من المهم أن يحرص السيد حسن على تجنّب مثل هذه الإشارات الخطيرة وان تداعياتها على الساحة الوطنية أو العربية وآثارها على العلاقة السُنية الشيعية اكبر من أن تحقق له موقعا تنافسيا أو رداً على القوى المناوئة له في لبنان أو غيره.
كنت أتوقع أن يصدر بيان توضيحي للخطأ الكبير الذي كنّا نخشى عواقبه على السلم الأهلي واستقرار المجتمع العربي ليس في لبنان وحسب بل وفي أرجاء أخرى من الوطن العربي حين زل لسان السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لبنان خلال إحدى خطبه في حزيران الماضي وانذر الخطاب العربي ككل من التعرض لقضية ولاية الفقيه بحكم أنها بحسب تصريحه عقيدة إمامية ومس لمشاعر الطائفة.
والحقيقة أن إدراك حداثة القول بهذه المسألة أمر معروف في الساحة الفكرية والثقافية فضلاً عن مكان تداوله الأصلي وهو الحوزات العلمية لكن تأكيد هذا الإيضاح كان مهما أن يصدر من مرجعية ذات وزن واحترام في كلا الساحتين الشيعية والسنية وقد صدر هذا التوضيح بالفعل من سماحة السيد محمد حسين فضل الله في حديث أدلى به ردا على استفسارات بعض الشباب نقلت منه صحيفة الحياة هذا التوضيح الذي أكد فيه أن ولاية الفقيه نظرية اجتهادية حديثة.
وكما أسلفت أن هذه المسألة معلومة ووقتها حديث لم يطل به الزمن وان لجوء الإمام الخميني لانتخاب هذه المسألة وتطويرها كانت لغرض تبرير قيام حكم سياسي للطائفة الامامية قبل الرجعة فضلاً على ما تضمنته هذه الاجتهادات من تفصيل لبسط النفوذ والمشروعية السياسية المجللة بالغطاء الديني لتجاوز عقبات وصراعات داخلية عاشتها الثورة الإيرانية مكنّت لها نظرية ولاية الفقيه مباشرة الحسم داخل إيران وخارجها في حركة الاستقطاب الضخمة للمشروع الأممي للجمهورية الإيرانية.
غير أن الخطير بالفعل أن يُصار إلى نقل هذا المصطلح خارج الجمهورية الإيرانية رغم الصراع العنيف الذي تعيشه الحياة المدنية والفلسفية داخل الجمهورية مع هذا المفهوم وما كشفته أحداث حزيران من تمرد ضخم على إلباس هذه النظرية قداسة دينية وامتحان الشعب بناءً عليها , فكيف أن يُصار إلى أن تُصدّر خارج الحدود الإيرانية وتُطرح في مواجهة الدولة الوطنية وثقافة التعايش، ثم يُهدد المجتمع الآخر لو رفضها على واقعه الإنساني والديني والاجتماعي والسياسي، وبالذات حين تستدعى الذاكرة وعلاقة استخدام الولاء لهذا المفهوم في الحرب على العراق من خلال تشكيلات مجلس الحكيم الأعلى التي حاربت الجيش العراقي من معارك أم قصر حتى سقوط بغداد، وما صاحب عملية غزو أفغانستان وعلاقة بعض أبناء الهزارة بالموقف الإيراني العقائدي ودمجهم في تشكيلات الحرب على طالبان.
لا ادري إن كان السيد حسن كان يُدرك ماذا يعني تصدير مثل هذا المفهوم على علاقات الطائفتين أو خارجهما وخاصةً في الأجواء المتوترة أو أنّها بالفعل كانت زلةً أو تقديراً خاطئاً لم يتريث فيه مع كثرة حضوره الإعلامي الخطابي كقضية إعلان السابع من أيار يوماً مجيدا وهو ما تراجع عنه بعد ذلك بعد أن أوقع في نفوس الناس ما أوقع.
إن من المهم أن يحرص السيد حسن على تجنّب مثل هذه الإشارات الخطيرة وان تداعياتها على الساحة الوطنية أو العربية وآثارها على العلاقة السُنية الشيعية اكبر من أن تحقق له موقعا تنافسيا أو رداً على القوى المناوئة له في لبنان أو غيره فتمّر الحادثة الخطابية ومسبباتها وتبقى آثار هذه الزلات في الضمير الوطني لشركاء الوطن والحياة العربية.
إننا ندعوه مخلصين مذكرين بما يصرح به رئيس وزراء العدو الصهيوني وباقي معسكره في تل أبيب وواشنطن من حرصهم على تفرقة الصف وزراعة الفتنة ولن يجدوا ما يخدمهم مثل توتر الخطاب وطأفنته خارج إطار التداول السياسي الممكن أن يُحسم دون تحشيد الشارع طائفيا، وان هذه اللغة الخطيرة هي التي كرسّها بريمر وجرى عليها خطاب الطائفية السياسية في العراق المحتل فكانت مبدأ الشرر لنهر الدماء وهو ما يدعونا للحذر من تكرار هذا المزلق الخطير.
ونكرر بتأكيد تقديرنا للسيد فضل الله على موقفه المسؤول لوأد أي تطور وقراءة لتفسير مثل هذه التعبيرات والإنذارات في وقت يتمنى جميع المخلصين في الوطن العربي أن تؤول الأمور في لبنان إلى درس في الوحدة لا الفتنة.
كاتب وإصلاحي سعودي – الاحساء
صحيفة “المدينة” السعودية
خطأ نصر الله وتصحيح فضل الله عندما يرغب ديكتاتورٌ أو حالمٌ بتنصيب نفسه ديكتاتوراً، يسارياً كان أو يمينياً، وفي أي مكان من العالم، وفي أي وقت كان، عندما يرغب بعزل المجتمع عن العالم أو اللجوء إلى القسوة ضد الحراك الديموقراطي فهو يتبع برنامجاً محدداً بعشرة خطوات تقليدية، وهي (1)الإدعاء بوجود مؤامرة، (2)تأسيس معتقلات سرية، (3) توظيف واستخدام ميليشيات مدنية مسلحة رديفة له، (4) تأسيس جهاز مراقبة وتجسس، (5) إعتقال مواطنين بإسلوب تعسفي، (6) إختراق التجمعات/المنظمات الأهلية، (7) إستهداف شخصيات هامة، (8) ملاحقة الصحفيين، (9) وصف كل إنتقاد بأنه “خيانة” و (10) تدمير دولة القانون. عندما توضع هذه الخطوات قيد التنفيذ… قراءة المزيد ..
خطأ نصر الله وتصحيح فضل الله
افيقوا كلها مسرحيات لللنظام الايراني المليشي وللنظام البعثي المخابراتي السوري لتدمير الشعب اللبناني بعد ان دمر الشعب السوري وانهاء الديمقراطية واحترام الانسان وجعل لبنان لقمة صائغة بيد االنظام الايراني المليشي ليكون منطلق للزحف الايراني على الحرمين الشريفين. يقول احد علماء الاجتماع(ومازال حزب الله يتلمظ لالتهام لبنان مثل فطيرة محشوة بالزبيب، أما إيران فهي تبني صنما نوويا لالتهام كامل الشرق الأوسط)
خطأ نصر الله وتصحيح فضل الله نسي الاخ مهنا ان يذكر ان السيد فضل الله سكت اسبوعاً على الموضوع الذي تصدى له الدكتور سعود المولى في مقابلة مع موقع ناوليبانون يوم الجمعة 19 حزيران طالب فيه علماء الدين وبالتحديد السيد محمد حسين فضل الله والشيخ عبد الامير قبلان بعدم السكوت على ما قاله نصر الله في خطابه؟؟ مقتطف من المقابلة: استغرب الدكتور سعود المولى في حديث لـ”nowlebanon.com” “صمت العلماء الشيعة وكبار رجال الدين وعلى رأسهم السيد محمد حسين فضل الله والشيخ عبد الامير قبلان وكل قضاة الشرع والمفتين”، ازاء ما قاله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير من أن “ولاية… قراءة المزيد ..