يعيش النظام السوري حالة من الخوف الهستيري بسبب العزلة الدولية والعربية والداخلية التي تطبق على صدره، خوف هو أشد من كل ما صدره لمجتمعه من رعب وطغيان وتنكيل. إنه عقاب من الله أو التاريخ لما جنته يداه خلال أربعة عقود من حالة الطوارئ والأحكام الاستثنائية… ولهذا فهو يضرب خبط عشوائي ذات اليمين وذات الشمال كالغريق، فيطال اضطرابه الفزع كل شرائح ومكونات المجتمع السوري: اسلاميين وعلمانيين، يسارا ويمينا، عربا وكردا، خوفا من مستقبل الديموقراطية بوصفها أولوية الأولويات للحراك السياسي الديموقراطي السوري.
وآخر ضربات الخوف والذعر من قبل نظام الطوارئ السوري المعزول، هو لجوؤه إلى منع معمم للسفر خارج الوطن على نخبة العمل الديموقراطي والسياسي والثقافي والفكري في سوريا، وكان منهم د.عبد الرزاق عيد منذ بداية سنة 2006 على شرط أن يمنح موافقة سفر بناء على طلبه ولكن لمرة واحدة. ومع ذلك اعتذر عن سفرات ثلاث (الدوحة-لندن-استنابول) لأن الجهات الأمنية التي كانت تتلقى طلب السفر، تسكت عليه دون جواب، ومع ذلك كنا نسكت على هذه الإهانات بحرية وحقوق الإنسان إذْ قد اعتاد الشعب السوري ما دام الأمر يتصل ـ فقط ـ بمصادرة حرية السفر والتنقل وبالتالي حرية التعبير والتفكير. لكن لم يكن يخطر لنا ـ قط ـ على بال أن تبلغ العدوانية حد عدم الاستجابة لطلبه للسفر إلى باريس لإجراء عملية جراحية لاستئصال سرطان البروستات وقد اضطر لتغيير موعدها بسبب تجاهل الأجهزة لطلبه، وتكليف صغارهم للرد عليه هاتفيا بجفاء وغلظة.
إننا نحن مجموعة من المثقفين الليبراليين والديموقراطيين في سوريا نهيب ونناشد كل المنظمات والقوى الديموقراطية وجمعيات حقوق الانسان، والمثقفين والأدباء والمفكرين الديموقراطيين السوريين والعرب أن يرفعوا أصواتهم احتجاجا وشجبا لهذا السلوك الهمجي للمخابرات السورية، دفاعا عن حق عبد الرزاق عيد في العلاج والشفاء: أي دفاعاً عن حقه في الحياة بعد أن قدم لوطنه وشعبه ومجتمعه أكثر من خمسة وعشرين كتابا في شتى حقول المعرفة: الأدبية والثقافية والتراثية والإسلامية والسياسية من منظور عقلاني ديموقراطي تنويري ونهضوي.
يمكن إرسال التوقيعات على موقع الليبراليين العرب الديموقراطيين: شفاف الشرق الأوسط (www.shaffaf.net) أو www.metransparent.com
حيث للدكتورعيد موقع خاص له على موقع الشفاف.
مثقفون ليبراليون وديموقراطيون في سوريا