين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية منذ ربيع عام 2005 في خيمةٍ يتناوب عليها آناء الليل وأطراف النهار عدد من الأمهات العجائز الصامدات والمقاومات الصابرات عن حق وحقيقة، اللائي يشكين إلى الله همهن وحزنهن من ظلم الظالمين. ونظرة إلى الجميع تكفي لمن كان له قلب أن يحس بحجم معاناة هؤلاء (العواجيز) كمداً وحسرةً ومرضاً وكآبةً ونوحاً على غياب أكبادهم في ظلمات المعتقلات السورية، وهم يعيشون على أملٍ يقتانونه قطرةً قطرةً، وينتظرون ساعةً من نهار يرون فيها عودة أحبائهم ومفقوديهم قبل أن يُودِّعوا فيها الحياة.
من قبيل التوافقات أو المفارقات لافرق فإنه في الوقت الذي تمت فيه عملية تبادل الأسرى اللبنانيين تمّ فيه إطلاق سراح أسير سوري جولاني هو السيد سيطان نمر الولي عميد الأسرى السوريين بعد ثلاث وعشرين عاماً من السجن. مفارقات المشهد تؤكد أن إطلاق سراحه لاعلاقة له بصفقة التبادل بل سببه قرار محكمة إسرائيلية لاعتبارات صحية، وتذكّر السوريين خصوصاً أن لهم أسرى (تختخوا) في السجون الإسرائيلية ولامساعي جدية رسمية لإطلاق سراحهم وإغلاق ملفهم كما حصل في إغلاق ملف الأسرى اللبنانيين، كما تلفت الانتباه أن التغطية الإعلامية في إطلاق سراح سيطان كانت متواضعة جداً ودرويشة قياساً على ماكان في لبنان رسمياً وشعبياً بدا فيها أمر سيطان المناضل والمقاوم وكأنه إطلاق سراح سجين جنائي. لقد سمعنا عن اتصال الرئيس السوري بالفنان وديع الصافي مطمئناً وكافلاً وآمراً بعلاجه على نفقة الدولة بمبادرة منه ولكننا لم نسمع أنه اتصل بالسيد ســيطان عميد الأسرى السوريين العائد من الأسر مسلماً ومطمئناً ومتعهداً به معاشاً وعلاجاً ودعماً ولاسيما أنه مريض ومصاب بمرض عضال كان سبباً في إطلاق حريته.
قال له: إذا كان تحرير قنطار عند العدو الإسرائيلي له كل هذه التكلفة، فهل يعني أن نتكلف أضعافها لتحرير القناطير المقنطرة من أسرانا الصامدين في سجون قامعيهم وجلاديهم في سجون الممانعين وهم يرفضون إطلاق حريتهم..!!؟
فأجابه: في فقه المقاومة والمقاومين وأحكامها ونواقضها مامفاده أن يكون القنطار عند العدوة اللدودة هو من قلة النخوة والشهامة وهو غيره أن يكون عند الشقيقة المقاومة الممانعة، فليس من السهل أن تحرر قنطاراً من معقل الممانعة لأنه في بيت أهله وأحبابه ولن يقصّروا في ضيافته والاعتناء به لعشرات السنيين، ولن يخرج من عندهم حتى بمرضٍ أو علّة إلا أرطالاً وأجزاءً أجزاءً من قنطار، فالويل لهم، الويل لهم والعار.
cbc@hotmailme.com
* كاتب سور ي
خمسة – أربعة = ألف ومئتان
مقال حكيم. نعم العالم العربي والاسلامي في خطر لان الجهل والفقر والفساد وعدم تطبيق العدل في ازدياد وان ظهور المليشيات الطائفية المسلحة خاصة يدل على ذلك والمستقبل قاتم ثم ان ايران تحفر قبرها بيدها لان تصدير ودعم المليشيات الطائفية ومنها الحرس الثوري ،بدر ،صدر ،القدس ،فرق الموت ،حزب الله .. كلها سرطانات لتدمير ايران اولا والانسانية ثانيا لان العالم الحر سوف لن يسمح لاعادة المليشيات الصفويون مرة اخرى اي باسم العرق الالهي(ال البيت) والاحقاد التاريخية لتسيطر ايران على الانسانية او كما اراد هتلر.
خمسة – أربعة = ألف ومئتانمن الطبيعي ان نفهم العقلية الاجرامية الارهابية العنصرية لاتباع ولاية الفقية حتى نفهم الموضوع بشكل افضل فاعداد القتلى والجرحى والمهجرين وتدمير الاقتصاد والبنى التحتية …. التي افتعلتها اسرائيل من خلال اكثر من 2500 طلعة جوية و اكثر من 100 الف قذيفة وصاروخ على لبنان …. كل هذا لا يعني شيئا عند من يسمون انفسهم ( مقاومة )! الولي الفقية لا يهمة الخسائر بل يهمة عدد الاصوات الجديدة التي حظي بها من خلال المجزرة التي افتعلها واكد فيها انه نصر الهي! والدليل : ( الاسرائيلي قال هيك )! وايران اكبر مثل : 70% من الشباب الايراني… قراءة المزيد ..
خمسة – أربعة = ألف ومئتان
syria emetalo القصيدة الدمشقية نزار قباني هذي دمشقُ
http://www.youtube.com/watch?v=pw1yhbOO_ZI&feature=related
خمسة – أربعة = ألف ومئتان
syria emetalo القصيدة الدمشقية نزار قباني هذي دمشقُ
http://www.youtube.com/watch?v=pw1yhbOO_ZI&feature=related
خمسة – أربعة = ألف ومئتانفخامة الرئيس، الآن دور المعتقلين في السجون السورية صحيفة النهار اللبنانية – الخميس 17 تموز/ يوليو 2008 علي حماده (ali.hamade@annahar.com.lb) بقدر ما نفرح لعودة الاسرى المحررين من السجون الاسرائيلية ومعهم رفات المقاومين من ابناء التنوع السياسي والطائفي اللبناني، نحزن لكون الملف موضوع النزاع مع اسرائيل قد اقفل قبل ان يبدأ العمل الجدي في اتجاه قفل ملف خلافي اساسي مع النظام السوري، عنينا ملف المعتقلين والمفقودين في السجون السورية. فإذا كانت اسرائيل دخلت مقايضة “مؤلمة ومحزنة” على ما صرح المسؤولون فيها اكثر من مرة، فمن يدفع دمشق الى الشروع في تسوية هذا الملف الكبير جدا الذي… قراءة المزيد ..
خمسة – أربعة = ألف ومئتان
ان صوتك واصوات مثلك في مهب الريح في هذه الانظمه البائسه لقد تزعزع ايماتي في هذه الامه العربيه واصبحت اتمنى ان اكون غير عربيه