خطة دولية إقليمية لإنهاء الأزمة السورية: «ممر آمن» للأسد وجيش موحد يدير فترة انتقالية

2


يمكن أن تتّفق المعلومات التي تطرحها “الرأي” الكويتية (بدون أن تبيّن مصادرها) مع معلومات غير منشورة حتى الآن (ولكنها “دقيقة”) مفادها أن الأميركيين والفرنسيين اقترحوا على مناف طلاس أن يبقى خارج “مشروعات الحكومات الإنتقالية” التي بدأ الإعلان عن نيّة تشكيلها من عدة جهات معارضة قبل أسابيع. أي البقاء “كورقة إحتياطية”!

وضمن المعلومات غير المنشورة، أيضاً، أن الملك عبدالله بن عبد العزيز استقبل العميد مناف طلاس فور خروجه من سوريا عبر لبنان ومنه، بطريق البحر، إلى قبرص في عملية نفّذتها الأجهزة الفرنسية.

بالمقابل، هنالك تساؤلات حول ما إذا كان مناف طلاس “مؤهلاً” للعب دور أساسي: فبعض المصادر تقول أنه ربما لعب دوراً، قبل أشهر، في قمع الإنتفاضة في “دوما” مما يجعل يديه “ملطّختين بالدماء”!

في أي حال، “السيناريو” الذي تطرحه “الرأي” منطقي، ويوفّر دماء وخسائر كثيرة على السوريين، ويمكن أن يحظى بتأييد عدة جهات من المعارضة السياسية، ومن الجيش الحر. أي أنه أحد السيناريوات “الممكنة”! لكنه
يتوقّف، أيضاً، على قبول بشّار الأسد به. وهذا ما ليس مضموناً على الإطلاق..

ومن المؤكد أن حظوظ مثل هذا السيناريو سوف تتزايد إذا ما تحقّقت “المنطقة الآمنة” التي كثر الحديث عنها في اليومين الأخيرين. فمثل هذه المنطقة يمكن أن تسمح لبعض أركان النظام، وخصوصاً من العلويين، بتهريب عائلاتهم إستعداداً لاتخاذ موقف من الأسد!

الشفاف

*

أوضحت مصادر ديبلوماسية عربية رفيعة المستوى لـ «الراي» ان مخرجا للأزمة السورية يجري العمل على انضاجه بهدوء بين دول القرار العالمي وبموافقة إيران ودول الخليج وتركيا، ويقضي المخرج بتأمين «ممر آمن» للرئيس بشار الأسد كي يغادر السلطة على ان يضمن المرحلة الانتقالية بعد انتهاء حكمه «جيش قوي موحد متماسك» يُعاد تنظيمه من الموجود حاليا عبر قيادات لم تتلطخ أياديها بالدم مع اعادة دمج ضباط وجنود الجيش الحر.

ورأت المصادر ان أكثر الدول قربا من الأسد وعلى رأسها إيران وروسيا والصين «باتت مقتنعة بأن النظام السوري انتهى وان لا حل نهائيا ببقاء الأسد في السلطة» لكنها تحتاج الى ضمانات في مرحلة ما بعد الاعلان عن سقوط النظام «ولا تجد ذلك إلا في بقاء دور قوي للمؤسسة العسكرية خلال مرحلة انتقالية، فهذا الدور يخفف من هواجس حزب الله وإيران قليلا خصوصا ان نقاشا مستفيضا دار في طهران وكواليس الحزب اللبناني حول انعكاسات سقوط الأسد على ما يسمى بمحور الممانعة وحول التخفيف ما أمكن من سلبيات هذه الانعكاسات ما دامت الامور كلها تسير في اتجاه تغيير النظام».

وتفسر المصادر سبب تراجع حدة المواقف المؤيدة لبشار الأسد بين طهران والضاحية الجنوبية لبيروت بانها جزء من اعادة تموضع للتحول تدريجيا من الانحياز الاعمى للنظام السوري ضد الشعب السوري الى منطقة تخفيف الخسائر. ويمكن في هذا الاطار ادراج المواقف التي عبر عنها مسؤولون إيرانيون كبار في محادثات مغلقة مع نظرائهم الخليجيين، اضافة الى نأي «حزب الله» بنفسه عن مناصرة الشبكات السورية التخريبية في لبنان بعدما بدأت تفاصيلها بالانكشاف تدريجيا.

وتعتبر المصادر ان بقاء الجيش السوري موحدا وتوليه عملية انتقالية سياسية «موضع ترحيب أميركي واوروبي، بل ان الأميركيين ومنذ اللحظة الاولى للثورة السورية لم يخفوا رغبتهم في رؤية مجموعة من الضباط من رتب عالية ومن مختلف الطوائف تدخل الى القصر الجمهوري في سورية وتطلب من الأسد التنحي. فبقاء الجيش السوري موحدا يشكل ضمانة ايضا للحدود الإسرائيلية اذ ان الفوضى يمكن ان تنتج مجموعات متطرفة وخارج اطار السلطة المركزية تهدد حالة الاستقرار القائمة منذ عقود في ما يتعلق بجبهة الجولان. اما روسيا والصين فبقاء دور لجيش موحد اكثر من ضروري لهما نظرا للاتفاقيات والمعاهدات ونوعية الاسلحة الموجودة».

وذكرت المصادر ان الأسد ابلغ محاوريه الروس والإيرانيين الذين نقلوا الاقتراح اليه بانه موافق وغير متمسك بالسلطة لكنه لا يريد تسليم البلاد للارهابيين والفوضى، حسب تعبيره، وان الوقت الذي يقضيه في مواجهة المسلحين سيوفر امكانات اكبر للحل المطروح. «لكنه في الوقت نفسه يدفع بالجيش السوري للقيام بعمليات دموية اكثر من ذي قبل ويستخدم الطائرات بشكل عنيف ويزج بالجنود النظاميين في معارك القرى بل يكلفهم احيانا بمهمات الشبيحة، وكأنه يريد احراق الحل تماما وخلق أمر واقع تتسع فيه الهوة اكثر بين الجيش والناس… وهو الأمر الذي بدأ يفقده صدقيته تماما في موسكو وطهران».

وكشفت المصادر ان العميد مناف طلاس الذي غادر النظام قبل اسابيع من دون ان تفتح وسائل الاعلام السورية الرسمية النار عليه كما فعلت مع غيره اجرى سلسلة محادثات مع ضباط كبار في الجيش السوري ومع نظرائهم في الجيش الحر بدأها بالدعوة الى التخفيف من التطرف في المواقف والبحث عن قواسم مشتركة للاتفاق في مرحلة سقوط النظام وما بعدها «لكنه لم يفصح عن نتائج جهوده التي باركتها دول خليجية اضافة الى فرنسا».
وختمت المصادر بالقول ان خيارات الاماكن التي سيلجأ اليها الأسد وعائلته محدودة «انما لا يستغرب احد ان قرر اللجوء الى دولة خليجية لطالما هاجمها وحلفاءه ووسائل اعلامه، لانه يعتبر ان مسؤولي هذه الدولة هم الوحيدون الذين ان تعهدوا التزموا وان وعدوا صدقوا».

الرأي

2 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
أ. د. هشام النشواتي
أ. د. هشام النشواتي
11 سنوات

خطة دولية إقليمية لإنهاء الأزمة السورية: «ممر آمن» للأسد وجيش موحد يدير فترة انتقاليةيقول التاريخ وحتميته بان استمرار الاستبداد والفساد وعبادة الفرد او الاسرة في اي مجتمع او دولة يؤدي الى تدمير وتقسيم الدولة والمجتمع كما نلاحظه الان في سوريا بان النظام السوري الارهابي السرطاني الخبيث يستخدم الطيران والمدفعية والدبابات لتدمير سوريا وشعبها. لقد حاول الشعب السوري العظيم وبشكل سلمي ان يوقف الاستبداد والفساد والطائفية بثورة سلمية نادت بالحرية والديمقراطية ولمدة 9 اشهر ولكن نجح النظام السوري الدموي الخبيث الارهابي نتيجة القتل والمجازر من تحويل قسم من الثورة السلمية الى مسلحة واستغل النظام وجود الجيش الحر كذريعة في تدمير المدن… قراءة المزيد ..

khaled
khaled
11 سنوات

خطة دولية إقليمية لإنهاء الأزمة السورية: «ممر آمن» للأسد وجيش موحد يدير فترة انتقاليةNo doubt that, No Human Being would not try hard to look for a Solution to STOP the flow of the Syrian people’s Blood. But those had made the STREAMS of Blood flow into the streets of the Syrian Cities, should not get away with it, even if the West and the East or any Democratic Country are involved in this Solution. Those killers went beyond belief by killing their own people, Military or Officials or Politicians should be held accountable and brought to JUSTICE. Otherwise any… قراءة المزيد ..

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading