نشرت جريدة “ليبراسيون” مقالاً للكاتبة الفرنسية (اليهودية) “كلارا هالتر” التي كانت (مع زوجها “مارك هالتر”) قد قابلت خالد مشعل في يوم 26 ديسمبر 2008، قبل ساعات من بدء القصف الإسرائيلي لغزة (في مقال سابق كان “مارك هالتر” قد علّق بأن من الواضح أن مشعل “لم يكن بتوقع” بدء العملية العسكرية ولذا فقد وافق على الإجتماع معه في ساعة متأخرة من ليل 26 ديسمبر…).
كلارا هالتر من دعاة “السلام”، وهي تعتبر كلام خالد مشعل في ديسمبر 2008 “أقل تطرّفاً بكثير” من كلام عرفات في 1967. ماذا يريد مشعل حسب كلارا هالتر: أن تتحدث إسرائيل معه وليس مع محمود عبّاس. على أي أساس؟ على أساس حدود 1967!
هذا يسمى “قم لأقعد محلّك”! هل “جبهة الممانعة” هي جبهة “تبادل كراسي” فقط؟
إستطراداً، هل ذلك هو السبب في أن “حزب الله” استبعد الدولة اللبنانية من مفاوضاته حول تبادل الأسرى مع “العدو الإسرائيلي”؟ مثل خالد مشعل، حزب الله قادر على “الإيفاء بتعهّداته” لإسرائيل، بعكس الدولة اللبنانية المغلوبة على أمرها بفضل.. الحزب نفسه!
ما يلي ترجمة المقاطع الرئيسية لمقال “كلارا هالتر”. مع رابط للموضوع بالفرنسية في جريدة “ليبراسيون”.
*
غداة حرب يونيو 1967، توجهت إلى بيروت بإسم “لجنة اليسار من أجل سلام بالتفاوض في الشرق الأوسط”. قابلت ياسر عرفات وكل واحد من قيادات جبهة الرفض الفلسطينية. في تلك الحقبة، كان كلام ياسر عرفات أكثر تطرّفاً بكثير من الكلام الذي سمعته، قبل أسابيع قليلة، من زعيم “حماس”، خالد مشعل الذي قابلته مع “ماريك هالتر” في مقر قيادة “حماس” بسوريا قبل ساعات من إندلاع حرب غزة. قبل 40 سنة، كانت مصافحة عرفات تعادل مصافحة يد قاتل. اليوم باتت منظمة التحرير الفلسطينية هي المحاور المفضّل لإسرائيل، والممثّل المعترف به لشعب فلسطين.
قال لنا خالد مشعل: “أنا مستعد للبحث مع إسرائيل، أيا كان رئيس الحكومة الذي سيتم انتخابه، على أساس الوضع الذي كان قائماً في 4 يونيو 1667”.
– إذا، ما الذي يميّزك عن محمود عبّاس؟
– “أنا أمثّل الفلسطينيين على المستوى الشرعي. وهذا هو الفرق: أنني قادر على الإيفاء بتعهّداتي، في حين لا يستطيع محمود عبّاس الإيفاء بتعهّداته. مع الإسرائيليين، لا تفيد سوى القوة، والقوة معي. إذا جرت إنتخابات الآن، وهذا ما نطالب به، فإن حماس ستخرج منها منتصرة”.
يرد الإسرائيليون بأن “العرب والفلسطينيون لا يفهمون سوى لغة القوة”. هل ينبغي أن ننتظر 40 سنة أخرى قبل أن تصبح “حماس” محاوراً يمكن التعاطي معه، هذا إذا افترضنا أنه خلال 40 عاماً- أو حتى الآن- لن يخرج تنظيم آخر آكثر تطرفاً منها.
يضيف خالد مشعل: “من الضروري تسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني على الفور”.
وكان الرئيس بشار الأسد، في صباح اليوم 26 ديسمبر نفسه قد أعلن أن سوريا مستعدة لمفاوضات مباشرة مع إسرائيل. وهذا سبب إلحاح خالد مشعل للدخول في اللعبة، إذ ماذا سيكون مصير الفلسطينيين لو تخلى عنهم العالم العربي؟..
إن المحادثات التي جرت في الماضي بين محمود عبّاس وحكومة أولمرت-ليفني لم تكن عبثاً كما يعتقد خالد مشعل، مع أنها لم تسفر عن تنفيذ قرارات أنابوليس. فـ”ثقافة الحلول الوسط” ليست شيئاً ينبغي الإستهانة به. ويتراءى لي أن خالد مشعل، إذا ما صدّقنا أقواله، مصمّم بدوره على البحث عن تسوية. لماذا لا نعطيه المجال لإثبات صدق أقواله؟
http://www.liberation.fr/monde/0101314701-parler-avec-le-hamas
التفاوض تم
لقد تفاوضت إسرائيل بالفعل مع مشعل باللغة التى يفهمها.