أنظري سيدتي بحب أو بحزن لما آل إليه حال المصريين.
مصريون مولداً ومصريون جنسيةً ومصريون مشرباً و…………. حجازيون ثقافةً؟!!! هم بعض مصر في بطن مصر كالوليد الشيطاني لايخرج من رحم أمه إلا بشق بطنها.
إنهم يطعنونني بك يا ترتيلة القلوب الجزعى.
يطعنونني بك سيدتي البتول، وأنت للكون طُهر لمن يريد التطهر، فأنت أم الحياة.
أنت حب صاف عشت في دفئه إبان سعيي البحثي عن نبؤات تسبق نبؤات العهد القديم، فتركوا الموضوع الأصلي وكل الخطوات البحثية ليكملوه، اجتزاء من المقدمة مع جملة من الهوامش ثم من النص في تشكيل من ثلاثة مواضع حتى أبدو رفيقا ليهوذا، بينما كنت لي سيدتي طوال هذه الرحلة البحثية رفيقا لأن الموضوع موضوعك. أستمد منك أمومة كونية لا ترقى إليها إنسانيتئ المجبولة علي الخطيئة، فلا شك اني أخطأت وأني أهملت التمييز بين الأمهات القدامي وبين أم النور بما هو واضح كاشف حذر الغباء أو حذر نمر كامن بين أولاد الأفاعي، متصوراً أن الأمر واضح ولا يحتاج بيانا. وهل لو حدث حقا ما قالوا، ألا يعلمون أن كل أحداث الميلاد القدسي هي من أجل الخلاص من الخطيئة بالإيمان…. وإلا فلماذا كان كل هذا؟ إنهم لايفهمون العقيدة المسيحية إلا من باب تكفيرها فقط، كل ما يعلمونه عنها ما جاء بالقرآن فقط، لقد أنكره أخص تلاميذه بطرس الصخرة التي بنيت عليها الكنيسة، وأنكر توما جروحه وظلا من الحواريين.
عذرا سيدتي لم أكن أعلم أن زمانا كهذا سوف يأتي علينا يتم فيه كل هذا اللعب بالناس وبالأديان وبالأوطان، لقد بحثت عن النبؤات بك لكني لم أبحث في النبؤات بظهور أبناء الشيطان.
ثم قالوا إني غيرت ديني وأنا والله لاغيرت ولا بدلت، وإني والله على العهد مع الحق ثابت والعدل مطلبي وعيال الله في مصر غايتي والحب إيماني والإنسان المصري أسمى اهتماماتي، والإنسان في أي مكان ومن أي دين هم أهلي وديدني.
قال ابن الإنسان: “أحبوا أعداءكم”. لكني يا سيد من طينة بشرية خالصة يشوبها ما لا يشوبك، فإني لا أستطيع أن أحب من يفرش الطريق إليك بكراهية الآخرين وبدمائهم عند المستطاع. يا سيد دعني أستمتع بتعرية عورات القتلة وأبناء الشيطان تطهيراً لوطني، لأني يا سيد ابن الحياة ولست ابن الموت، وشروط الحياة تقتضي تطهيرها من العفن القاتل للحياة.
يا سيد الخلود كيف لي بطاعة بضاعتك التي هي مُرةً كالحنوط على قلب كل مظلوم، حُبك مثالي وأنا اعيش في أوكار أولاد الأفاعي؟ تقول في مثالياتك القدسية: “أحسنوا إلى مبغضيكم”، لكنهم يا سيد يبغضون وطنا بكامله ومعه كل الدنيا، وبصراحة يا سيد لن أطيع أمرك الثاني بدوره فهو بحاجة لملاك ذي أجنحة وأنا لست بملاك ولا بقديس ولا لي أجنحة، وطالما همتي قائمة فعليهم أن يستمروا في عد خسائرهم.
وقال السيد الماجد: “وصلوا لأجل الذين يسيؤن إليكم”. مين ها يطيعك يا سيد وهم يكذبون ويفترون الباطل ويقطعون الأرزاق والأعناق ويريدون لنا استعباداً تخرج بعده مصر من عالم البشرية؟
عذرا يا سيد، هذا بذخ في العواطف وإسراف في التصوف العاشق، وهو بدوره ما ليس في استطاعتي.
سأطيعك يا سيد في البند الثالث وسأصلي من أجل خلاصهم مما هم فيه، حتى يصحوا ويتعافوا ويعيش وطننا حياة نستحقها كبني الإنسان في بقية المسكونة، نستحق مساواة وعزة وعدل وكرامة وعلما وحضارة ومفاخر بالإنجازات..
وصلاتي لا تكون في المسجد ولا في الكنيسة لكنها في محراب الإنسانية ولابن الإنسان صلاتي. صلاتي هي عمل لم يكل ولم يمل في خدمة معلومة لكل ذي فهم ولن يهن يوماً.
صلاتي هذه ستستمر رغمي ضربي بالأوجاع ورغم ضربي من الناس.
واللهم انصرنا على القوم الظالمين.
اللهم لا تبقي ولا تذر هوسهم مسلطا على مصرك وشعب مصرك الذي باركته.
واللهم تقبل مني عملي صلاة خالصة من أجل وطني.
آمين سيدتي
آمين سيدي
آمين يا مصر
آمين يا عدل ويا حقوق ويا مساواة ويا علم ويا معرفة
آمين يا وطن………………….. آمين
elqemany@yahoo.com
* القاهرة