الكثيرون تساءلوا مَن يكون محمد منير الماجيدي، عقب اندلاع ما أصبح يُسمى بـ” فضيحة الكاتب الخاص للملك محمد السادس” وذلك بعد استفادته من امتياز “شراء” أرض بمساحة أربعة هكتارات ونصف، تقع في المدار السياحي لمدينة تارودانت بمبلغ بخس لا يتعدى 50 درهما للمتر المربع، في حين أن تقييما أوليا لسعرها الحقيقي يصل إلى خمسة آلاف درهم للمتر المربع. وبذلك، وكما جاء في عملية حسابية مُعقدة، بالنسبة لمن لا يفهمون في لغة الأرقام “الغليظة”، فإن “لكتاتبي ديال الملك”، يكون قد لهف مبلغا لا يقل عن عشرين مليار سنتيم، في بلد يعيش فيه أزيد من ستة ملايين نسمة تحت عتبة الفقر، حسب إحصاء رسمي.
تساءلنا بدورنا مع السائلين: تُرى مَن يكون محمد منير الماجيدي هذا؟ ولماذا يُصر على أن يجعل من نفسه نسخة مُكررة، فيما يتعلق فحسب بلهف المال العام المغربي، من سلفه أحمد رضا كَديرة ( للإشارة، فهذا الأخير التحق بخدمة الملك الراحل الحسن الثاني ولم يكن يملك سوى سترته، وحينما مات تبين أن ثروته تُقدر بالملايير، قال عنها وعن صاحبها – أو بالأحرى لاهفها- العارف بالكثير من كواليس المخزن ونعني به الأستاذ عبد الكريم الفيلالي في استجواب له مع أسبوعية الأيام عدد282 الصاد ر بتاريخ 26 ماي 2007 : “إن العلاقة التي كانت تربط كَديرة بالحسن الثاني هي التي جعلته يحصل على العديد من الامتيازات لدرجة أنه عندما توفي قُدرت ثروته بحوالي 850 ملياراً، وقد كان الحسن الثاني يعرف تفاصيل هذا الأمر جيدا”…
غير أن ثمة وجه اختلاف كبير بين سكرتير الحسن الثاني، وسكرتير محمد السادس، فيما يتعلق بالإمكانيات العلمية والفكرية. فقد كان كَديرة يُنعت بأنه المهندس الحقيقي، لكثير من تفاصيل المشهد السياسي والاقتصادي المغربي، عقب تولي الحسن الثاني الملك، فضلا عما كان يتميز به من زخم فكري وثقافي غربي وعربي. في المقابل، ثمة حكايات طريفة تفيد أن الماجيدي “سطل بلا يدين”، ومنها أنه في أحد الأيام غير البعيدة، توصل محمد السادس بخبر اشتداد حالة المرض على الوزير الأول السابق – الذي رحل منذ بضعة شهور عن دنيانا – ونعني به الأستاذ عبد الله إبراهيم، فكان أن أمر الملك الماجيدي بالتكفل بأمر الرجل الكبير حقا في تاريخ المغرب المعاصر، غير أن الكاتب الخاص للملك خرج على موظفيه صارخا وهو يكاد يلطم خديه: شكون هو هاد عبد الله إبراهيم؟ تصوروا…… ).
هكذا إذن يُعيد التاريخ المخزني نفسه، من رضا كََديرة إلى منير الماجيدي، وقد سبقهما آخرون من نفس الطينة، مع تعاقب ملوك العلويين، نذكر منهم أحمد بنموسى الملقب بـ”با حماد” على عهد الحسن الأول، والمهدي المنبهي على عهد عبد العزي..
لنعد لسؤالنا: تُرى مًن يكون محمد منير الماجيدي؟ حاولنا الإجابة عن هذا السؤال، من خلال مصادر مغربية متعددة، كما ترجمنا حرفيا النص، المخصص له كما جاء في الكتاب المهم جدا للصحافيين الفرنسيين “نيكولا بو” و”كاترين غراسييه” بعنوان ” حينما يصبح المغرب إسلاميا” .
تقول مصادر عديدة، من بينها صحف مغربية، تناولت السيرة الشخصية والمهنية للماجيدي، أن هذا الأخير لم يولد بملعقة من ذهب في فمه، شأن الكثير من أبناء العائلات الملتصقة بالمخزن المغربي أبا عن جد شأن: القادري وبنسليمان وبنحربيط و بناني … إلخ، بل “ابتسم” له الحظ حينما تجاو، خلال أواخر سبعينيات القرن العشرين، على مقاعد الدرس في ثانوية دار السلام بحي التقدم الشعبي في الرباط (حيث ترعرع في كنف أسرة متواضعة) مع شاب غير عادي اسمه نوفل. ويتعلق الأمر بابن أحمد عصمان الوزير الأول السابق، ورئيس حزب الأحرار منذ تأسيسه إلى حدود بضع أسابيع قليلة ماضية، والسيدة نزهة أخت الحسن الثاني.
ارتبط نوفل بصديق دراسته أشد الارتباط، فكان طبيعيا أن يقدمه لأبناء خاله الملك الحسن الثاني، وعلى رأسهم ولي العهد آنذاك الأمير محمد. وحظي ابن حي التقدم بالقبول حيث لم يعد يُستغنى عنه في الأوقات الطيبة لشلة الأمراء وأقاربهم. ويشاء القدر الداكن أن يرحل الشاب نوفل في حادثة سير مروعة، لتلحق به أمه كذلك في نفس الظروف المأساوية، وليظل رحيلهما جرحا عميقا في نفوس أفراد الأسرة المالكة. وكان الاحتفاظ بصديق الفقيد ضمن شلة الأصدقاء المقربين من ولي العهد والقصر، بمثابة وفاء لذكراه.
وحينها فهم “ولد التقدم” أن الفرصة مواتية ليتخلص من قدره الاجتماعي المتواضع – ربما – إلى الأبد، حيث تحول بين عشية وضحاها، عقب وفاة الملك الحسن الثاني، إلى واحد من الفاعلين الأساسيين إلى جانب الملك محمد السادس، ضمن شلة ضيقة لتسيير دفة الحكم السياسي والاقتصادي والأمني.. في إطار نمط أوليغارشي واضح.
واليوم فإن “ولد التقدم” السابق يتربع على عرش تسيير واحدة من أكبر الثروات في العالم، ونعني بها ثروة الملك محمد السادس والأسرة الملكية. ويتبين من خلال بعض المعطيات التي تتسرب للصحافة المغربية، أن “م3” ( هكذ لقب بعض العارفين بكواليس القصر الملكي الماجيدي كناية لقربه الشديد من محمد السادس) يصنع الزمن الطيب والرديء – حسب التعبير الفرنسي. فهو لم يكتف بالاستحواذ على سوق اللوحات الإشهارية (= الإعلانية)، بدون أدنى مناقصة، منذ بضع سنوات تعود لأواخر زمن حكم الحسن الثاني، بل أصبح يُملي الشروط الملكية على كبار المستثمرين المغاربة لجعلهم تحث رحمة المخزن الاقتصادي. وبين هذا وذاك، يرفع وُينزل مَن يشاء – إلى ومن – “جنة” المؤسسات المالية التابعة للملك. آخر “إنجازاته” في هذا المضمار طرده لمدير “وافا بنك”، ” الودغيري”، في عملية انتقام سمتها مجلة “تيل كيل” (Tel Quel) بـ”التبرهيش ديال الماجيدي”..
هل عالم الماجيدي بهذه الوردية المطلقة التي يبدو عليها؟ ربما، لكن الاطلاع على بعض التفاصيل الخاصة جدا، في علاقة الملك بكاتبه ، تفيد أن بحبوحة العيش التي يتمرغ فيها “ولد التقدم” سابقا لا تخلو من لحظات عصيبة تتخلل فصولها من حين لآخر، وتتمثل في علقات ساخنة ينالها من ولي نعمته. فثمة معطيات لم يتسن للقارىء المغربي الاطلاع عليها لأسباب لا تخفى، جاءت في أخطر كتاب فرنسي صدر لحد الآن، تناول الشأن المغربي الراهن، ونقصد به كتاب “حين يُصبح المغرب إسلاميا” ننقلها هنا عبر ترجمة حرفية:
” سيد اللوحات الإشهارية”
“… في شهر يونيو من سنة 2006 ، كانت جلسة عمل قيد الانعقاد بالقصر الملكي خُصصت لـ”شركة أونا” بحضور الملك محمد السادس. شرع حينها المستشار المقرب جدا من هذا الأخير، و الذي يشرف على الملف المذكو، منذ ذهاب مراد الشريف، ونعني به محمد منير الماجيدي في سرد عرض طويل. الرجل يُلقب ب “م 3″، بسبب قربه من الملك. فالرجلان يعرفان بعضهما منذ يفاعتهما المشتركة، ولم يفترقا منذئذ (….) إلى حين عهد إليه ولي العهد بمهمة الإشراف على صندوق مال خاص سري. ومن ثمة لجوئه إلى إحداث بعض المشاريع الخاصة بـ”رضا” الملك حسب أقوال الماجيدي نفسه. وكان نجاحه سبب الثقة التي أولاها له محمد السادس فيما بعد، والذي عينه في نهاية سنة 1999 في هذا المنصب الرفيع: “الكاتب الخاص لجلالة الملك”.
وفي سنة 2002 تمت ترقيته لمهام رئيس الهولدينغ الملكي “سيجر” الذي يراقب مجموعة “الأونا” (ONA).
محمد السادس المعروف بمزاجه الناري، كثيرا ما يقف في خضم اجتماعاته مع مستشاريه الأساسيين ليدخن سيجارة، أو ليتمشى بضع خطوات، أو ليشرب فنجان قهوة. لذا فإنه بمجرد ما تناول الماجيدي الكلمة في الاجتماع المذكور حتى شوهد الملك الشاب يترك مقعده ويعبر القاعة. وفجأة أصابته نوبة غضب مفاجئة وارتمى على الماجيدي، وأطاح به أرضا وشرع يكيل له ضربات قوية في وجهه قائلا “ها هو الموقف الذي أوصلتنا إليه، أيها الفاشل، بأعمالك الجشعة”.
صحيح أنه تحت عباءة القصر، قام الماجيدي بتنمية بعض الأعمال الخاصة. وقد لقبت جريدة ” لوجورنال” الماجيدي بـ”سيد اللوحات الاشهارية” (كناية على الفيلم المريكي الشهير “سيد الخواتم”). فعن طريق شركة صغيرة تحت اسم “ف. سي. كوم”، تمكن هذا الرجل الشاطر من تحقيق احتكار غير مسبوق لقطاع اللوحات الاشهارية برمته: فثمة أزيد من ألف ومائتي موضع للوحاته في مدينة الدار البيضاء وحدها، ناهيك عن احتكار الإعلان على الطرق السيارة، وامتياز وضع لوحاته أيضا في مطارات البلاد، دون الحديث عن محطات القطارات، حيث يعود امتياز الاستغلال له في مجموع البلاد.
يكتفي منافسو الماجيدي ببعض عروض الاستغلال في القطاع من طرف الجماعات المحلية. وبذلك فهم لا يتوفرون سوى على عقود استغلال سقفها الأقصى خمس سنوات، في حين أن “م 3” يستحوذ على حق تمديد عقوده إلى مدة تصل لثلاثين سنة. فحتى عائلة المستشار الملكي السابق، وصديق الحسن الثاني احمد رضا كَديرة لفترة طويلة، المتوفي سنة 1995، لم يتم إعفاؤها من العجلة الضاغطة.
فعقد الاستغلال الذي يستفيد منه ورثة كَديرة مع المكتب الوطني للمطارات تم فسخه من طرف القصر لفائدة شركة “ف سي كوم” لصاحبها منير الماجيدي. ليس من شك أن هذا الأخير يُقدم نفسه في كل هذه المعاملات، باعتباره “السكرتير الخاص للملك”. وذلك بطبيعة الحال مع التواطؤ المتحمس للعديد من الولاة والعمال ورؤساء الجماعات المحلية، المهووسين بالظفر برضا القصر. هكذا فإن منير الماجيدي بصدد التحول إلى عراب اللوحات الإشهارية في المغرب.
الأكثر من ذلك أن حكومة السيد إدريس جطو حابت أيضا مستشار الملك من خلال إحداث مشاريع قوانين منظمة للصناعة الإشهارية تدعم احتكار شركة “إيف سي كوم”.
من منظور جاد فإن مجموعة “أونا” تعرف صعوبات حقيقية. فلنأمل أن صديق “م3″ الاشتراكي الفرنسي دومينيك ستراوس كاهن، الذي اقترح عليه (أي على الماجيدي) سنة 2005 متابعة دروس خصوصية، في أفق الخضوع لتكوين مكثف في مجال الاقتصاد، سيساعده على اكتساب رؤية اوضح للإقتصاد المغربي…”.
انتهت ترجمة النص الفرنسي، فما هي تعليقاتكم على القطعة “الجديدة” من هذا العجب العجاب المسمى “الحياة المغربية”؟
mustapha-rohane@hotmail.fr
* الرباط
حينما أطاح محمد السادس كاتبه الخاص أرضاً وأشبعه ضربا
oui je croi ke hicham il a un peu raison surtout lorskon parle dune chose aussi dangreuse il faut tjr montrer les preuves
حينما أطاح محمد السادس كاتبه الخاص أرضاً وأشبعه ضربا Ton article est bourré de mensonges et d’allégations infondés en se basant sur un livre ou des articles de personnes dont l’opposition à la monarchie marocaine et la stabilité du pays est déclarée. Ensuite, c’est vraiment enfantin (tbarhich) de ta part ou de la part de ces petits écrivains de monter des mensonges sur Sa Majesté le roi Mohamed VI comme quoi qu’il a battu son secrétaire particulier M. Majidi et lui a donné des coups de point. J’aimerai juste dire et apporter mon témoignage en tant qu’un simple citoyen marocain… قراءة المزيد ..